لسان العرب (2/ 114) مادة بحث تاج العروس (1/ 1211) مادة بحث المفردات (ص 89)
وقد عرف الجرجاني البحث اصطلاحا فقال: (هو إثبات النسبة الإيجابية أو السلبية بين الشيئين بطريق الاستدلال). (ص 61) التعاريف (ص 116).
وقد يراد بالبحث الاستشكال والإنكار ولذا يقولون أحيانا: هذه المسألة فيها بحث أو محل بحث: أي أنها مشكلة أو غير مسلمة.
وذكر الراغب أن المباحثة والمناظرة بمعنى واحد فقال: المناظرة: المباحثة والمباراة في النظر واستحضار كل ما يراه ببصيرته والنظر: البحث وهو أعم من القياس لأن كل قياس نظر وليس كل نظر قياس.
ومما ألف باسم البحث:
1 - آداب البحث العضدية للعضد الإيجي.
2 - وحسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة للمرتضى الزبيدي.
3 - رسالة في آداب البحث لسنان الدين يوسف المعروف: بعجم سنان.
4 - المآب في شرح الآداب يعني: آداب البحث للسمرقندي.
5 - شرح منظومة آداب البحث فصيح الحيدري الشافعي
6 - آداب البحث لمسعود الشيرواني وعليها حاشية لأحمد بن عبد الله الرومي شمس الدين الحنفي الشهير بديكقوز.
7 - شرح آداب البحث للدردير المالكي.
8 - المخاصرة في آداب البحث والمناظرة لعبد الملك بن عبد الوهاب الفتني.
9 - رسالة آداب البحث لعثمان بن حسين بن عمر الرومي الحنفي الآلاشهري
10 - تقرير القوانين في آداب البحث لسجاقلي زاده الصوفي الحنفي.
11 - الفوائد السنية في علم آداب البحث على مير الحنفية للآلوسي.
12 - منظومة في آداب البحث لمصطفى بن محمد الصفوي الشافعي.
13 – آداب البحث والمناظرة للشنقيطي .... وغيرها كثير.
هذه بعض الألفاظ المشابهة بالمناظرة وإن كان المتقدمون في التأليف في هذا الباب يذكرون ثلاثة ألفاظ هي الأشهر وهي المتداولة وهي (المناظرة والجدل والبحث) وعليه جرى التأليف.
والبعض يذكر لفظة المكابرة من الألفاظ ذات الصلة لكنها في الحقيقة ليست كذلك بل هي نوع من أنواع وأحوال المناظر حال المناظرة وسيأتي تعريفها في مبحث أحوال المناظرة إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[30 - 05 - 07, 12:28 ص]ـ
المبحث الثالث: أغراض المناظرة والهدف منها:
للمناظرة أغراض صحيحة وأغراض باطلة:
أما الأغراض الصحيحة فمنها الأخروي ومنها الدنيوي أما الأخروي فهو طلب مرضاة الله والأجر والثواب؛ لأن المناظرة نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين.
ولذا قال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأقوامهم وهم يجادلونهم ويناظرونهم ويدعونهم لتوحيد الله وترك الشرك قالوا جميعاً _ نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام _: {وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين}
وقال الله تعالى لنبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله}
وأما الغرض الدنيوي فأمران:
1 – بيان الحق وإظهار الصواب في المسائل العلمية والعملية وهذا يشمل الحق من الأقوال والحق من الأدلة والراجح منهما ويدخل في هذا مناظرة الكفار من المشكرين وأهل الكتاب، ومناظرة أهل البدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة والأشاعرة والصوفية والقبورية ونحوهم.
ويكون الغرض بيان عقيدة الإسلام للمخالف من الكفار وعقيدة أهل السنة والجماعة للمخالف من أهل القبلة.
كما يدخل في هذا المناظرة في المسائل العملية في الفروع بين أصحاب المذاهب من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والظاهرية وغيرهم.
ويكون الغرض من هذا بيان الراجح من الأقوال في مسائل الفروع.
2 – كشف الباطل ودفع الشبه والشكوك وإزالة الإشكال وهذا يشمل أيضاً الأقوال والأدلة او الشبه.
وذلك كمناظرة المشكرين وأهل الكتاب في بيان عقائدهم الباطلة وكشف الفساد فيها كما حدث في مناظرة إبراهيم الخليل عليه السلام لقومه ومناظرته للنمرود.
وكذا مناظرة أهل البدع في بيان بدعهم وكشف الشبه التي يستدلون بها لباطلهم كما حدث في مناظرة ابن عباس للخوارج ومناظرة أحمد للمعتزلة في مسألة القول بخلق القرآن.
ثم ليعلم أن المقصود بالغرضين هو غظهار مقابله فالمناظرة لبيان الحق تسلزم بيان بطلان ما عداها فالحق واحد لا يتعدد في جميع مسائل الشريعة.
¥