قلت: يفهم من كلام ابن حجر أن الجواز ليس على اطلاقه بل هو مشروط بشرط قوي وهو أمن الفتنة، والدكتور أخذ بالجواز ومشى!!!!، وكأني بالدكتور لا يأخذ الحكم الا من النص لوحده متجاهلا غيره من النصوص، فهو مثل من كان يقرأ في مؤطأ مالك وعند انتهاءه من باب القول في قتل الكلاب راح فقتل كل كلب رآه، ثم من الغد بدأ بباب نسخ القول بقتل الكلاب!!!!! فهذا حاله مثل حال الدكتور!!!!!!!!.
الدليل الرابع:وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال صلى الله عليه وسلم: من يضم أو يضيف هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ما عندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة، وعجب من فعالكما، فأنزل الله {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.
قلت (القائل هو الدكتور): أخرجه البخاري، وفيه جواز الاختلاط، ووقوعه بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم كافٍ في جوازه.
الرد على هذا الدليل:
قلت: جواز الاختلاط هنا مع أمن الفتنة كما تقدمت الاشارة إليه قريبا في الحديث السابق، ثم إنه قال: (وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان،) وهذا يدل على أمن الفتنة لكونهم يأكلون في الظلمة. فأين الدليل الذي فرح به الدكتور على جواز الاختلاط، وهل كان يعرف قرب المرأة من الضيف حتى يقول بجواز الاختلاط،هذا فهم سقيم للنصوص.
الدليل الخامس: وعن عائشة أنها قالت: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله عنهما، قالت: فدخلت عليهما، فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟، ومعنى «كيف تجدك» أي كيف تجد نفسك، كما نقول نحن: كيف صحتك؟
قالت عائشة: فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد».
قلت (القائل الدكتور): أخرجه البخاري، وبوب عليه بقوله «باب عيادة النساء للرجال» قال: وعادت أم الدرداء رجلا من أهل المسجد من الأنصار.
قلت (القائل الدكتور): وهذا واضح أيضا في وقوع الاختلاط في عمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعظم الناس تقوى وفهما لأحكام التشريع.
الرد على هذا الدليل:
قلت: جاء في شرح ابن بطال (17/ 472) قوله: حديث عائشة كان فى أول الإسلام عند قدومهم المدينة فوجدوها وبئة فدعا لها النبى أن يصححها وينقل حماها إلى الجحفة فأجاب الله دعوته. وعيادة أم الدرداء تحمل على أنها عادت الأنصارى وهى متجالة فلا تزورن امرأة رجلا إلا أن تكون ذات محرم أو تكون متجالة يؤمن من مثلها الفتنة بها. وفيه عيادة السادة الجلة لعبيدهم؛ لأن بلالا وعامر بن فهيرة اعتقهما أبو بكر رضى الله عنه.
قلت: أي أن حديث عائشة قبل الحجاب، ومعنى متجالة أي كبيرة السن اللاتي هن من القواعد من النساء.
الدليل السادس:وعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش ... الحديث».قلت: أخرجه البخاري.
الرد على هذا الدليل: قلت: الحديث بتمامه من فتح الباري لابن رجب (7/ 32)
حدثنا أحمد: نا ابن وهب: انا عمرو، أن محمد بن عبد الرحمان الأسدي حدثه، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكرفانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فأقبل عليهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: ((دعهما)) فلما غفل غمزتهما فخرجتا.
قلت: كيف يجوز الاختلاط والنبي قد حول وجهه عنهن؟؟؟؟؟!!!!! هذا استنباط عجيبّ!!!
¥