قال الفارابي في رسالة المنطق (والفرق بين المنقول والمشترك: أن المشترك إنما وقع الاشتراك فيه منذ أول ما وضع من غير أن يكون أحدهما أسبق في الزمان بذلك الاسم. والمنقول هو الذي سبق به أحدهما في الزمان، ثم لقب به الثاني، واشترك فيه بينهما بعد ذلك)
لا يعد اللفظ منقول إلا إذا هجر المعنى الأول وان استعمل اللفظ الأول مع الثاني يسمى مشترك قال الإمام الغزالي في معيار العلم في فن المنطق (وأما المنقول فهو أن ينقل الاسم عن موضوعه إلى معنى آخر ويجعل إسما له ثابتا دائما، ويستعمل أيضا في الأول فيصير مشتركا بينهما كإسم الصلاة والحج)
الرابع المرتجل
المرتجل: هو اللفظ الذي تعدد معناه وقد وضع للجميع كـ (المنقول) بلا فرق إلا انه لم تلاحظه من المناسبة بين المعنيين ومنه أكثر الأعلام ألشخصيه , ولا يختلف معنى المرتجل بين المناطقة والنحويين.
قال ابن عقيل في شرحه على الألفية (ينقسم العلم إلى: مرتجل، وإلى منقول، فالمرتجل هو: ما لم يسبق له استعمال قبل العلمية في غيرها، كسعاد)
االخامس الحقيقة
الحقيقه: هو اللفظ الذي استعمل في موضع له مثاله (رايت القمر) قصدك انك رايت جميع اجزاء القمر.
السادس المجاز
المجاز: هو اللفظ الذي استعمل في غير موضع له مع وجود قرينه تمنع أيراد المعنى الحقيقي.
مثاله (رايت القمر في حالة الخسوف) قصدك انك رايت جزء القمر وليس المقصود القمر كله بقرينة (في حالة الخسوف)
والكلام على الحقيقة والمجاز مبسوط في كتب البلاغة و أصول الفقه من حيث وجوده اوعدمه او انواعه وتقسيماته.
حدود وبراهين
1 - إن المشترك المجاز لا يصح استعمالهما في الحدود والبراهين إلا مع قرينة تدل على المعنى المقصود.
قال الغزالي (وأما المشتركة فلا يؤتى بها في البراهين خاصة ولا في الخطابيات إلا إذا كانت معها قرينة)
2 - المنقول و المرتجل لا يصح استعمالهما في الحدود والبراهين ما لم يهجر المعنى الاول واذا هجر كان هذه قرينة بينه على المعنى الثاني.
التقسيم الثاني
الترادف والتباين
وهي نسبة الألفاظ الى المعاني ,فالألفاظ المتعددة لا تخرج إما إن تكون مترادفه او متباينه:
الأول الترادف
الترادف:واشتقاقه من ردف الدابة، يشبه اجتماع الراكبين على معنى واحد باجتماع الراكبين على دابة واحدة.
واصطلاحا (اشتراك الألفاظ المتعددة لمعنى واحد) أو (عبارة عن الاتحاد في المفهوم، وقيل: هو توالي الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد، ويطلق على معنيين: أحدهما: الاتحاد في الصدق، والثاني: الاتحاد في المفهوم. ومن نظر إلى الأول فرق بينهما، ومن نظر إلى الثاني لم يفرق بينهما)
إن الألفاظ قد تتعدد ولكن هذا التعدد موضوع لمعنى واحد بينه مثاله.
1 - أسد وسبع وليث .. الخ كلها يدل على معنى واحد وهو الحيوان المفترس.
2 - هرة والقطه كلا اللفظين يدلان على الحيوان الاليف الذي هو كذا أو كذا.
3 - إنسان وبشر، كذلك.
وقد سأل سائل ما هو الفرق بين الترادف والمؤكد هل هناك فرق ام انهما بمعنى واحد؟
الجواب على ذلك
واعلم أن الفرق بين المترادف والمؤكد أن المترادفين يفيدان فائدة واحدة
من غير تفاوت أصلا وأما المؤكد فانه لا يفيد عين فائدة المؤكد بل يفيد تقويته
وقوع الترادف في اللغة
قال الامدي في الأحكام (ذهب شذوذ من الناس إلى امتناع وقوع الترادف في اللغة، مصيرا منهم إلى أن الأصل عند تعدد الأسماء تعدد المسميات، واختصاص كل اسم بمسمى غير مسمى الآخر.
وبيانه من أربعة أوجه: الأول: إنه يلزم من اتحاد المسمى تعطيل فائدة أحد اللفظين لحصولها باللفظ الآخر.
الثاني: إنه لو قيل باتحاد المسمى، فهو نادر بالنسبة إلى المسمى المتعدد بتعدد الأسماء، وغلبة استعمال الأسماء بازاء المسميا ت المتعددة تدل على أنه أقرب إلى تحصيل مقصود أهل الوضع من وضعهم، فاستعمال الألفاظ المتعددة فيما هو على خلاف الغالب خلاف الأصل.
الثالث: إن المؤونة في حفظ الاسم الواحد أخف من حفظ الاسمين، والاصل إنما هو التزام أعظم المشتقين لتحصيل أعظم الفائدتين.
الرابع: إنه إذا اتحد الاسم، دعت حاجة الكل إلى معرفته مع خفة المؤونة في حفظه، فعمت فائدة التخاطب به، ولا كذلك إذا تعددت الاسماء فإن كل واحد على أمرين: بين أن يحفظ مجموع الاسماء، أو البعض منها.
¥