- وروى البيهقي في شعب الإيمان (6/ 354) عن مالك بن أنس أنه قال: " اجتنب الجدال في الدين و يقول كل ما جاءنا رجل أجدل من رجل أردنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "
ثالثاً: الإمام الشافعي رحمه الله:
روى البيهقي في شعب الإيمان (6/ 354) عن الشافعي قال: " المراء في العلم يقسي القلب و يورث الضغائن "
قال الذهبي رحمه الله: (تواتر عن الشافعي ذم الكلام وأهله وكان شديد الإتباع للآثار في الأصول والفروع) العلو (ص 166)
رابعاً: الإمام أحمد رحمه الله:
- قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس: " أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , و الاقتداء بهم و ترك البدع , وكل بدعة ضلالة , و ترك المراء و الجدال و الخصومات في الدين " طبقات الحنابلة (1/ 241) الاعتقاد للالكائي (1/ 156)
- وقال في رسالته للمتوكل: " ولست بصاحب كلام ولا أرى الكلام في شيء من هذا إلا ما كان في كتاب الله عز وجل أو في حديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو عن أصحابه أو عن التابعين فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود " السنة لعبد الله بن أحمد) (1/ 139) رسالة في أن القرآن غير مخلوق لإبراهيم الحربي (ص 61)
ثالثاً: ما روي عن السلف عموماً:
- قال الحسن البصري: " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم " رواه ابن بطة في الإبانة (2/ 444) واللالكائي في الاعتقاد (1/ 133)
- قال الليث بن سعد: (بلغت الثمانين , و ما نازعت صاحب هوى قط) أحاديث في ذم الكلام وأهله للمقري (5/ 155)
- عن يونس قال: كتب لي ميمون بن مهران " إياك والخصومة والجدال في الدين ولا تجادلن عالما ولا جاهلا أما العالم فإنه يخزن عنك علمه ولا يبالي ما صنعت وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ولا يطيعك " رواه الدارمي في سننه (1/ 102) وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 156)
- عن عمر بن عبد العزيز قال: " من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل " رواه الدارمي في سننه (1/ 102)
- عن معروف الكرخي قال: " إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عليه باب العمل وأغلق عليه باب الجدل وإذا أراد بعبد شرا أغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الجدل " رواه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 295) وأبو نعيم في الحلية (8/ 361)
- قال أبو قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون " رواه الدارمي في السنن (1/ 108) والآجري في الشريعة (ص 56) واللالكائي في الاعتقاد (1/ 134) البيهقي في الاعتقاد (ص 238)
- عن محمد بن واسع قال كان مسلم بن يسار يقول: " إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته " رواه الآجري في الشريعة (ص 64)
وهذا الأمر مشهور عند السلف حتى جعلوه ضمن عقائدهم:
قال البربهاري في شرح السنة (ص 127 – 131): (وإذا أردت الاستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب وكفى به قبولا فتهلك وما كانت قط زندقة ولا بدعة ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدع والشكوك والزندقة.
فالله الله في نفسك وعليك بالآثار وأصحاب الأثر والتقليد فإن الدين إنما هو التقليد يعني للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ومن قبلنا لم يدعونا في لبس فقلدهم واسترح ولا تجاوز الأثر وأهل الأثر وقف عند متشابه القرآن والحديث ولا تقس شيئا ولا تطلب من عندك حيلة ترد بها على أهل البدع فإنك أمرت بالسكوت عنهم فلا تمكنهم من نفسك أما علمت أن محمد بن سيرين مع فضله لم يجب رجلا من أهل البدع في مسألة واحدة ولا سمع منه آية من كتاب الله عز وجل فقيل له فقال أخاف أن يحرفها فيقع في قلبي شيء.
وإذا سمعت الرجل يقول إنا نحن نعظم الله إذا سمع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه جهمي يريد أن يرد أثر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويدفعه بهذه الكلمة وهو يزعم أنه يعظم الله وينزهه إذا سمع حديث الرؤية وحديث النزول وغيره أفليس قد رد أثر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذ قال إنا نحن نعظم الله أن ينزل من موضع إلى موضع فقد زعم أنه أعلم بالله من غيره فاحذر هؤلاء فإن جمهور الناس من السوقة وغيرهم على هذا الحال وحذر الناس منهم وإذا سألك الرجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده وإذا جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا وهو يزيل عن طريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم
قال الحسن: " الحكيم لا يماري ولا يداري حكمته ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله.
وجاء رجل إلى الحسن فقال أنا أناظرك في الدين فقال الحسن: " أنا قد عرفت ديني فإن كان دينك قد ضل منك فاذهب فاطلبه ".
وسمع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قوما على باب حجرته يقول أحدهم: ألم يقل الله كذا؟ ويقول الآخر: ألم يقل الله كذا؟ فخرج مغضباً فقال: أبهذا أمرتكم؟ أم بهذا بعثت إليكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ فنهاهم عن الجدال.
كان ابن عمر يكره المناظرة ومالك بن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا وقول الله عز وجل أكبر من قول الخلق قال الله تعالى: {وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}.
وسأل رجل عمر بن الخطاب فقال: ما الناشطات نشطا؟ فقال: لو كنت محلوقا لضربت عنقك ... ) أ. هـ
وينظر بالإضافة إلى ما سبق ذكره: عقيدة السلف وأصحاب الحديث للصابوني (ص 298) شرح السنة للبربهاري (ص 71) السنة للخلال (1/ 229) مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري (ص 294)
¥