قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: " أمراء يكونون بعدي لا يهدون بهدي، ولا يستثنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم، أو أعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون عليّ حوضي، ومن لم يصدقهم على كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون علي حوضي، يا كعب بن عجرة الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان- أو قال: برهان- يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت أبدا، النار أولى به، يا كعب بن عجرة الناس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، أو بائعها فموبقها ". وإسناده حسن، عبد الله بن عثمان صدوق، من رجال مسلم، وعبد الرحمن بن سابط ثقة من رجال مسلم أيضاً، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي 2/ 514، 515، وقال الأرنؤوط في تعليقه على صحيح ابن حبان: "صحيح على شرط مسلم ".
وله شاهد بنحوه من حديث كعب بن عجرة، رواه الترمذي في الصلاة باب ما ذكر في فضل الصلاة 2/ 512، 513، حديث (614)، والطبراني في معجمه الكبير 19/ 105، 106، حديث (212) من طريقين عن عبيد الله بن موسى حدثنا غالب أبو بشر عن أيوب بن عائذ الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب به. وإسناده ضعيف. رجاله ثقات رجال الصحيحين، عدا أبي بشر فهو مقبول، كما في التقريب، وقد صححه أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي وذكره الشيخ محمد ناصر الدين في صحيح سنن الترمذي 1/ 189.
وروى عبد الرزاق في مصنفه في باب المفروض من الأعمال والنوافل 11/ 194، رقم (20303)، والإِمام أحمد 5/ 231 (طبع المكتب الإسلامي)، والترمذي في الإيمان باب ما جاء في حرمة الصلاة 5/ 11، 12، حديث (2616)، وابن ماجه في الفتن باب كف اللسان في الفتنة 2/ 1314، 1315، حديث (3973)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف 8/ 399، حديث (11311) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند ص 68، 69، رقم (112) من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر- ذكر الحديث بطوله – وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ... ". وقد أعل الحافظ ابن رجب هذا الإسناد بالانقطاع بين أبي وائل ومعاذ، وأعله بعلة أخرى. ينظر جامع العلوم والحكم 2/ 135.
ولهذا الحديث – حديث معاذ رضي الله عنه – طرق أخرى يطول الكلام بذكرها. وقد صححه بمجموع طرقه الشيخ محمد ناصر الدين في السلسلة الصحيحة 3/ 114، 115، حديث (1122)، وشعيب الأرنؤوط في تعليقه على جامع العلوم والحكم 2/ 134، وينظر الزهد لوكيع، رقم (30، 286، 109)، وصحيح سنن ابن ماجه 2/ 359.
[54] صحيح البخاري مع الفتح كتاب الدعوات باب استغفار النبي صلى الله عليه و سلم والليلة11/ 101،حديث (6307).
وروى أبو نعيم في حلية الأولياء في ترجمة الحجاج بن فرافصه 3/ 109: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، قال: ثنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا سعيد بن أشعث السمان، قال: ثنا الحارث بن عبيد، قال: ثنا الحجاج بن فرافصه، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استغفروا" قال: "فاستغفرنا". قال: " أكملوا سبعين مرة " قال: "فأكملنا". قال: "إنه من استغفر سبعين مرة غفر له سبعمائة ذنب، وقد خاب وخسر من عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب" وإسناده ضعيف، الحارث بن عبيد مجهول كما في التقريب، والحجاج صدوق يهم كما في التقريب أيضا، وسعيد السمان قال الإمام أحمد كما في الجرح والتعديل 4/ 5: " ما أراه إلا صدوقاً "، وباقي رجاله ثقات. وذكر هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير ص 151 ورمز لضعفه، وتبعه في ذلك المناوي في التيسير 2/ 364، وذكره الشيخ محمد ناصر الدين في ضعيف الجامع 5/ 121.
[55] قال الحافظ في الفتح 11/ 101: "قال عياض المراد بـ (الغين) فترات عن الذكر الذي شأنه أن يداوم عليه، فإذا فتر عنه لأمر ما عدّ ذلك ذنباً، فاستغفر عنه. وقيل هو شيء يعتري القلب مما يقع من حديث النفس، وقيل: هو السكينة التي تغشى قلبه، والاستغفار لإظهار العبودية لله والشكر لما أولاه. وقيل: هي حالة خشية وإعظام، والاستغفار شكرها " أ. هـ.
[56] صحيح مسلم كتاب الذكر و الدعاء والتوبة والاستغفار باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه 4/ 2075، 2076، حديث (2702).
[57] سورة هود 114.
[58] ويدل على ذلك أيضا ما رواه مسلم في صحيحه 1/ 209، حديث (233) عن أبي هريرة مرفوعا: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفّرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
وفي الباب أحاديث أخرى يطول الكلام بذكرها، تنظر في تفسير الطبري 15/ 511 – 526، جامع الأصول 9/ 388 – 395، تفسير ابن كثير 4/ 285، 289، تخريج الأحاديث الواقعة في تفسير الكشاف 2/ 152 – 154، الكافي الشافي ص 87، 88.
وقال الحافظ في الفتح 12/ 134 بعد ذكره القول بأن الذي تكفره الصلاة من الذنوب الصغائر لا الكبائر، قال: " هذا هو الأكثر الأغلب، وقد تكفر الصلاة بعض الكبائر، كمن كثر تطوعه مثلاً، بحيث صلح لأن يكفر عدداً كثيراً من الصغائر، ولم يكن عليه من الصغائر شيء أصلاً أو شيء يسير، وعليه كبيرة واحدة، فإنها تكفر عنه، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ".
[59] صحيح البخاري مع الفتح كتاب الصلح باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود 5/ 301، حديث (2697).
وصحيح مسلم مع شرحه للنووي كتاب الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة 12/ 16.
[60] صحيح مسلم الموضع السابق.
[61] صحيح مسلم كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة 2/ 592، حديث (867).
[62] مرقاة المفاتيح 2/ 187.
[63] سورة آل عمران: 135.
[64] سورة النساء: 110.
مجلة الجامعة الإسلامية
العدد 103، 104
¥