تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحفص بن عمر بن دينار أشد ضعفاً قال أبو حاتم كان شيخاً كذاباً وقال ابن عدي أحاديثه كلها إما منكرة المتن والسند وهو إلى الضعف أقرب، وقال الساجي: كان يكذب وقد كتبت عن ابنه إسماعيل بن حفص، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.

وروي من حديث عروة بن رويم مرسلاً عند ابن ابي شيبة في المصنف وهناد في الزهد من طريق ابن المبارك عن الأوزاعي عن عروة به.

8 - عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " أخرجه الشيخان.

الألد الخصم هو الدائم الخصومة كما قال البخاري في تفسير ذلك في صحيحه والاسم اللدد مأخوذ من لديدي الوادي واللدد الجدال مشتق من اللديدين وهما صفحتا العنق والمعنى أنه من أي جانب أخذ في الخصومة قوي.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 180): (ويحتمل أن يكون المراد الشديد الخصومة فإن الخصم من صيغ المبالغة فيحتمل الشدة ويحتمل الكثرة)

ويحتمل أمراً ثالثاً وهو الإعراض عن الحق يقال فيه لدد أي ميل و اعوجاج عن الحق ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية. مجموع الفتاوى (14/ 445)

وقال أيضاً: (واللد جمع الألد وهو الأعوج في المناظرة الذي يروغ عن الحق) الجواب الصحيح (2/ 70)

قال الخليل بن أحمد: (والتَّلَدُّد في التلَفُّت أن يعطف بعنقه مرَّة كذا ومرَّة كذا واللَّدَد مصدر الأَلَدِّ أي السيء الخلق الشديد الخصومة العسر الانقِياد ورجل أَلَنْدَدُ ويَلَنْدَد: كثير الخصومات شرس المعاملة) العين (8/ 9)

وأما آثار السلف في ذم الجدل والمناظرة والخصومة:

فأولاً ما بوب به أهل العلم في هذا الأمر في كتبهم في السنة:

- أبو داود في سننه (2/ 608): (باب النهي عن الجدال واتباع المتشابه من القرآن) و (2/ 609): (باب النهي عن الجدال في القرآن)

- ابن ماجه في سننه (1/ 17): (باب اجتناب البدع و الجدل)

- ابن حبان في صحيحه (1/ 280): (ذكر الزجر عن مجالسة أهل الكلام والقدر ومفاتحتهم بالنظر و الجدال)

- الآجري في الشريعة (ص 64): (باب ذم الجدال و الخصومات في الدين)

- الدارمي في سننه (1/ 120): (باب اجتناب أهل الأهواء والبدع والخصومة)

- ابن بطة في الإبانة (باب النهي عن المراء في القرآن)

- اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 114): (النهي عن مناظرة أهل البدع, و جدالهم و المكالمة معهم و الاستماع إلى أقوالهم المحدثة و آرائهم الخبيثة)

- ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله (2/ 113) (باب ما يكره فيه المناظرة و المجادلة و المراء)

- قوام السنة في الحجة على تارك المحجة (1/ 311): (فصل في النهي عن مناظرة أهل البدع وجدالهم والاستماع إلى أقوالهم)

- ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (ص 99): (باب ذم المراء)

ثانياً: النصوص عن الأئمة الأربعة في هذا:

أولاً: الإمام أبو حنيفة رحمه الله:

كان أبو حنيفة رحمه الله في أول أمره صاحب جدل وخصومات وكان يخاصم أهل الأهواء ويجادلهم ورحل في سبيل ذلك من الكوفة إلى البصرة عشرين مرة ونيفاً حتى صار رأساً في ذلك منظوراً إليه، وكان يأمر ابنه حماداً بذلك، ثم ترك الجدل والكلام ورجع إلى الفقه والسنة وصار إماماً، ثم صار يحذر من ذلك وينهى عن الكلام.

قال رحمه الله: " من طلب الدين بالكلام تزندق " وقال: " الكلام في الدين أكرهه "

ثانياً: الإمام مالك بن أنس رحمه الله:

- قال الهيثم بن جميل: قيل لمالك: يا أبا عبد الله الرجل عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا! , و لكن يخبر بالسنة فإن قبلت منه و إلا سكت " رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 94) وذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك (2/ 39)

- وقال ابن وهب سمعت مالكاً يقول: القرآن هو الإمام فأما هذا المراء فما أدري ما هو! " رواه ابن بطة في الإبانة (2/ 510)

- و قال أيضاً: ليس الجدل من الدين بشيئ. ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (8/ 67) والقاضي عياض في ترتيب المدارك (2/ 39)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير