تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - ليس في القرآن على الصحيح ما لا يمكن معرفة معناه ولم يقل أحد من السلف من الصحابة والتابعين إن في القرآن ما لايفهم معناه وما ذكر من التشابه في آية آل عمران فهو محمول على ما سبق وعليه فيكون التشابه نسبياً لا حقيقياً فهو متشابه عند قوم دون قوم وهو ما يتناسب مع قراءة الوصل في قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} وفي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما في الصحيحين " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس " فهذا التشابه نسبي لا يعلمه كثير من الناس ويعلمه البعض، وعلى قراءة الوقف يكون التأويل المذكور هو معرفة كنه الشيء وحقيقته.

2 – أن التشابه قليل فالأصل في النصوص أنها من قبيل المحكم الواضح البين الذي يستق بمعناه ولذلك قال تعالى عن المحكمات: {هن أم الكتاب} وأمُّ الشيء أصله وأساسه وعليه فلا يصح إدراج آيات الصفات التي لا تكاد تخلو منها آية ضمن المتشابه وإلا لكان المتشابه هو الأكثر وهذا يعارض ما ذكره الله عز وجل هنا.

3 - أنه يشمل العقائد والعبادات والمعاملات وغيرها فما يحتاج إلى بيان في موضع آخر قد يكون في مسألة عقدية وقد يكون في مسألة فقهية.

4 – المعول عليه في فهم النصوص ومعرفة المحكم والمتشابه هو النصوص وفهم السلف فيفهم القرآن بالقرآن كما قد وصف في غير موضع من القرآن بأنه بيان وهدى وأنه محكم قد فصلت آياته، ويفهم القرآن بالسنة فالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يبين القرآن ويفسره كما أخبر الله تعالى بقوله: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} وبقوله: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}، ويفهم القرآن بكلام الصحابة رضي الله عنهم فهم تلاميذ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكان القرآن ينزل على النبي وهو بين أظهرهم فيعلمون سبب النزول و يسمعون تأويله من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يفسره ويبينه بقوله وفعله فحفظوا عنه وبلغوا مع أوتوا من معرفة لغة العرب وسعة العلم وقوة الفهم وصدق الإيمان والعمل الصالح ما جعلهم خير الأمة فأمرنا باتباعهم والسير على منهاجهم لا سيما علماؤهم وفقهاؤهم كالخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم، قال أبو عبد الرحمن السلمي: " حدثنا الدين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً "، و يفهم القرآن بما دلت عليه لغة العرب وفق ما سبق ذكره في المشاركة السابقة من قواعد.

ثالثاً: أما ما ذكرته عن النووي وابن حجر وغيرهم رحمهم الله فلا شك أن هؤلاء علماء ولهم مؤلفات مشهورة نفيسة لكنهم أخطأوا في مسائل في العقيدة والنووي وابن حجر اضطربا في باب الصفات فتارة يميلون للتفويض وتارة يميلون للتأويل وإن كان الأكثر فيهم المسلك الأول كما هو الغالب على من تأثر بالأشاعرة ممن عرفوا بعلم الحديث، والحافظ ابن حجر قد وافق السلف في كثير من المسائل وكان قد اطلع على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وينقل عنه ويسميه شيخ الإسلام.

وهذا بخلاف من غلب عليه علم الكلام كالجويني والغزالي والفخر الرازي والآمدي الذين يعتبرون منظرين لمعتقد الأشاعرة ورؤوس مذهبه وإن كان الجويني مال في أخر أمره للتفويض والغزالي فرق بين العوام والخواص فجعل التفويض مسلك العوام والتأويل مسلك الخواص في كتابه إلجام العوام، والعجب كل العجب من الرازي منظر الأشاعرة ومتكلمهم الذي ينقل إجماع الصحابة على عدم التأويل ثم يقرر أن التأويل هو المسلك الواجب قطعاً فلا أدري هل أجمع الصحابة على باطل؟ وهل هذا الإجماع يخرج عن الإجماع المحتج به عنده أولا؟.

ثم نعجب منه كيف يقرر أن آيات الصفات من المتشابه هو وغيره من الأشاعرة ثم يسلكون مسلك التأويل وهذا من التناقض فما كان من المتشابه الذي لا يعلم معناه كيف يحق للمؤول أن يتكلم فيه؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير