وفى العلمانيين العرب مثالهم: الشيوعية، والحداثية التى ترفض كل ماهو من التراث وكل ما هو قديم، وتقترب من فكر اليسار.
ب- العلمانية المعتدلة: ترفض اعتبار الدين أساساً للدولة، لكنها تقبل تدين الأفراد.
وهو ما انتهت إليه أوروبا، وعند العرب: العلمانية الليبرالية.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[17 - 11 - 10, 02:05 م]ـ
(المحاضرة الثانية).
-هناك على مر تاريخ هذه الأمة محاولات للخروج من الدين فى بعض الأمور مثل ماحدث من الفرق البدعية، لكن لم يوجد من يرفض هذا الدين جملة وتفصيلاً من هذه الفرق.
-أكثر من تمرد على الدين من الفرق:
1 - غلاة الصوفية:
حتى ظهرت طوائف تزعم أنها يمكن أن تصل للحقائق من الله بدون واسطة النبوة، فالكشوفات والمنامات والخضر الذى يزعمون أنه مازال حياً من جملة هذا.
(ذكر العلماء من نواقض الإسلام: من زعم أنه يمكنه الخروج عن شريعة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى)
2 - الزنادقة:
والزندقة هى إعلان النفاق، وهؤلاء كثروا فى الدولة العباسية، فهذه الفئة كانت لها صلات فارسية ونصرانية ووثنية وفلسفية أيضاً.
من محاولاتهم:
-تقليد القرآن لإثبات أنه لا إعجاز فيه
- السخرية من السنة والصحابة
-السخرية من قضاة الإسلام فرموهم بالظلم واللواط والسرقة (وهذا باب واسع للتنقص من الشريعة لأن القضاة هم من يحكمون بين الناس بالدين)
-أبرز ملامح الفكر الغربى:
-دعا (ديكارت) -الذى هو من أشهر فلاسفتهم- إلى تطبيق المنهج العقلى فى الفكر والحياة،لكنه استثنى العقيدة والدين،فلم يجرؤ على مواجهة الكنيسة القوية فى وقته، وادعى أنه لا تعارض بين العلم وبين الدين المسيحى، و ليس لأحدهما سلطان على الآخر. (تأمل!)
(العلمانيون عندنا يقولون: الله مقدس والرسول مقدس، فلن نتعرض لهما، لكن نعمل العقل فى كل شىء.)
- ظهر بعد ذلك المنهج التجريبى لفرانسيس بيكون وجعلوا أعظم مآثره أنه فصل بين العلم المادى والعلم الدينى.
- قام اسبيونزا (اليهودى) بتطبيق منهج النقد التاريخى، واكتشف تحريف التوراة، فهذا المنهج لا يفرق بين ما هو مقدس وغير المقدس.
(العلمانيون الآن يقولون كل شىء يقبل النقد، فالقرآن يجب إعادة فهمه على ضوء الحقائق المعاصرة لا كما فهمه الأقدمون، فنريد فهماً جديداً له)
وطه حسين يقول فى كتاب (الشعر الجاهلى):
( ..... والأمر لا يقف عند هذا الحد، فواضح جدا لكل من له إلمام بالبحث التاريخي عامة ويدرس الأساطير والأقاصيص خاصة أن هذه النظرية متكلفة مصطنعة في عصور متأخرة دعت إليها حاجة دينية أو اقتصادية أو سياسية للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم و إسماعيل، وللقرأن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن إثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلي مكة ونشأة العرب المستعرية فيها.
ونحن مضطرون إلي أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهودية من جهة، والقرآن والتوراة من جهة أخرى.)
-طالب (جون لوك):
بإخضاع الوحى للعقل عند التعارض،
ودعا إلى مبدأ التسامح الدينى، وإعطاء الحق لكل إنسان أن يعتقد بما شاء ويكفر بما يشاء.
-تحولت أوروبا إلى الشك فى دينها،وهو ما يسمى بعصر التنوير، والآن كل من يشكك فى أمر دينه يسمونه مفكرأ مستنيراً.
- يعد فولتير عدو الكنيسة الأول، إلا أنه لم يكفر بوجود الله، ولكن كفر بالوحى، فالناس تصنع فى حياتها ما تريد، وشبهوا ذلك بصانع الساعة، يصنع الساعة لك وأنت تتصرف فيها كما تشاء.
(جمهرة العلمانيين عندنا تؤمن بوجود الله، حتى أن بعض الشيوعيين العرب آمنوا بكل مبادىء الشيوعية إلا أنهم آمنوا بوجود الإله ولم يلحدوا)
-قامت الثورة الفرنسية عام 1789 على عد أسس:
1 - حرب الكنيسة والدين من جهة الشعب الثائر لا من جهة المفكرين فقط، فجعلت فكر العلمانية ليس حكراً على النخبة وإنما هو فكر العامة.
(وهذا هو خطر العلمانية إذا وصلت لهذه الدرجة، أن تجعل الفكر العلمانى فكراً جماهيرياً ... وهو ما تحاول تطبيق عن طريق الإعلام والندوات)
2 - ترسيخ العلمانية: أى تطبيقها واقعاً فى الدولة والبرلمان وحياة الناس.
3 - قامت على الأسس المشهورة (الحرية- الإخاء -المساواة)
-نظرية (العقد الاجتماعى):
نادى بها عدة مفكرين لكن من أشهرهم (جان جاك روسو)، وتعنى أن الناس إذا تعاقدوا على أمر ورضوا به فلا أحد يتدخل فيهم أى لا توجد حاكمية تفُرض عليهم من خارجهم، كما توجد عندنا حاكمية الكتاب والسنة.
من مبادئها:
1 - أن الحالة الطبيعية للإنسان هي الفترة الذهبية من تاريخه، ولكن الإنسان بفعل الأطماع وبتأثير (الأديان!) تجرد من النقاء الطبيعي، وانتقل إلى حالة من الفوضوية اقتضت وجود عقد اجتماعي لتنظيم حياة الناس ومحاولة العودة بهم إلى الحالة الطبيعية.
2 - إغفالها لدور الدين في توجيه المجتمع، وجعلت الدين عاملاً من العوامل التي تعوق الرجوع إلى الحالة الطبيعية السوية.
3 - بفصل السياسة عن الدين، فإنه يتهم الأديان بأنها هي التي سببت هذا الفصل حيث نجده يقول: 'إن الشعوب القديمة كانت تعبد الملوك، وكان لكل دولة ملكها وإلهها في الوقت نفسه، فكانت السياسة والدين شيئاً واحداً، ولكن الأديان فصلت بين العالم المادى والعالم الروحى"
4 - سمت الثورة الفرنسية كتابه العقد الإجتماعى بإنجيل الثورة الفرنسية.
5 - أوحت إلى الناس بفكرة جديدة هي الوطنية أو القومية إذ أن العقد يكون بين الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه، وتتفق مصالحه مع مصالح الفرد ورغباته، لا مع مجتمع آخر بعيد مهما كانت قوة الصلة الدينية به.
-ثم جاء كتاب (الأمير) لميكافيللى، وذكر فيه:
1 - الإنسان شرير بطبعه، ورغبته فى الخير مصطنعة، فإذا كان الأمر كذلك فلا ضير من الانسياق وراء طبيعته الشريرة.
2 - الفصل التام بين السياسة والدين والأخلاق.
3 - الغاية تبرر الوسيلة.
(العلمانيون عندنا يرحبون باحتلال أراضى المسلمين لأن غايتهم الحكم، فلا ضير من الاستعانة بميكافيللية الولايات المتحدة للقضاء على التطرف).
¥