تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 08 - 07, 07:10 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله فيك قد ذكر شيخنا ابو مالك وفقه الله دليلا يتفق عليه العقلاء وهو الفطرة والعقل، وذكر الشيخ ابو الفضل بعض الأدلة أيضاً وأزيد من باب النفل والفائدة:

أولاً: من القرآن:

1 – قوله تعالى: {أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} حيث ترجح قبول شهادة المرأة لما كثر العدد.

2 – قوله تعالى: {يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} حيث رجح التحريم لكون المضار أكثر من المنافع.

3 – قوله تعالى: {وشاورهم في الأمر}

ثانياً: من السنة:

1 – حديث ذي اليدين: عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أصدق ذو اليدين). فقال الناس نعم فقام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فصلة اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول " متفق عليه

2 - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب "

أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وإسناده حسن

3 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد قي ثوب واحد ثم يقول (أيهم أكثر أخذا للقرآن). فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال (أنا شهيد على هؤلاء). وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلهم " رواه البخاري

4 - عن أبي مسعود الأنصاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما " رواه مسلم

ثالثا: الإجماع:

حيث أجمع أهل العلم على الحكم بما غلب على الظن وذلك لكثرة المرجحات فيه قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام (2/ 53)

رابعاً: عمل الصحابة رضي الله عنهم:

: 1 - عن أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كنا في مجلس عند أبي بن كعب فأتى أبو موسى الأشعري مغضبا حتى وقف فقال أنشدكم الله هل سمع أحد منكم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول (الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع) قال أبي وما ذاك؟ قال استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات فلم يؤذن لي فرجعت ثم جئته اليوم فدخلت عليه فأخبرته أني جئت أمس فسلمت ثلاثا ثم انصرفت قال قد سمعناك ونحن حينئذ على شغل فلو ما استأذنت حتى يؤذن لك؟ قال استأذنت كما سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال فوالله لأوجعن ظهرك وبطنك أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا فقال أبي بن كعب فوالله لا يقوم معك إلا أحدثنا سنا قم يا أبا سعيد فقمت حتى أتيت عمر فقلت قد سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول هذا " متفق عليه

2 - أن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نشد الناس من سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قضى في السقط؟ فقال المغيرة أنا سمعته قضى فيه بغرة عبد أو أمة. قال ائت بمن يشهد معك على هذا. فقال محمد بن سلمة أنا أشهد على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمثل هذا " متفق عليه

خامساً: مقاصد السريعة:

أنه الموافق لمقاصد الشرع ولذلك تغلب المصالح والمفاسد الغالبة عند التعارض.

سادساً: الفطرة والعقل:

وقد ذكر فيه الشيخ أبو مالك ما فيه كفاية.

سابعاً: الواقع والعادة:

وذلك أن عامة الناس يسيرون في حياتهم وفق ما كان هو الأكثر في مآكلهم ومشاربهم وملابسهم وأسفارهم وهكذا.

ثامناً: القواعد الفقهية:

ومنها:

1 – الظن الغالب ينزل منزلة التحقيق.

2 – تقديم المصلحة الغالبة على النادرة.

3 – القليل يتبع الكثير في العقود.

4 – إذا تعارضت أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في الظاهر فتحمل على الغالب.

5 – الأقل يتبع الأكثر.

6 – الأصل اعتبار الغالب.

7 – العادة في الاستعمال الاهتمام بالأكثر دون النادر.

8 – الغالب كالمتحقق في بناء الأحكام.

9 – العبرة للغالب الشائع لا للنادر.

10 – الغلبة تنزل منزلة الضرورة في إفادة الإباحة.

كما أن لهذه القاعدة ارتباط بقاعدة اليقين لا يزول بالشك وقاعدة العادة محكمة.

وقد اعتد الأصوليون والفقهاء والمحدثون بهذه القاعدة فأفتي الفقهاء في كثير من المسائل بناء على غلبة الظن والترجيح، وذكر الأصوليون بعض المسائل المتعلقة بهذا في باب التعارض والترجيح، وأما المحدثون فإنهم يعتمدون عليه في الترجيح بين الرواة ونحوه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير