ب-إرادة دينية شرعية: وهى المرادفة للمحبة وتختص بالطاعات،
أما المعاصى فالله لا يريدها ديناً وشرعاً.
س: هل يصح الاحتجاج بحديث (فحاج آدم موسى) فى صحة الاحتجاج بالقدر على المعاصى؟
ج: اختلف العلماء فى توجيه احتجاج آدم وتوجيه قول النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (فحاج آدم موسى)،
لكن الجواب الصحيح:
سؤال موسى لآدم ليس من باب عتابه على الذنب لأن آدم تاب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، و لا يخفى هذا على نبى الله موسى.
وآدم عليه الصلام احتج بالقدر على مصيبة الإخراج من الجنة لا على الذنب، والاحتجاج بالقدر على المصائب مطلوب وعلى المعايب لا يجوز.
س: هل يجب الرضا بكل ما قدره الله؟
ج: أولاً: لم يرد دليل على وجوب الرضا بكل ما قدره الله، لأن ما فى مقدورات الله ما هو كفر وفسوق والله لا يرضى بها.
ثانياً: القضاء والقدر له وجهان:
-ما يتعلق بالله وأسمائه وصفاته،فهذا نرضى به كما نؤمن به.
- ما يتعلق بالعباد فما كان من طاعة نرضى به وما كان معصية فلا نرضى.
فالخلاصة (ما كان من الله نرضى به،
وما كان من العبد منه ما نرضى به ومنه ما لا نرضى به).
مسألة الإيمان بالقدر لا ينافى التوكل والأخذ بالأسباب:
كما أن التوكل على الله يكون مع الأخذ بالأسباب فكذلك إيمانك بالقدر يكون مع الأخذ بالأسباب.
لأن هذه المؤمنون بالقضاء والقدر يؤمنون أن للمسببات أسباباً فيفعلونها.
والمؤمن فى حياته ينازع القدر بالقدر على مقتضى الشرع لا على مقتضى الأهواء،
كما قال الجنيد: ( .... فنازعت أقدار الحق بالحق للحق)
فأقدار الحق:أى أقدار الله
بالحق: أى بما أمرنى الله به من الكتاب والسنة
للحق: أى لغاية الحق.
** (فلما كانت الأمة على عقيدة صافية كانت أمة منتجة، لم يورثها إيمانها بالقضاء والقدر كسلاً وتوانياً، وغنما أكسبها طمأنينية وهى تؤدى عملها)
مسألة:الدعاء وصلة الرحم وعلاقتهما بالقدر.
ورد عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قوله: (لا يرد القدر إلا الدعاء) وقال أيضاً: (صلة الرحم تزيد فى العمر)
اختلف العلماء فى ذلك:
1 - منهم من يقول:نعم الدعاء وصلة الرحم يغيران القدر، وقالوا: مكتوب فى اللوح المحفوظ فلان يدعو فيستجاب له وفلان لا يدعو فلا يحدث الأمر،
وفلان يصل رحمه فيكون عمره كذا، أولا يصل فيكون عمره كذا.
2 - القول الثانى: القدر لا يتغير، فما كان مكتوباً باللوح المحفوظ فلا يتغير ولا يتبدل لأنه مكتوب وفق علم الله الذى أحاط بكل شىء، والله يعلم إذا كان فلان سيدعو أو يصل رحمه أم لا.
وتوجيه هذه الأحاديث أن يقال الدعاءو صلة الأرحام من الأسباب المأمور بها، فإذا فعلت السبب فقد يقع وقد لا يقع، كما تقول هذا الدواء يشفى من مرض كذا لكن قد يأخذه مريض فيشفى ويأخذه آخر فلا يشفى.
فإن قيل: فما فائدة الدعاء وصلة الرحم إذن؟
نقول:هما من الأسباب التى أنت مأمور بالأخذ بها.
فالأسباب:1 - المادية: قد يقع منها المسبب وقد لا يقع.
2 - الشرعية: قد يقع معها المسبب فتفوز مرتين، وقد لا يقع فلا تحرم أجر فعلك إياها.
س: قد يقول قائل: فما تقولون فى قوله (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)؟
ج: اختلف العلماء على تفسير هذه الآية:
1 - القول الأول: منهم من جعلها فى نسخ أحكام الشريعة، فهى ليس فى باب القدر.
2 - القول الثانى: أنها فى باب القدر،ثم اختلفوا:
-منهم من قال نعم يقع المحو فى القدر كما ذكرنا فى مسألة الدعاء وصلة الرحم، أنه مكتوب فلان يدعو فيصل رحمه فيصبح عمره كذا أو لا يصل رحمه فيصبح عمره كذا،فكلا الأمرين مكتوب فى اللوح المحفوظ.
-لا يقع المحو فى اللوح المحفوظ لأنه مكتوب وفق علم الله، وإنما ما يتغير ما فى صحف الملائكة.
ـ[أبو حبيبة المصري]ــــــــ[10 - 11 - 10, 02:12 م]ـ
بارك الله فيك، وسلمت يمينك، وزاردك الله علمًا وعملًا، ورزقك الغخلاص في القول والعمل
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. آمين.
المحاضرة الخامسة والأخيرة:
الجزء الأول من المحاضرة: تضمن إجابة الشيخ لأسئلة وردت من دروس سابقة، ما كان فى موضوع القدر فقد أجاب عليه الشيخ مكرراً ما قد شرحه فى الدروس السابقة، وما كان خارج الموضوع فلم أدونه.
سأله أحد الإخوة عن كتاب (القضاء والقدر) للشيخ عمر الأشقر ... فأثنى عليه ونصح بقراءة سلسلة العقيدة للمؤلف.
الجزء الثانى:أثر الإيمان بالقضاء والقدر.
الجزء الثالث: كلمة موجزة عن مصادر العقيدة.
-الكتاب والسنة كمصدر لتلقى العقيدة ليست مصدراً علمياً جافاً،وإنما مصادر علمية إيمانية عملية، فهى تربط العقيدة بحياة الإنسان،فالعقيدة هى إيمان ويقين يتحول لعمل وعبادة.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[10 - 11 - 10, 05:39 م]ـ
أرسلت لبعض الأفاضل من مشايخ المنتدى على الخاص لمراجعة وتصويب ما كتبته، لكى لا يُنسب للشيخ أقوال خاطئة.
وأطلب من كل من رأى خللاً أن يصححه.
¥