تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد حرم الله هذه الأشياء، وذكر العلة في كونها رجس من عمل الشيطان تنفر منها الطباع السليمة فكل ما يدخل في هذا الرجس فهو محرم.

3 - ما استخدم فيها القياس استخداما مباشرا.

من ذلك قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)

دعت الآية إلى قياس عيسى الذي خلق من غير أب على آدم الذي خلق من غير أب ولا أم، وأشارت إلى أن العلة الحقيقية لا تكمن في وجود الأبوين ولكنها في قدرة الله تعالى الذي يقول للشيء كن فيكون.

من السنة النبوية:

1 - أقيسة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وضربه الامثال لأمته ليتعلموا منها، فمن ذلك ما رواه ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟ فدين الله أحق بالوفاء".

فقد قاس هنا دين الله على دين العباد بجامع أن كلا منهما واجب الوفاء.

2 - منها أيضا ما يدل على ربط الأحكام بأوصاف في الأفعال مناسبة لتلك الأحكام، فقد أباح الرسول زيارة القبور بعد حظرها ثم ربط هذه الإباحة بعلة هي (فإنها تذكر بالموت أو الآخرة).

من الأدلة العقلية:

أعلن الشافعي ـ رحمه الله ـ في رسالته، أن القياس هو روح الشريعة، وحياة الفقه، إذ قال:" والاجتهاد هو القياس".، فلا سبيل إلى معرفة الحكم الشرعي إلا بالنص أو القياس، وإلا كان الجمود والموت.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ:" مدار الاستدلال جميعه على التسوية بين المتماثلين، والفرق بين المختلفين، ولو جاز التفرقة بين المتماثلين لخرق الاستدلال، وغلقت أبوابه".

وكذلك فإن النصوص الشرعية متناهية، ولكن وقائع الحياة غير متناهية فلو قصرنا النص على الواقعة الخاصة التي جاءت من أجلها لأغلق باب الاجتهاد وتوقف الأحكام على مجموعة محدودة من الوقائع. هذا ما قرره الشهرستاني في الملل والنحل.

ومن وجد به زللا فليصححه مأجورا وأستغفر الله من ذلك

يتبع أركان القياس ....

ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[19 - 06 - 05, 08:26 ص]ـ

السلام عليكم

أخي الكريم بارك الله فيك وأثابك علي جهدك وعملك

ولكن هناك بعض الشبهات أثارها البعض حول هذه الأدلة منها:

1 _ قلنا: لا نسلم أن الاعتبار هنا هو المجاوزة، بل نقول أنه الاتعاظ، وسياق الآيات يوضح هذا بجلاء لا ينكره إلا صاحب هوي!!

وقد قال تعالي: " إن في ذلك لعبرة لإولي الأبصار آل عمران: 13.

وقال تعالي: " وإن لكم في الأنعام لعبرة النحل: 66.

وقال تعالي: " لقد كان في قصصهم عبرة يوسف: 111.

وهذه كلها معناها الاتعاظ.

وقال تعالي: " إن كنتم للرؤيا تعبرون يوسف: 43، أي تستطيعون مجاوزتها إلي ما يلازمها.

فالفيصل هو سياق النص وهو يدل بوضوح أن قوله تعالي " فاعتبروا يا أولي الأبصار " يعني: اتعظوا يا أولي الأبصار.

سلمنا أن الأمر بالاعتبار هنا هو أمر بالمجاوزة، ولكن لا نسلم كونه أمراً بالقياس في الشرع كما تدعون، لأن كل من تأمل في الدليل فوعي مدلوله أو مدلولاته فقد عبر من الدليل إلي المدلول، ولو تمسكنا بهذا الفهم لكانت هذه الآية دليلاً علي نفي القياس لا إثباته،

وبيان هذا _ أن لو كان هذا _ أن الأمر يكون بعبور كل دليل إلي مدلوله أو مدلولاته، فيكون الأمر بالاقتصار علي النظر في النصوص الشرعية لا غير، وفي هذا نفي لما تدعونه من دلالة في الآية!!

ومن الواضح أنه لا يستطيع منكر أن ينكر عليّ هذا الفهم للآية!!

فتكون دليلاً علي نفي القياس وإثباته في ذات الوقت!!

فإن قالوا: ليس علي هذا دليل يثبته.

قلنا: وليس هناك دليل ينفيه، فهو محتمل كفهمكم، فإذا تحاكمنا إلي سياق الآيات لنرجح أحد الفهمين فلابد أن يكون فهمنا هو الراجح عند كل صاحب عقل لم يدخله الهوي بعد.

ونسأل: في أي لغة من لغات العرب، لا بل من لغات العالم يكون هذا الفهم الشاذ؟ يقول الله تعالي: " يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين "، فقيسوا يا أولي الأبصار!!

نقيس ماذا؟ أمة محمد صلي الله عليه وسلم علي أمم الكفر؟

في أمرنا كله أم في بعض الأمور؟

عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بوجهك) قال: "أو من تحت أرجلكم " قال: (أعوذ بوجهك)، " أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا أهون أو هذا أيسر).

فهذا دليل علي أن بعض أنواع العذاب التي وقعت لمن قبلنا من الأمم لا تقع لنا أبداً، فماذا نقيس؟ وعلي أي شيء نقيس؟

2 _ ما نص فيه الشارع علي العلة غير ما لم ينص فيه علي العلة.

3 _ أن هذا من باب ضرب الأمثال، والمثلية في الحكم لهما هليهما الصلاة والسلام مع تباين الأوصاف هي في الحقيقة نفي للقياس!!

أما تعليقهم علي الأدلة من السنن بفرض ثبوتها ودلالتها فهم يقولون أن قياس النبي صلي الله عليه وسلم بفرض أنه قاس وحي من الله عز وجل،

وقياس غيه ليس كذلك.

فما الجواب حفظكم الله تعالي؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير