أما كون العلماء الذين ردوا الاستدلال بهذه الآية قلة أو لا تعرفهم فهذا لا يضرهم إن كان قولهم صواباً.
فلا أدري هل إصابة القول تكون بكثرة قائليه؟!!
إن كان كذلك فلا داعي لإجراء البحوث في المسائل العلمية , بل نكتفي بعد ِّ أصحاب الاقوال حتى يتبين لنا الراجح.
ولم تكن طريقة العلماء في الرد على الخصم أن يلزموهم بقولهم لأن من قلدوهم قالوا بذلك.
ولذلك لم يكن استغرابك من قولي: ((الاستدلال بالآية بعيد)) إلا لأني خالفت الشافعي والعلماء الأكابر , لا لأن كلامي لم يكن صواباً.
وأما قولك: ((من آفات المبتدئين في التأصيل الأصولي البَدء بإرشاد الفحول، فالكتاب على (قيمته العلمية) لا يصلح للمبتدئين!)).
فكيف عرفت أنني مبتدئ؟!!!
بل أنا أدنى من ذلك بكثير , وهذا لا يعني أنني لا أفقه الاصول, فأنا_ ولله الحمد والمنة _ تعلمت الأصول وغيرها من العلوم على أيدي علماء معتبرين , ولم يكن إرشاد الفحول أول كتاب قرأته في الاصول.
ثم إن ضابط المبتدئ والمتوسط والمنتهي يختلف من شخص إلى آخر , فأنا مثلاً وإن كنت في أدنى درجات الطلب إلا أنني أرى أنه مناسب لي جداً , بل أنا أدرس على مشايخي ماهو أكبر وأبحر منه.
فأنا أعجب منك كيف عرفت مستواي في الطلب.
وعند قولك _حفظك الله_: ((ثم إن الشوكاني ـ رحمه الله ـ يقرب المستدلين بالإجماع أكثر من المقلدين، فلا تكن ـ بارك الله فيك ـ مقلداً له في موقفه من الإجماع!!)).
أقول لك مهلاً ..
كيف عرفت أنني مقلد للشوكاني؟!!!
هل كل من استشهد بقول عالم كان مقلداً له؟؟؟
وأنا ذكرت هذا الكتاب , لأني لم أر أحداً فصل هذه المسألة بكل مصداقية , وبلا تقليد كما قال الألباني رحمه الله إلا الشوكاني في هذا الكتاب , حتى أنه لم يبق مجالاً للاستدلال بأي متعلَق لمن قال بحجية الاجماع.
أخي الكريم , إني أتمنى منك أن تجيبني جواباً علمياً على هذه المسائل:
1_ هل هناك دليلاً صحيحاً صريحاً على حجية الاجماع؟
2_هل هناك مثالاً واضحاً على مسألة كان الاجماع فيها دليلاً شرعياً؟
3_هل تستطيع أن تأتيني بقول كل عالم مجتهد في أي مسألة ادعيَ فيها الاجماع؟
وأرجوا منكم اتساع صدركم لهذا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 05:24 م]ـ
أخي الخزرجي
إذا اختلفنا أنا وأنت في فهم نص من النصوص، فماذا نفعل؟
ـ[الخزرجي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 11:16 ص]ـ
أخي الخزرجي
إذا اختلفنا أنا وأنت في فهم نص من النصوص، فماذا نفعل؟
نرجع لفهم الصحابة أولاً ثم من تبعهم من العلماء المجتهدين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:51 م]ـ
كيف نرجع لفهم العلماء المجتهدين وأنت تنكر الإجماع أصلا؟
يعني فهم هؤلاء العلماء إذا اتفقوا ليس عندك بحجة، فكيف نرجع إليه؟
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[20 - 08 - 07, 05:53 م]ـ
أقوال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم عند الاختلاف يعتبر حجة واجماعاً.
فمن مصادر التلقي الإجماع، وما أجمع عليه العلماء في عصر من العصور لا يجوز خلافه أبداً، لأن إجماع هؤلاء العلماء إنما هو إجماع مبني على الكتاب والسنة، والإجماع أحد الطرق الكاشفة عن النص. ويرى البعض أن الإجماع المعتبر هو إجماع الصحابة فقط، هذا ماعليه داود الظاهري وابن حزم وهو رواية عن أحمد، وبعض الأئمة – وعليه شيخ الإسلام كما في الواسطية – يرى أن الإجماع الذي ينضبط هو إجماع القرون الثلاثة.
والإجماع نوعان، إجماع ظني وإجماع قطعي، والأول هو الذي أنكره الإمام أحمد وقال " من ادَّعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه لعل الناس اختلفوا ".
وبعض أهل الكلام حصروا الإجماع في مسائل الفروع، أما مسائل الأصول فيقولون: إن الإجماع لا يدخلها.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:28 م]ـ
كيف نرجع لفهم العلماء المجتهدين وأنت تنكر الإجماع أصلا؟
يعني فهم هؤلاء العلماء إذا اتفقوا ليس عندك بحجة، فكيف نرجع إليه؟
أخي الكريم ,إن قولي بالرجوع لقول الصحابة ومن تبعهم من العلماء المجتهدين لا علاقة له بإنكار حجية الاجماع أو قولِ المجتهد.
فالعالم الذي أرجع إليه في فهم النص إنما هو مُرشد وليس مُشرع ,فالنصوص الشرعية تفهم بالكتاب و السنة و اللغة ,فهذا العالم الذي نرجع إليه في فهم نص لن يأتينا بفهم من هواه ,بل بدليل وإن لم يفعل
فلن نقبل فهمه, أما إن قلتُ أن قول هذا العالم حجة فهذا يعني أن ماقاله سأكون ملزماً به ولا يجوز لي أن أعرض عن قوله سواء كان قوله بدليل أولا, وكذا في الاجماع إن قلت أنه حجة فسأكون ملزماً به ولا يجوز لي
أن أعترض عليه وإن أنكرته كفرت كما لو أنني أنكرت آية من كتاب الله.
ومثال ذلك لو أشكل علينا قوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) فرجعنا إلى عالم مجتهد فقال أن الله يستوي على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه.
ففي هذه الحالة يجب علينا الأخذ بقوله لأن الكتاب والسنة واللغة دلت على ذلك.
وإن عطلها مجتهد آخر فلا نؤخذ منه ذلك فلا دليل معه إلا الهوى واللسان السقيم.
فتلاحظ أننا حينما فسر لنا العالم بدليل أخذنا قوله , وحينما لم يفعل نبذنا قوله , إذاً لا داعي لفهمه بدون دليل وهذا هو الذي قصدته حينما قلت بالرجوع للعلماء المجتهدين.
وأما إن كنا نقول بأن قوله حجة لما جاز لك أن تنكر علي الأخذ بقول العالم الآخر ولما جاز لك أن تنكر علي تأويل آيات الصفات لأنه قول مجتهدين وأقوالهم حجة.
وكذلك أستطيع أن ألزمك بعمل أهل المدينة لأنه قول مالك ,كما أردت أن تلزمني بقول الشافعي وغيره بحجية الاجماع.
وكذا في الإجماع إن قلت أنه حجة فهذا يعني أنه مصدر للأحكام الشرعية فإن دل الاجماع على حكم لم نجده في الكتاب والسنة للزمنا العمل به.
¥