تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد جاء في الصحيحين: عَنْ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَالَ: كَيْفَ صَلاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: (مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ).

وقد أطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في جواب السائل فلم يحدد له عددًا، وقد كان الرجل يجهل بكيفية قيام الليل وجهله بالكمية أولى، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.

وروى أبو داود عن قيس بن طلق قال: زَارَنَا طَلْقُ بْنُ عَلِيٍّ فِي يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَمْسَى عِنْدَنَا، وَأَفْطَرَ، ثُمَّ قَامَ بِنَا اللَّيْلَةَ، وَأَوْتَرَ بِنَا، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى مَسْجِدِهِ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا بَقِيَ الْوِتْرُ قَدَّمَ رَجُلاً، فَقَالَ: أَوْتِرْ بِأَصْحَابِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (لاَ وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

والأثر يدل على الزيادة على ثلاث عشرة ركعة، وعلى جواز الاجتماع على صلاة بعد التراويح، كما يدل على جواز الصلاة بعد الوتر.

وروى البيهقي وغيره عن السائب بن يزيد الصحابي -رضي الله عنه- قال: "كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في شهر رمضان بعشرين ركعة. قال: وكانوا يقرؤون بالمئين، وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان -رضي الله عنه- من شدة القيام".

قال شعيب الأرنؤوط: هذا إسناد صحيح رجاله كلهم عدول ثقات، وصحح إسناده النووي في المجموع، والعراقي في طرح التثريب، والسيوطي في المصابيح، وقال المباركفوري في التحفة: صحح إسناده النووي وغيره.

وحديث عائشة -رضي الله عنها- في وصف وتر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قالت: "ثُمَّ يُوتِرُ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ" (روا مسلم).

وهذه أقوال السادة الأئمة والعلماء في عدد ركعات التراويح:

الحنابلة:

قال ابن قدامة في المغني ج2: "والمختار عند أبي عبد الله -رحمه الله- فيها عشرون ركعة، وبهذا قال الثوري، وأبو حنيفة، والشافعي، وقال مالك: ستة وثلاثون ... وعمر -رضي الله عنه- لما جمع الناس على أبي بن كعب -رضي الله عنه- كان يصلي لهم عشرين ركعة .. وعن علي أنه أمر رجلاً يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة وهذا كالإجماع"، وقال ابن مفلح في المبدع: "وهي عشرون ركعة في قول أكثر العلماء".

المالكية:

قال ابن عبد البر في الاستذكار: والصحيح ثلاث وعشرون ركعة، وإحدى وعشرون ركعة، وروي عشرون ركعة عن علي، وهو قول جمهور العلماء، وبه قال الكوفيون والشافعي وأكثر الفقهاء، وهو الصحيح عن أبي بن كعب من غير خلاف من الصحابة.

قال الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأحمد بن داود: قيام رمضان عشرون ركعة سوى الوتر.

وقال الحافظ تقي الدين السبكي في إشراق المصابيح في صلاة التراويح، أراد أمير المدينة أن ينقصها عن العدد الذي كان أهل المدينة يقومون به وهو تسع وثلاثون؛ فشاور مالكًا فنهاه عن ذلك.

قال الشيخ عطية محمد سالم في التراويح: عمدة المالكية المتأخرين على ما جاء في مختصر خليل، ونصه يقول: وتجزئ ثلاث وعشرون، ثم جعلت ستًا وثلاثون.

الأحناف:

قال في فتح القدير على الهداية: ثبت العشرون في زمن عمر في الموطأ عن يزيد بن روماني وفيه ثلاث وعشرون، وعن السائب وفيه عشرون ركعة.

قال السرخسي في المبسوط: "فإنها عشرون ركعة سوى الوتر عندنا".

الشافعية:

قال النووي في المجموع: "مذهبنا أنها عشرون ركعة سوى الوتر، وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وأحمد وداود، ونقله القاضي عياض عن جمهور العلماء".

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "والجمع بين هذه الروايات ممكن باختلاف الأحوال ويحتمل أن ذلك الاختلاف بحسب تطويل القراءة وتخفيفها".

وقال محمد بن نصر في قيام الليل: قال إسحاق بن منصور، قلت لأحمد: كم ركعة يصلي في قيام شهر رمضان؟

فقال: قد قيل فيها أقوال، إنما هي تطوع.

وعن الشافعي: رأيت الناس يقومون بالمدينة تسعًا وثلاثون قال: أذهب إلى عشرون ركعة قال: وليس في شيء من هنا حد ينتهي إليه؛ لأنه نافلة فإن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن، وهو أحب إلي، وإن أكثروا الركوع فحسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير