· وأجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الإسلام التي علمت من الدين بالضرورة، وأن منكره كافر مرتد عن الإسلام، وكانت فرضيته يوم الاثنين، لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة.
فضل شهر رمضان وفضل العمل فيه:
1. عن أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لما حضر رمضان: " قد جاءكم شهر رمضان افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم " رواه أحمد والنسائي والبيهقي.
2. عن عرفجة قال: كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدث عن رمضان قال: فدخل علينا رجل من أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم -، فلما رآه عتبة هابه، فسكت، قال: فحدث عن رمضان، قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول في رمضان: " تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وتصفد فيه الشياطين، وينادي فيه ملك: يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر، حتى ينقضي رمضان ". رواه أحمد والنسائي وسنده جيد.
3. عن أبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ". رواه مسلم.
4. عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من صام رمضان وعرف حدوده، وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه، كفَّر ما قبله ". رواه أحمد والبيهقي بسند جيد.
5. عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه. ".رواه البخاري ومسلم.
معنى احتساباً: أي طالباً وجه الله وثوابه.
الترهيب من الفطر في رمضان:
1. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " عُرَى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم، شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان ". رواه أبو يعلي والطبراني والديلمي وصححه الذهبي.
2. عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصةٍ رخصها الله له، لم يَقضِ عنه صيام الدهر كله وإن صامه " رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي، وقال البخاري: ويذكر عن أبي هريرة رَفْعُه:" من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر، وإن صامه "، وبه قال ابن مسعود.
قال الذهبي: وعند المؤمنين مُقَرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض أنه شر من الزاني ومدمن الخمر بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال ...
أركان الصوم:
للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته:
1. الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لقول الله تعالى: " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " (البقرة:187)، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل، لما رواه البخاري ومسلم أن عَدِيَّ بن حاتم قال: لما نزلت "حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ " عَمَدتُ إلى عقالٍ أسود وإلى عقالٍ أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت انظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فذكرت له ذلك، فقال: " إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار ".
2. النية، لقول الله تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ " (البينة:5)، وقوله – صلى الله عليه وسلم – " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " رواه الجماعة
ولابد أن تكون قبل الفجر من كل ليلة من ليالي شهر رمضان لحديث حفصة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " من لم يُجْمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ".رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان (يُجْمِع من الإجماع، وهو إحكام النية والعزيمة.)،
¥