[تاريخ طباعة المصحف]
ـ[حفيدة الصالحين]ــــــــ[07 - 03 - 06, 09:28 ص]ـ
[تاريخ طباعة المصحف]
تحدث الدكتور يحيى محمود جنيد عن طبعات ثلاث للمصحف الشريف في أوروبا في القرنين السادس عشر و السابع عشر الميلاديين هي: طبعة البندقية عام 1537 م أو 1538 م و طبعة هامبورغ عام 1694م و طبعة بتافيا عام 1698 م.
وكانت الطبعة الأولى يلفها الغموض في تحديد تاريخها و مكانها و الجهة المشرفة عليها و مصيرها فقيل في تاريخ طبعها إنه كان في عام 1499 م و قيل عام 1508م وقيل عام 1518 م و قيل عام 1530م و قيل عام 1538 م أي أن هذه النسخة طبعت في الفترة ما بين 1499م و 1538م دون الاتفاق على تاريخ محدد.
أما مكان الطبع فاختلف فيه أيضا: فقيل: في البندقية و قيل: في روما. و كذلك المشرف على طبعه قيل: باغنين وقيل: بافاني وقيل: باجانيني ورغم ما يتردد من شك حول اكتشاف نسخة من هذه الطبعة في مكتبة الدير الفرنسسكاني القديس ميخائيل بالبندقية على يد أنجيلا نيوفو Angela Novo إلا أن هناك اتفاقا على أن هذه الطبعة أتلفت بأمر من البابا و إذا كان هناك من الباحثين من يرجع سبب إتلافها إلى رداءة طباعتها و عدم تقيدها بالرسم الصحيح للمصحف حسب ما اتفق عليه علماء المسلمين مما جعل المسلمين يحجمون عن اقتنائها إلا أن تدخل البابا و أمره بإتلافها يوحي بأن هناك دافعا دينيا أيضا وراء إتلاف هذه الطبعة.
أما طبعة هامبورج Hamburgh في عام 1125ه (1694م) فقد قام بها مستشرق ألماني ينتمي إلى الطائفة البروتستنتية هو إبراهام هنكلمان Ebrahami hincklmani و قد حدّد أن هدفه من هذه الطبعة ليس نشر الإسلام بين البروتستانت و إنما التعرف على العربية و الإسلام.
استغرق نص القرآن في هذه الطبعة خمسمائة و ستين صفحة كل صفحة تتكون من سبعة عشر إلى تسعة عشر سطرا و طبعت بحروف مقطعة و بحبر أسود ثخين على ورق كاغد أوروبي يعود إلى القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) و امتلأت بأخطاء كثيرة بعضها ناتج عن تبديل حرف مكان حرف وبعضها بسبب سقوط حرف من كلمة غيّر المعنى المراد منها و أخطاء أخرى تتعلق بأسماء السور و يبدو أن عدم إتقان القائم على الطبعة للعربية إضافة إلى محاولة تشويه النص القرآني الكريم وراء هذه الأخطاء.
ويذكر الدكتور يحيى: أن بعض المكتبات في العالم تضم نسخا من هذه الطبعة منها نسخة في دار الكتب المصرية برقم 176 مصاحف و نسخة في مكتبة جامعة الملك سعود بالرياض.
طبعة بتا فيا: صدرت هذه الطبعة من مطبعة السمناريين عام 1698م و هي على قسمين: القسم الأول يضم نص القرآن الكريم و ترجمته و تعليقات و قد قام بإعداد هذا القسم الراهب الإيطالي لود فيكو مراشي Ludvico Marracei Lucersi و تمتاز هذه الطبعة بتطور حروفها قياسا بالطبعتين السابقتين.
و في روسيا طبع المصحف الشريف في سانت بترسبورغ عام 1787م و أشرف على هذه الطبعة مولاي عثمان و في عام 1848م ظهرت طبعة أخرى في قازان أشرف عليها محمد شاكر مرتضى أوغلي و تقع في 466 صفحة بمقياس 351 x189 مم التزم فيها بالرسم العثماني و لم يلتزم بذكر أرقام الآيات و كتبت علامات الوقف فوق السطور و قد ألحق بهذه الطبعة قائمة بما فيها من الأخطاء و بيان الصواب فيها.
وفي عام 1834م ظهرت طبعة خاصة للمصحف الشريف في مدينة ليبزيغ أشرف عليها فلوجل Flugel و رغم اهتمام الأوروبيين بها و إقبالهم عليها إلا أنها لم تحظ بعناية المسلمين لمخالفتها قواعد الرسم العثماني الصحيح.
و في إيران طبع المصحف طبعتين حجريتين في كل من طهران عام 1244ه (1828م) و تبريز عام 1248ه (1833م).
كما ظهرت طبعات أخرى في الهند و في الاستانه اعتبارا من عام 1887م.
إلا أن الملاحظ على جميع تلك الطبعات عدم التزامها بقواعد الرسم العثماني الذي حظي بإجماع صحابة رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و جرت على قواعد الرسم الإملائي الحديث إلا في نزر يسير من الكلمات كتبت بالرسم العثماني.
¥