تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:31 م]ـ

المحاضرة الثالثة.

-مذهب أهل السنة والجماعة أن الله لا يجب عليه فعل أصلاً، بل الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، خلافاً للمعتزلة الذين أوجبوا على الله الفعل كما أوجبوا عليه أن يفعل ما هو أصلح للعباد، وهذا باطل،لأن لو فعل ذلك لهدى الناس جميعاً لكن اقتضت حكمته هذا الاختلاف.

-مسألة الاستطاعة وهل للعبد قدرة؟

اختلفت الطوائف:

قول الجبرية: ليس للعبد قدرة، لا قبل الفعل ولا أثناء الفعل.

قول المعتزلة: إن الله مكن العبد من الاستطاعة، وهذه قبل الفعل، أى أنه يستطيع أن يفعل الشىء أو ضده، فيمكنه أن يطيع ويمكنه أن يعصى.

قول الأشاعرة: ليس للعبد استطاعة لا قبل الفعل ولا بعده، وإنما تكون مع الفعل، فالقدة توفيق من الله وهداية، وما يقع من العبد سموه كسباً.

قول أهل السنة: التفصيل:

1 - هناك استطاعة بمعنى الصحة والتمكن، وهذه قبل الفعل، وهى مناط التكليف والأمر والنهى.

قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)

2 - الاستطاعة والتى يجب معها وجود الفعل، وهى الاستطاعة المصاحبة للفعل، وبها يتم الفعل.

قال تعالى (ما كنوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون)

وقوله ( ... وكانوا لا يستطيعون سمعاً)

فالكفار لا يستطيعون لانشغال قلوبهم بالكفر.

-مسألة أن الله لا يكلف العباد بما لايطيقون:

القول الأول:جواز تكليف ما لايطاق مطلقاً، وهو قول الجهمية،ووافقهم الأشاعرة لكن بصورة أخرى حيث جعلوا تكليف الكافر بالإيمان من تكليف ما لا يطاق.

القول الثانى: لا يجوز تكليف ما لا يطاق مطلقاً وهو قول المعتزلة.

القول الثالث: قول أهل السنة وفيه تفصيل:

1 - هناك امور مستحيلة لا يكلف الله الناس بها.

2 - أمور كالحج أو الصيام، فهى فى مقدور الناس لكن من عجز عنها تسقط.

تكليف الكافر بالإيمان من جملة تكليف ما يطاق.

مسألة قيام حجة الله تبارك وتعالى على عباده:

بعض الناس يقول كيف يقدر الله على الناس أموراً ثم يأمرهم وينهاهم؟!

الجواب:

1 - أن العبد له إرادة ومشيئة، فإذا فقدها لم يُكلف كالمكره.

2 - أن للعبد قدرة، وهى مناط الأمر والنهى.

3 - أن الله جعل التكليف منوطاً بالبلوغ.

4 - مع أن الله أعطى العبد الإرادة والقدرة والعقل، لم يجعل ذلك مناطاً للتكليف وإنما بقيام الحجة الرسالية.

5 - الجزم بأن الله لا يظلم مثقال ذرة.

(المعتزلة يجعلون العقل وحده كافياً للتكليف، فما استحسنه العقل أواستقبحه وجب الامتثال لذلك سواء دل عليه الرسالات أو لم تدل)

ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:49 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

المحاضرة الرابعة.

س: كيف يمكن الجمع بين القول بأن الله خلق العباد وأفعالهم وبين أن العبد يفعل الفعل بقدرته؟

هل الفعل يقع بقدرة الله أم بقدرة العبد؟

ج: أقوال الفرق فى هذه المسألة:

1 - الجهمية: نفت قدرة العبد، ولأن خالق العباد وأفعالهم فإن الفعل يقع من الله وينسب إليه.

2 - المعتزلة: العبد يخلق فعله، فالفعل يقع بقدرته لا بقدرة الله.

3 - الأشاعرة: يقع الفعل بقدرة الله وقدرة العبد، ويمثلون لذلك بالشىء الثقيل الذى لا يستطيع شخص واحد حمله، فإن حمله أربعة لم يكن كل منهم مستقلاً بالحمل.

فإن الفعل يقع بقدرة الله وقدرة العبد على نوع معاونة.

4 - مذهب أهل السنة: الله خلق العباد وأفعالم، لكن مع ذلك فإن الفعل يُنسب إلى العبد لا إلى الله.

قمثلاً: إذا لدغ العقرب، فالعقرب ولدغه مخلوقان، لكن لا ينسب اللدغ لله،

الروائح منها الطيب ومنها الخبيث، لكن تنسب الروائح لصاحبها.

إذن الخلاصة: أفعال الخيرات وأفعال المعصية تُنسب للعبد وهى واقعة بفعله وقدرته حقيقة لكن العبد وفعله مخلوقان.

والذى أوقع من انحرف فى هذه المسألة فى الضلال هو ظنه أن كل ماهو مخلوق يُنسب إلى الله.

س: مسألة علاقة الإرادة بالمحبة، وهل كل ما أراده فقد أحبه؟

ج: أقوال الفرق:

1 - الجهمية: كل ما أراده الله فقد أحبه، ولأن قدر الله نافذ، فإن كل ما يقع من طاعة وعصيان فقد أحبه!

2 - المعتزلة: ثبت بالأدلة القطعية أن الله لا يحب الفسوق ولا المعاصى، ولأن ما أراده الله فقد أحبه، إذن المعاصى لا يريدها الله ولا يقدرها.

3 - أهل السنة يقسمون الإرادة إلى نوعين:

أ- إرادة كونية شاملة لكل ما يجرى فى الكون، وهذه ترادف المشيئة، وتدخل فيها الطاعات والمعاصى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير