تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(جذور المذاهب الغربية وأصول نشأتها)

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا محمد خاتم رسل الله، الذي اجتباه ربّه واصطفاه، وأرسله بخاتمة رسالاته للناس، فأظهر به وبمن اتّبعه بإحسان ... دينه الحقّ على الدين كلّه، وعلى كل فكرة ومذهب مناقض له، بالحجّة والبرهان، وبما يكتشف الناس على الدوام من سيّئات وويلات تطبيقات الأديان والمذاهب المخالفة.

أما بعد:

تعتزّ أوربا بجاهليتها المعاصرة اعتزازاً شديداً، وترى أنها شيء غير مسبوق في التاريخ، وأنه لا يتأتى لأمة في الوجود أن تبرز مثلها أو قريباً منها .. وترى أنها جماع الخير كله.

وفي أثناء اعتزازها تنسب نفسها أحياناً إلى المسيحية، فتتحدث في نبرة اعتزاز عما تسميه " الحضارة المسيحية "! Christian Civilization ولكنها تعود فتنسب نفسها إلى الحضارة الإغريقية الرومانية Greco - Roman وتقول: إن جذورها كلّها نابعة من هناك. وفي جميع الأحوال تنكر أثر الإسلام والحضارة الإسلامية في قيام " نهضتها " الحديثة، وتقدمها حتى استوت على قدميها.

والحقيقة أن هذه الجاهلية المعاصرة قد جمعت أصولاً متعددة وتأثرات شتّى، تجمع بين الخير والشرّ، وإن غلب عليها الشرّ في النهاية بسبب بعدها عن الله، وتمردها على كلّ شيء يأتي من طريق الوحي الرباني .. الأمر الذي دخلت من أجله في عداد الجاهليات، ولم ينفعها ما اشتملت عليه من جوانب الخير.

وإذا تتبعنا النشأة التاريخية للجاهلية المعاصرة فسيتبين لنا جذورها ومكوّناتها، والعناصر التي أثرت في تشكيلها على النحو الذي تشكلت به.

ومن الواضح أن الجذور الإغريقية الرومانية عميقة في التربة الأوربية، وأن الجاهلية المعاصرة تُعتبر بحقّ هي الوريثة للجاهلية الإغريقية والجاهلية الرومانية ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))، والامتداد الحقيقيّ لهما، ولكن خمائر جديدة تفاعلت مع التراث الإغريقي الروماني، فكونت منه الواقع المعاصر، بحيث يُصبح قولنا إن أوربا اليوم هي الامتداد لذلك التراث قولاً ناقص الدلالة مع أنه صحيح في جملته.

file:///C:/DOCUME%7E1/sps/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif جذور المذاهب الغربية وأصول نشأتها:

1/ التأثر بالفلسفة (الجذور الإغريقية والرومانية):

إذا أردنا التحدث عن الفلسفة، فنحن نتحدث عن حقبة من أهم حقب التاريخ الغربي من حيث النتاج الفكري، تلك الحقبة هي حقبة الحضارة اليونانية ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)).

لقد كانت لنشأة الفلسفة أبلغ الأثر في التاريخ الغربي والإسلامي على حد سواء؛ فقد ساهمت الفلسفة في تحريف العقيدة النصرانية أبان اعتناق الدولة الرومانية للمسيحية، كذلك كانت السبب الرئيس في ظهور الكثير من الفرق الإسلامية، والتي حاول أصحابها التوفيق بين فلسفة اليونان والعقيدة الإسلامية.

وهذه نبذة موجزة عن الفلسفة

1 - معنى الفلسفة.

2 - نشأة الفلسفة.

ما هي الفلسفة؟

وكلمة فلسفة ( philosophia) هي كلمة يونانية قديمة مركبة من مقطعين، هما" فيلو "بمعنى حب أو محبة، و"سوفيا "بمعنى حكمة، وتفسيرها: محبة الحكمة، فلما عُرِّبت قيل: فيلسوف؛ فالفيلسوف هو محب للحكمة، والمقصود بالحكمة: المعرفة العقلية، والإدراك الكلي لحقائق الوجود.

وبعبارة أخرى، الفيلسوف هو الإنسان الذي يبحث في ماهية الأشياء وأصولها وعلاقة بعضها ببعض، ولما كان الإنسان من طبيعته أن يفكر ويبحث على هذا النحو، فإن كلمة فيلسوف لم تُطلَق على كل إنسان، بل أُطلقت على المرء الذي من أهم أهدافه في حياته دراسة طبائع الأشياء وتعقلها، وكانت لديه قدرة إدراك الأشياء بسرعة معتمدًا على فكره الخاص، ومارس هذا العمل حتى أصبح وكأنه مهنة أو صنعة له سيطرت عليه معظم حياته.

مر مصطلح الفلسفة بعدة أطوار؛ وعلى هذا فإن تعريف (الفلسفة) يختلف باختلاف الأطوار والأزمان، كما أنه يختلف باختلاف الفلاسفة الذين وضعوا لها حدودًا وتعريفات، ومن تلك التعريفات [اليونانية منها]:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير