تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السمندل بفتح السين المهملة والميم وسكون النون وبفتح الدال المهملة ولام في الآخر وقال الجوهري: السندل بغير ميم. وقال ابن خلكان: السمند بغير لام؛ وهو طائر يكون بأرض الصين والهند؛ ومن خاصته أنه لا تؤثر النار فيه حتى يقال: إنه يبيض ويفرخ فيها ويستلذ بمكثه فيها. ويتخذ من ريشه مناديل ونحوها، فإذا اتسخت ألقيت في النار، فتأكل النار وسخها ولا تتأثر هي في نفسها.

وجاء في نهاية الأرب في فنون الأدب ص1145 (للنويري):

ووقفت على حكاية عجيبة في أمر الجراد، نقلها ابن حلب راغب في تاريخه في حوادث سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، قال: قال القاضي الفاضل عبد الرحيم البيسانيّ: حدّثنا القاضي بهاء الدّين بن شدّاد قاضي حلب في يوم الثلاثاء من عشر شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وقدم علينا في صفر منها، قال: كان الجراد بالشأم قد زاد أمره وعظم خطبه وأمحلت السّنة بعد السّنة ولم يسلم من الزرع إلا أقله؛ فأعلم الملك الظاهر غازي صاحب حلب عن طائر يسمى السّمندل، إذا ظهر الجراد ببلاد أحضر إليها ماءٌ من مكان مخصوص فتبعه ذلك الطائر ووقع على الجراد فأتلفه واستخرج بيضه من التراب ونظّف البلاد منه. قال: فندب ثلاثة نفرٍ من العجم ذوي قوّة في أبدانهم وصبرٍ على مشقّة المشي في أسفارهم، وأزاح علّتهم بنفقة وسّعها عليهم، وساروا على خوزستان، واستدلّوا على الضّيعة التي هي من عملها وفيها هذا الماء، فوصلوا إليها وحملوا من الماء، ووجدوا هذه العين على وجه الأرض لا تبلغ إلى أن تفيض فتسيح ولا إلى أن تغيض فتستقى. ومن تدبير هذا الماء إلى أن يتمّ به المراد أن يحمله الماشي ولا يركب، وإذا نزل بمنزلة علّقه ولا يضعه على الأرض؛ وكان الملك الظاهر قد سيّر معهم دوابّ يركبها من لم يحمل الماء بالنّوبة ويمشي من يحمله؛ ومن عادة من يحمله ألاّ ينفرد بنفسه وألاّ يسير إلاّ في قافلةٍ وأن يعلم أهلها بما معه ويشهدهم أنه ما ركب ظهر دابّةٍ في حال حمله، وأنه مشي والماء في إنائه في يده؛ وكلّما وصلت قافلةٌ إلى بلد أدّى شهود القافلة ما شهدوا به عند الحاكم؛ ويتنجّز حامل الماء كتباً حكميّةً من قضاة البلاد في أمرالماء بصحّة نسبه وكيفيّة حمله. قال: ولم يزالوا على ذلك إلى أن وصلوا إلى حلب، فعلّق ذلك الماء ووصل ذلك الطائر في جمع كجمع الجراد وأكثر، وهو يشبه السّماني في قدره ولونه، ووقع على الجراد فأتلفه واستأصله. قيل: إنّه كان يأكل الجرادة والثنتين والثلاث والأربع في دفعة ويرميها في الحال من بطنه، وإنه يتتبّع مكان بيضه في الأرض فيبحث عنه بمناقيره وأخرجه، حتى صارت الأرض كالغربال من أثر نقره، وإنّ الجراد ارتفع من الشأم وكشفت به البلوى. قال: وأمر هذا الماء مشهور ومعلوم مستفيض. ا. هـ

وجاء في وفيات الأعيان ص1006 (لابن خلكان):

السمند، بفتح السين المهملة والميم وبعد النون الساكنة دال مهملة، ويقال السمندل أيضاً بزيادة اللام، ذكروا أنه طائر يقع في النار فلا تؤثر فيه، ويعمل من ريشه مناديل وتحمل إلى هذه البلاد، فإذا اتسخت المنديل طرحت في النار فتأكل النار الوسخ الذي عليها، ولا تحترق المنديل ولا تؤثر النار فيها، ولقد رأيت منه قطعة ثخينة منسوجة على هيئة حزام الدابة، وهي في طول الحزام وعرضه، فجعلوها على النار فما عملت فيه، فغمسوا أحد جوانبه في الزيت ثم تركوه على فتيلة السراج فاشتعل وبقي زماناً طويلاً يشتعل ثم اطفأوه وهو على حاله ما تغير فيه شيء، ويقولون إنه يجلب من بلاد الهند، وإن هذا الطائر يكون هناك، وفيه نكتة ينبغي أن تذكر ها هنا، وهي أن طرف تلك القطعة لما وضعوه على السراج تركوه زماناً طويلاً والنار لا تعلق فيه، فقال بعض الحاضرين: هذا ما تعمل فيه النار، ولكن اغمسوا هذا الطرف في الزيت ثم اجعلوه على النار، ففعلوا ذلك فاشتعل؛ فظهر من هذا أن النار لا تؤثر فيه على تجرده بل لابد من غمسه في شيء من الأدهان.

ثم رأيت بخط شيخنا موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي في كتابه الذي جعله لنفسه سيرة أنه قدم للملك الظاهر بن صلاح الدين صاحب حلب قطعة سمندل، عرض ذراع في طول ذراعين، فصاروا يغمسونها في الزيت ويوقدونها حتى يتقد الزيت وترجع بيضاء كما كانت، والله أعلم. اهـ.

وجاء في آثار العباد وأخبار العباد ص175 (للقزويني):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير