فيحمل على أن الزيادة عن أبي عوانة محفوظة سندًا ومتنًا، والله أعلم.
(تنبيه): الحديث قد عزاه السيوطي في "الدرالمنثور" (5/ 335) للخطيب في "تاريخه" وفيه: "فلا يعرفون وقت صلاة ولا صيام ولانسك .... ".
وعزاه في "كنز العمال" (4/ 214/38444) إلى البيهقي والضياء .... وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (5/ 336) إلى ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة، فينظر، والله أعلم.
وهذا الرسم يوضح لك الطرق السابقة، وأشير إلى الرواية التي فيها ذكر
الصلاة بالرمز (*).
علي بن محمد ثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا *;
أبوكريب {ثنا أبومعاوية عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا
وأحمد بن عبدالجبار
نعيم بن حماد ثنا أبومعاوية {عن أبي مالك عن ربعي
عن حذيفة موقوفًا
أبوكامل الحجدري ثنا أبوعوانة
مسدد ثنا أبوعوانة عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا *
محمد بن فضيل عن أبي مالك عن ربعي عن حذيفة موقوفًا *
فالذي يظهر مما تقدم:
1 - أن الراجح عن أبي معاوية الرفع بدون ذكر الصلاة، إلا أن يقال: أبومعاوية في غير حديث الأعمش يخطئ، فيُحَمَّل العهدة، لا علي ابن محمد الطنافسي، وهذا له وجه.
2 - متابعة نعيم بن حماد في عدم ذكر الصلاة لأبي كريب ومن معه، مع مخالفته في الوقت، بما لا يضر الرفع.
3 - أبوعوانة اختلف عليه حافظان وقفًا ورفعًا، وبذكر الصلاة وعدمه؛ فإن حمل على الوجهين؛ فذاك، لا سيما وأنا لست متأكدًا من إحالة البزار: هل هي خالية من ذكر الصلاة، أم لا؟
4 - الراجح أن ذكر الصلاة في الحديث ثابت، وأن الرفع زيادة ثقة، والله أعلم.
= بعد هذه الدراسة الحديثة السابقة، التي أثبتت صحة الحديث مرفوعًا، ولو كان موقوفًا، لكان مثله لا يقال بالرأي، فقد استدل من قال بعدم كفر تارك الصلاة بهذا الحديث، وقد قال شيخنا الألباني رحمه الله:
في "الصحيحة" (1/ 130): هذا، وفي الحديث فائدة فقهية هامة، وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله؛ تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة، ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى، كالصلاة وغيرها ..... ثم ذكر اختلاف العلماء في تاركها متكاسلاً، مع الإيمان بمشروعيتها أي وجوبها، والله أعلم وذكر ما صح عن الصحابة بأنهم كانوا لا يرون شيئًا من الأعمال، تركه كفر، غير الصلاة، ثم قال رحمه الله: وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور، وأن ما ورد عن الصحابة؛ ليس نصًا على أنهم كانوا يريدون بالكفر هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار، ولا يحتمل أن يغفره الله له، كيف ذلك، وهذا حذيفة بن اليمان، وهو من كبار أولئك الصحابة، يرد على صلة بن زفر، وهو يكاد يفهم الأمر، على نحو فهم أحمد له، فيقول: "ما تغنى عنهم: لا إله إلا الله، وهم ما يدرون لا صلاة ....... " فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه: "يا صلة، تنجيهم من النار ..... " ثلاثًا.
قال رحمه الله: فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة، ومثلها بقية الأركان، ليس بكافر، بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة، فاحفظ هذا، فإنه قد لا تجده في غير هذا المكان، .....
والجواب على هذا من وجوه:
1 - تأويل قول الصحابة، بأنه كفر غير مخرج من الملة، سبق الجواب عليه، في ذكر أدلة من يكفر تارك الصلاة، بما يغنى عن إعادته، فارجع إليه إن شئت.
2 - هذا الحديث خارج عن موضع النّزاع، فإن نزاعنا فيمن كُلِّف بالصلاة، ولم يصل تكاسلاً، مع الإقرار بوجوبها، ومعلوم أن هؤلاء القوم الذين يدركهم هذا الزمان؛ لا يقرون بوجوب الصلاة ولا الصيام .... الخ لأنهم لا يعرفون ذلك أصلاً، فهذا الحديث في أدلة العذر بالجهل، لا في مسألتنا، كما هو ظاهر جلى، والله أعلم.
ولذلك فقد عده شيخ الإسلام من أدلة العذر بالجهل، كما في "بغية المرتاد" ص (311) ط/العلوم والحكم، الطبعة الثالثة، تحقيق الدويش، فقال بعد ذكره حديث الذي أوصى أهله بحرقه: وبيَّنّا أن المؤمن الذي لا ريب في إيمانه، قد يخطئ في الأمور العلمية الإعتقادية، فيغفر له، كما يغفر له ما يخطئ فيه من الأمور العملية، وأن حكم الوعيد على الكفر، لا يثبت في حق الشخص المعين، حتى تقوم عليه حجة الله التي بعث بها رسله، كما قال تعالى:} وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {()، وأن الأمكنة والأزمنة التي تفتر فيها
¥