ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:37 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
يبدو لي أنني بدأت أفهم مكان الإشكال عندك، وهو الخلط بين (قول عالم واحد) و (قول مجموع علماء الأمة)، فلم يقل أحد إن العالم معصوم، ولكن الأمة معصومة.
فلا تظن أنني أقول: إن قول (العالم) حجة بمفرده، ولكن الحجة في مجموع الأمة وليس في أفرادها، فالفرد قد يخطئ، ولكن مجموع الأمة لا يمكن أن يخطئ في فهم دين رب العالمين؛ لأن العصمة ثابتة لمجموع الأمة.
وأنا يا أخي عندما سألتك السؤال الأول (إذا اختلفنا فماذا نفعل) أجبتني بالرجوع لأقوال أهل العلم، ثم في المشاركة الأخيرة ذكرت أن أقوال أهل العلم لا تقبل إلا إذا احتجوا بالنصوص، وهذه النصوص أيضا تحتاج أن نرجع لأهل العلم كي نفهمها، ولكن أهل العلم لا بد أن يرجعوا لنصوص، وهكذا.
ولو تأملت هذا الكلام لظهر لك أنه دور أو تسلسل، وهو باطل باتفاق العقلاء!
أنا قلت لك: اختلفنا في فهم النصوص، تأمل ما أقول جيدا، أقول: اختلفنا في (فهم) وليس اختلافنا بسبب عدم المعرفة بالنصوص.
فإذا قلت لي: هذا العالم الذي نرجع إليه سيستدل بالنصوص، فأقول لك: المشكلة ليست في النصوص الآن، المشكلة في فهم هذه النصوص.
فإن هذا العالم ليس عنده شيء زائد على فهم هذه النصوص. فالنصوص أعرفها أنا وأنت والعالم.
وأنا قلت لك: إن المشكلة في اختلافنا في هذا الفهم، فماذا نفعل الآن:
1= إما أن تقول: (إننا نرجع إلى فهم هذا العالم لأنه عالم ويستطيع فهم النصوص أكثر منا).
2= وإما أن تقول: (لا فرق بيني وبين هذا العالم، فهو فهم النصوص على وجه وأنا فهمتها على وجه، وكل منا حر في أن يفهم كما يشاء).
3= وإما أن تقول شيئا ثالثا لا أعرفه، فتفضل بذكره مشكورا.
فاختر شيئا من هذه الثلاثة كي أجيبك.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:46 م]ـ
سنرجع إلى فهم العالم الذي هو أعلم منا, ولكن هذا العالم لا يمكن أن يفهمها إلى بالكتاب أو السنة أو اللغة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 02:54 م]ـ
أنا لا أنازعك يا أخي أن العالم لا يمكن أن يفهم المسائل الشرعية إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ولكن ليس هذا موضوعنا الآن
موضوعنا في أنني قد أخطئ في الفهم، وأنت قد تخطئ في الفهم، والعالم أيضا قد يخطئ في الفهم، ومع أنه قد رجع إلى الكتاب والسنة إلا أنه ليس معصوما من الخطأ في الفهم.
فما الفيصل بيننا عند اختلافنا في هذه الفهوم؟!
طيب، دعنا نقرب السؤال أكثر، أقول: افترض أن عالمين اختلفا في فهم النصوص، فما الذي يفصل بينهما؟
لا يمكنك أن تقول: النصوص؛ لأنهما أصلا مختلفان في فهم هذه النصوص، فلا بد من شيء آخر يحكم بينهما، وهو الرجوع لفهم السابقين، فإذا كان السابقون قد اتفقوا على فهم معين للنصوص، فحينئذ نستطيع أن نجزم أن الفهم المخالف لهذا الفهم باطل.
والخلاصة يا أخي الفاضل أن هذا قانون مطرد في جميع العلوم، بل في جميع مناحي الحياة، وهو أن كل مختلفين في شيء لا بد أن يرجع كل منهما إلى أصول مشتركة بينهما يتفقان عليها، وهذا هو الإجماع ولكن بمفهوم أوسع.
فإذا اختلف الأطباء مثلا في مسألة فإنهم يرجعون إلى الأصول الطبية المتفق عليها.
وإذا اختلف المهندسون في مسألة فإنهم يرجعون إلى الأصول الهندسية المتفق عليها.
وكذلك إذا اختلف الفقهاء في مسألة فإنهم يرجعون إلى الأصول الفقهية والمسائل الشرعية المتفق عليها، وهذا هو الإجماع.
وإذا لم يكن الإجماع حجة فلن يستطيع أي اثنين متناقشين أن يتناظرا؛ لأنه إذا جاء أحدهما بشيء فيستطيع الآخر بكل سهولة أن ينكره ولا يلتزم به، فإذا لم يكن هناك قاعدة (أو أرضية كما يقولون) مشتركة، وأسس وأصول متفق عليها فلا يمكن أن يكون للمناظرة فائدة.
وإذا تأملت المناظرات بين الناس في أي فرع وجدت بعضهم أحيانا يحتج على خصمه بمسألة فيقول له الآخر: هذه مسألة خلافية فلا يصح الاحتجاج بها.
فإذا كانت المسائل الخلافية لا يصح الاحتجاج بها، وكذلك - بناء على كلامك - المسائل الإجماعية لا يصح الاحتجاج بها، فلم يبق شيء يصلح.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 12:45 م]ـ
الفيصل بيننا في فهم النصوص ياشيخ أبا مالك هو الكتاب والسنة واللغة.
وهذه هي الاصول المتفق عليها في فهم النصوص لذلك تجد العلماء من الصحابة وغيرهم يستدلون بها
في فهم النصوص.
¥