تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[06 - 11 - 10, 01:09 ص]ـ

وقد أقسمَ النبيُّ- صلَّى اللهُ عَليْهِ وَسلَّم - عَلى ما أخْبَرَ بِهِ مِن الحَّقِّ في أكْثرِ مِنْ ثَمانينَ مَوضِعَاً وَهِيَ مَوجودَةٌ في الصّحاحِ والمَسانيْد.

- إعْلامُ المُوَّقِعين، 4/ 165

ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:07 م]ـ

أخي الحبيب أبو سعد و الإخوة جميعا:

أعتذر مقدما عن التأخر لظروف السفر و التنقل.

القاعدة التي نتفق عليها:

أن ما كان عبادة فصرفه لغير الله شرك.

ثم نأتي للتفصيل فنقول:

هل هو شرك أكبر أو أصغر؟

فنرجع لمسألة: الضابط في الشرك الأصغر، و كيف نميزه عن الأكبر، ثم إذا ضبطنا القاعدة طبقناها على مسألتنا هذه.

قال ابن تيمية: (زيارة القبور - (1/ 57)

وبالجملة فالقيام والقعود والركوع والسجود حق للواحد المعبود خالق السماوات والأرض وما كان حقا خالصا لله لم يكن لغيره فيه نصيب مثل الحلف بغير الله عز و جل وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متفق عليه وقال أيضا من حلف بغير الله فقد أشرك فالعبادة كلها لله وحده لا شريك له)

و قال في موضع آخر:

(قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة - (2/ 91)

والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور وهو مذهب أبي حنيفة، وأحد القولين في مذهب الشافعي وأحمد. وقد حكي إجماع الصحابة على ذلك.

وقيل: هي مكروهة كراهة تنزيه.

والأول أصح حتى قال عبد الله بن مسعود وعبد الله ابن عباس وعبد الله بن عمر: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً. وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب)

و في موضع آخر:

مجموع الفتاوى (1/ 80)

(وليس لأحد أن يعبد إلا الله وحده فلا يصلي إلا لله ولا يصوم إلا لله ولا يحج إلا بيت الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يخاف إلا الله ولا ينذر إلا لله ولا يحلف إلا بالله. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت}. وفي السنن: {من حلف بغير الله فقد أشرك} وعن ابن مسعود " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا " لأن الحلف بغير الله شرك والحلف بالله توحيد. وتوحيد معه كذب خير من شرك معه صدق ولهذا كان غاية الكذب أن يعدل بالشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم {عدلت شهادة الزور الإشراك بالله مرتين أو ثلاثا} وقرأ قوله تعالى {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق} وإذا كان الحالف بغير الله قد أشرك فكيف الناذر لغير الله؟)

هذه النقول السابقة تقرر أن الحلف بغير الله شرك، و هي واضحة و صريحة بأدلتها، بقي تقرير أنه أصغر:

قال ابن عثيمين رحمه الله: (الحلف بغير الله ينقسم إلى قسمين:

الأول: أن يعتقد الحالف أن المحلوف به يستحق من التعظيم مثل ما يستحق الله، فهذا شرك أكبر.

الثاني: أن لا يعتقد ذلك فهو شرك أصغر) القول المفيد 3/ 219

و قال في موضع آخر: (و الحلف بغير الله شرك أكبر إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى في التعظيم و العظمة، و إلا فهو شرك أصغر) القول المفيد 2/ 325

لعله اتضح الآن الحكم بقي التقعيد في التفريق بين الأكبر و الأصغر، فمما ذكره العلماء في ذلك: أن يأتي دليل يصرف هذا الفعل من الأكبر إلى الأصغر، كذكر كفارة، أو قرينة أو نحو ذلك، فالضابط مما اختلف فيه العلماء و لكن بجملته:

كل ما سمي شركا و لم يصل إلى الأكبر، أو كان وسيلة إلى الأكبر.

قاله السعدي في القول السديد 24 و 45، و اللجنة الدائمة 1/ 517.

نعود للحلف بغير الله و نطبق هذا التقعيد، يقول ابن عثيمين: (إن الشرك الأصغر كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك و دلت النصوص على أنه ليس من الأكبر مثل: (من حلف بغير الله فقد أشرك) نقول: الشرك هنا أصغر لأنه دلت النصوص على أنه مجرد الحلف بغير الله لا يخرج من الملة) ثم ذكر ضوابط أخرى لبعض العلماء، انتهى من القول المفيد 1/ 207

آمل أن الصورة اتضحت، و أعتذر عن قلة العلم أو ضعف الفهم، و ربما بعض مشايخي في الملتقى لديهم إضافات أو تعقيب.

ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:38 م]ـ

قد قال رسول صلى الله عليه وسلم أفلح و أبيه , ;و هذا حلف بغير الله و قد مما أختلف العلماء في توجيههه.

أما التفريق بين العمل الذي يكون شركاً أكبر والعمل الذي يكون شركاً أصغر فهذا صعب؛ لأن العمل قد يكون ظاهره أنه صغير، وهو في نفس الأمر كبير، ويرجع إلى نية الإنسان ومقصده؛ ولهذا فالعلماء يعرفون الشرك الأصغر بالأمثلة، يقولون: مثل: الرياء، والحلف بغير الله، أو قول: (لولا الله وأنت)، (لولا الله وفلان)، و (أنا بالله وبك)، (توكلت على الله وعليك)، وما أشبه ذلك، وقد يكون هذا من الشرك الأكبر، وقد يكون من الشرك الأصغر، فليس الشرك الأصغر كل عمل يكون وسيلة إلى الشرك الأكبر، فهذا ضابط غير صحيح؛ لأن هناك أعمالاً تكون وسائل للشرك الأكبر، وليست من الشرك الأصغر.

ومن العلماء من يفرقون بينهما بالأحكام المترتبة عليهما فمثلا يقولون الشرك الأكبر مخرج من الملة, صاحبه مخلد في النار وهذا التعريف للحكم على الشركين الأصغر و الأكبر وليس للتمييز بينهما

و الله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير