تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والجدال في القرآن يدخل فيه أمور منها:

أ – الجدال في كونه كلام الله تبارك وتعالى نزل به الروح الأمين والخوض فيه كما خاض الجهمية ومن وافقهم.

ب – الجدال في القراءات فيه كأن يصحح قراءته ويطعن في القراءات الأخرى ذكره هذا الآجري في الشريعة (ص 75) وغيره ويؤيده ما ثبت في حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم خلافها فجئت به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال: " كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا " رواه البخاري.

ج – اتباع ما تشابه منه ابتاغ الفتنة وضرب بعضه ببعض كما قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب}

وروى الإمام أحمد في مسنده (6/ 48) عن عائشة رضي الله عنها قالت قرأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز وجل فاحذروهم "

النوع الثاني: الجدال في القدر:

قال ابن بطة في الإبانة (1/ 238): (وقد كان سلفنا وأئمتنا رحمة الله عليهم يكرهون الكلام في القدر وينهون عن خصومة أهله ومواضعتهم القول أشد النهي ويتبعون في ذلك السنة وآثار المصطفى)

وبوب الترمذي (4/ 443) فقال: (باب ما جاء من التشديد في الخوض في القدر) وبوب اللالكائي في الاعتقاد (4/ 627) فقال: (سياق ما روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النهي عن الكلام في القدر والجدال فيه والأمر بالإمساك عنه).

وقال الإمام أحمد _ رحمه الله _ في عقيدته: ( ... فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه ولا يكون صاحبه إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم ويؤمن بالآثار .. ) أصول السنة (ص 20) الاعتقاد للالكائي (1/ 157)

وأجود ما روي في هذا الباب ما رواه أحمد في المسند (2/ 178، 195) وابن ماجه في سننه برقم (85) وابن بطة في الإبانة (1/ 239) (2/ 309) واللالكائي في الاعتقاد (1/ 115) (4/ 627) والطبراني في الأوسط (1/ 165) (2/ 79) من طرق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر فكأنما فقىء في وجهه حب الرمان فقال: " أبهذا أمرتم؟ أبهذا وكلتم؟ انظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه " وبعضه في صحيح مسلم.

قال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (ص 42): (هذا حديث محفوظ عن عمرو بن شعيب رواه عنه الناس ورواه ابن ماجه في سننه من حديث أبي معاوية كما سقناه.

وقد كتب أحمد في رسالته إلى المتوكل هذا الحديث وجعل يقول لهم في مناظرته يوم الدار إنا قد نهينا أن نضرب كتاب الله بعضه ببعض)

وروي نحوه عن أنس بإسناد ضعيفٍ جداً أخرجه الطبراني في الأوسط (6/ 146) برقم (6046) وأبو يعلى في مسنده (5/ 429)

روى الترمذي (4/ 443) برقم (2133) وأبو يعلى في مسنده (10/ 433) وابن بطة في الإبانة (2/ 308) وابن عدي في الكامل (4/ 62) وابن حبان في المجروحين (1/ 372) من طريق صالح المري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: خرج علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونحن نتنازع في القدر فغضب حتى أحمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان فقال: " أبهذا أمرتم؟ أم بهذا أرسلت إليكم؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير