ـ[الشافعي]ــــــــ[04 - 11 - 05, 08:49 م]ـ
الخلاف في بعض المواطن لفظي وفي بعضها الآخر حقيقي.
ومنشأ الخلاف الحقيقي أن مثبتة المجاز يجعلون للألفاظ المجردة معاني لازمة لها عند العرب، بينما يرى
النفاة أن كثيراً من الألفاظ لا تكتسب معانيها عند العرب إلا إذا جاءت في سياقاتها المختلفة، ويقولون كيف
نعرف المعنى الموضوع للألفاظ المجردة ونحن لم تصلنا كلمات العرب مجردة بل وصلنا كلامهم، وعرفنا مرادهم
من سياق هذا الكلام.
وضابط ما لا يعرف معناه إلا بالسياق عند النفاة أن يكون مما يضاف عادة، ولا يريدون بذلك مجرد الإضافة النحوية،
بل أعم من ذلك كالإسناد والنسبة. فكلمات مثل أسد وفيل وأرض و نحوها لها معنى معروف عند الفريقين
ويسميه المثبتة بالمعنى الحقيقي. أما كلمات مثل وجه وجناح وسقف ونحوها فعند النفاة لا معنى محدد لها
في غير سياق محدد، بل لها معان مختلفة في كل سياق -وإن أقر بعضهم بأن ثمة معنى عام موجود فيها
كلها-، بينما يرى المثبتة أن لمجرد هذه الألفاظ معنى معروف وهو معناها عند الإضافة الأغلبية لها -ولم يمكنهم
طرد هذه القاعدة- وهذا المعنى هو الحقيقي عندهم، وحيثما جاءت هذه الألفاظ بمعنى مغاير فهو مجازي.
الأمثلة التالية توضح ما تقدم:
كلمة القرية: عند المثبتة لها معنى محدد هي المساكن. وعند النفاة لا معنى محدد للفظها المجرد.
لو قلت: نزلت في القرية فهي عند الفريقين المساكن، لكن يسميه المثبتة المعنى الحقيقي
لو قلت: سألت القرية فهي عند الفريقين سكانها وأهلها، لكن يسميه المثبتة المعنى المجازي نشأ
عن حذف المضاف (سألت أهل القرية)
فالخلاف هنا لفظي، والنفاة يطلقون على كليهما معنى حقيقياً
كلمة وجه: عند كثير من المثبتة لها معنى محدد هو عضو الحيوان الذي فيه عيناه، وعند النفاة لا معنى
محدد لها، ولكن هناك معنى عام يفيد المقابلة.
فلو أضفتها إلى حيوان لاتفق الفريقان على المعنى.
ولو أضفتها إلى غير ذلك لأبقى النفاة على المعنى العام وزادوا عليه ما يناسب المضاف إليه، بينما يرى
المثبتة أن المعنى الحقيقي غير لائق بالمضاف إليه وعليه يجب أن نجد لها معنى آخر قد يتفقون فيه وقد
يختلفون بحسب قوة القرائن عندهم.
وكما ترى فالخلاف هنا غير لفظي.
هذا ما أفهمه مما يتصل بالموضوع والله تعالى أعلم
ـ[الوبيري]ــــــــ[04 - 11 - 05, 09:06 م]ـ
نحن لسنا ضدَّ الاصطلاح، لأن المواضعة لا تمنع منه.
و إنما كل اصطلاح يلزم منه خطأٌ أو محذورٌ شرعي: وَجَبَ أن يُنفى هو و ما لزم عنه من لازمٍ باطل (والمجاز يلزم منه ذلك).
و هذه هي زبدة المسألة.
لأن الذين يسمّون المجاز أسلوباً عربياً لا يجيزون نفيه خلافاً للمجازيين، فافترقت الماهية بين التعبيرين (المجاز × الأسلوب العربي) و لا وجه لاعتبار الخلاف لفظياً، لتباين الحقيقتين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 11 - 05, 09:12 م]ـ
يا إخوان
هل يتفضل علينا مصحح وقوع المجاز في اللغة أو القرآن فيعرف لنا ما هو المجاز؟
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[05 - 11 - 05, 02:51 ص]ـ
لو كان الخلاف بين مثبت المجاز ونافيه خلافا لفظيا لكان الخلاف بين مثبتالصفات وبين مؤولها خلافا لفظيا!
لأن المثبت يقول أن يد الله يد حقيقية تليق بجلاله.
والمؤول يقول إن يد الله يد مجازية وهي القدرة أو غير ذلك.
أخي الكريم، ليس كل من يقول بالمجاز يؤول الصفات ولاحظ الفرق بين المجاز والتأويل فبينهما بون!!!
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[06 - 11 - 05, 07:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة لا أظن أن من طلبت منه تعريف المجاز يجرؤ على إظهار نفسه في مثل هذا الملتقى.
وهو بكل حال سواء سموه مما جاز في اللغة.
أو قول بعضهم صرف اللفظ عن ظاهره لقرينة تدل عليه وهذه القرينة قد تكون لغوية أو عقلية أو حالية.
فمما ذهب إليه أهل العلم السابقين أسود السنة أن هذا من الخطل وليس وراء شيء منه إلا إبطال النص الالذي شرعي ظاهره معارض لعقل ألمصاب المعترض وأيحانا مرض نفسي زعم فيه شدة الحذر من التشبيه فأحالته وسوسته إلى التعطيل أو متعالم أعمى حاطب ليل سمع الناس صرخوا فصرخ ولما كاعوا كاع ولا يعرف السبب.
وأعظم مصائب هذا العلم تسلطه وأهل على مسائل الإيمان التي هي بأصلها غيبي والواجب في حقها التسليم.
فأعملوا ما سموه ىعقولا برد النصوص حذرا منهم فيما زعمته تحريفاتهم صيانة الذات العلية عن الشماكلة.
فجعلوا الإيمان بالوحي على ظاهره ضلال وما حل بهم من فرقة واختلاف هداية وبيان وحق.
والكلام في هذا يطول ومن عرف مذهبهم أيقن حيرتهم والتزامهم بلوازم لا تبلغها عقولهم إذ لو أدركوها ما قالوا قولهم.
والمعلوم أن الألفاظ وضعت بدلالة اللغة ودلالة الشرع. واللفظ يدل على ما وضع له مفردا ولا يصرف عن ظاهره إلا بدلالة الإضافة فهي تخرجه عن أصله لمعنى زائد على ما وضع له دون إخراج اللفظ الأصيل عن ما وضع له.
وتطبيقات هذا كثيرة معلومة عند طلاب العلم.
وأخيرا: إن الخلاف ليس لفظيا كما يزعم البعض لعنايته بالتقريب على حساب النص.
بل إن أهل السنة لم يسكتوا على كلام ابنأبي العز لما حاول الجمع بين قول بعض فقهاء المرجئة في الإيمان وقول أهل الحديث على باب التقريب والقول هو خلاف لفظي.
وفقكم الله لطاعته
¥