الثاني: أنها تابعة لما قبلها، فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو: (ليقطع) فللفتح أقرب , وإن كان ما قبلها مكسورا نحو: (قبلة) فللكسر أقرب , وإن كان ما قبلها مضموما نحو: (مقتدر) فللضم أقرب.
يقول السمنودى مرجحا هذا المذهب:
قلقلة قطب جد وقربت **** للفتح والأرجح ما قبل اقتفت.
وذكر صاحب العميد الشيخ محمود على بسة ـ رحمه الله ـ قولا ثالثا في أداء القلقلة أنها تابعة لما بعدها.
قلت: وهو قول ضعيف لأنه في هذه الحالة تكون في الساكن الموصول فقط لأن الوقف على آخر الكلمة تبطل بها حركة الحرف الأول من الكلمة الأخرى لأنها لم تذكر أصلا. إذن ماذا تتبع عند الوقف؟ والقولان الأولان هما المعمول بهما.
وقد قرأت للشيخ /محمد طاهر الرحيمى المدنى في إضافاته علي كتاب " مفردة ابن كثير"، قولا غريبا .. قال فيه: "قد اختلف العلماء فيها فقيل: إنها أقرب إلي الفتح مطلقا والأرجح أنها تابعة لما قبلها فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو:" أقرب " كانت قريبة إلي الفتح وإن كان ما قبلها مكسورا نحو:" اقرأ" كانت قريبة إلي الكسر وإن كان ما قبلها مضموما نحو:" اقتلوا" كانت قريبة إلي الضم. (غاية المريد ص 145)
2ــ أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
3ــ ولكن التدقيق المعول هو أن وزن هذا الصوت أقل من الحركة وهو لايشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا ا. هـ196
قوله:" أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
القلقلة إذا كان ما قبلها ساكن تتبع ما قبل الساكن والساكن ليس بحاجز
ثم هل يقصد (ببينها جميعا) أنها خلطة من الحركات؟!!! وظاهر قوله يثبت أنها للحركة أقرب، ولكنه لم يستطع تحديد الحركة فقال: بالحركة التى تشبه مجموعة من الحركات ..... وهذا كلام لا يرد عليه.لأنني لم أقرأ لأحد قال بهذا القول:" وهو لا يشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا" ا. هـ فلا يوجد من قال بأن هناك صوت حركة يجمع جميع الحركات .. !!!
فأصوات الحركات التي تجمع بين حركتين في القرآن هي كما جاء في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي أن الحركات ست:
الثلاث المشهورة: (الفتحة والضمة والكسرة)
ــ وحركة بين الفتحة والكسرة وهي التي قبل الألف الممالة
ــ وحركة بين الفتحة والضمة وهي التي قبل الألف المفخمة في قراءة ورش نحو:الصلاة
ــ وحركة بين الكسرة والضمة وهي حركة الإشمام في نحو: قيل ــ وغيض علي قراءة الكسائي.
فهذه هي الحركات المذكورة في القرآن فلست أدري من أين جاء بحركة تجمع الحركات الثلاث؟!! فهل أجابنا هو أو أحد طلابه علي هذه العجيبة؟؟!!
فأما ما جاء به الشيخ الغوثانى في كتابه (علم التجويد أحكام نظرية وملاحظات تطبيقيةـ المستوى الثاني ــ) وتبعه على ذلك بعض من يقوم بشرح التجويد في بعض القنوات الفضائية. حيث قال بعد نقل الأنواع السابقة من القلقلة: (والصواب أن القلقلة اهتزاز حرف القلقلة في مخرجه ساكنا بحيث يسمع له نبرة مميزة، ولا ينبغي للقارئ أن ينحو بها إلى الفتح ولا إلى الكسر ولا إلى غير ذلك بل يخرجها سهلة رقيقة في المرقق مثل: (قبلكم) مفخمة مثل (يطبع) ... ) أ. هـ .... وأطلق بعضهم (القلقلة الذاتية)
قلت: وهذا القول ليس بصحيح والقول بأن القلقلة قريبة من الحركة أرجح الأقوال سواء من قال: إنها تابعة لما قبلها أو إنها قريبة للفتح مطلقا ,فكونها قريبة إلى الحركة هذا ما دل عليه كلام الأقدمين من علماء هذا الفن.ولا يُسمى ذلك من الآراء الاجتهادية.
وإليك أخي القارئ أقوال الأئمة الأعلام من القدامى:
قال أبو شامة في إبراز المعاني شرح الشاطبية عند البيت الذي تحدث فيه الشاطبى عن القلقلة: ........................... وفى قطب جد خمس قلقلة علا
¥