فَجُئِثْت بضم الجيم أو فجَئِثتُ بفتحها
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[07 - 03 - 06, 03:20 ص]ـ
ثبت في الصحيحين (خ4926) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الْوَحْيُ فَتْرَةً فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَجُئِثْتُ مِنْهُ حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) قال الحافظ في الفتح: "فَجُئِثْت" وَهَذِهِ اللَّفْظَة بِضَمِّ الْجِيم، وكذا قال النووي، والعيني، وفي النسخة اليونينية طبعة دار طوق النجاة "فجَئِثتُ بفتح الجيم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 03 - 06, 10:30 ص]ـ
وفقك الله.
نعم جاء ضبط هذا الحرف في طبعة دار طوق النجاة للصحيح كما تفضلتَ في باب " وثيابك فطهر " و باب " والرجز فاهجر " من كتاب التفسير 6/ 162 - 163. وللكلمة ذكر في كتاب الأنبياء منه ... نسيت أن أبحث عنها لأقف على ضبطها فيه.
قال العلامة القسطلاني في إرشاد الساري 7/ 387 في باب " وثيابك فطهر ": ( ... فجئثت) بجيم مفتوحة في الفرع كأصله، مضمومة في غيرهما فهمزة مكسورة، فمثلثة ساكنة ففوقية، فزعتُ < منه رعبا > أي: خوفا، ولأبي ذر فجثثت بمثلثتين ففوقية من غير همز، قال الكرماني: من الجث وهو القطع).
وأعاد ما يشبه هذا في باب " والرجز فاهجر " بعده.
قال العلامة القاضي عياض في المشارق 1/ 137: (وقوله: فجئث منه فرقا، بضم الجيم بعدها همزة مكسورة، وثاء ساكنة مثلثة، كذا رواية كافتهم الأصيلي، والحموي، والمستملي، والنسفي في كتاب الأنبياء وغيره، وكذا لأكثر رواة مسلم، وعند السمرقندي وابن الحذاء في الأول جثثت بتاء مثلثة أخرى مكان الهمزة حيث وقع، وكذا عند العذري في آخر حرف منها، مثل الرواية الأولى، ولغيره ما للسمرقندي، وللأصيلي في التفسير الوجهان، وبالثاء فيهما لأبي زيد، ومعنى الروايتين واحد، أي: رعبتُ، كما جاء بهذا اللفظ في أول البخاري.
قال الخليل: جئث الرجل، وجث فزع.
ووقع للقابسي فجثئت، قدم الثاء على الهمزة في كتاب الأنبياء ولا معنى له، ووقع له في كتاب التفسير ولغيره: فحثثت بالحاء المهملة وثاءين مثلثتين، وكذا رواه ابن الحذاء في كتاب مسلم في الثاني والثالث، وفسروه بأسرعتُ، ولا معنى له، لأنه قال بعده: " فهويتُ إلى الأرض " أي: سقطتُ، يريد من الذعر، فكيف يجتمع السقوط والإسراع؟ وحكي أن بعضهم رواه: فجبنتُ من الجبن، ولا معنى له هنا، وهو تصحيف).
وجاء في غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 71: (قال: فجثثت منه فرقا، وبعضهم يقول: جئثت، قال الكسائي: هما جميعا من الرعب، يقال: رجل مجؤوث ومجثوث).
وفي 2/ 199 أضاف أبو عبيد بعد كلام الكسائي: (قال: وكذلك المزؤود، وقد جئث وجث وزئد). كل ذلك بضم أوله في النسخة التي بين يدي وهي المصورة عن طبعة الهند.
فإذا ذهبنا إلى بعض كتب اللغة نجد صاحب تاج العروس يقول في مادة < جأث >: ( ... جُئِثَ " كزُهِيَ" جَأْثاً، و"جُئُوثاً: فَزِعَ"، وقد جُئِتَ، إِذا أُفْزِع، فهو مَجْئُوثٌ، أَي مَذْعُور، وفي حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم " أَنَّه رَأَى جِبْرِيلَ عليه السلامُ، قال: فجُئِثْتُ منه فَرَقاً حينَ رَأَيْتُه" أَي ذُعِرْتُ وخِفْتُ).
وفي مادة < جثث > قال: ( ... وعن الكسائيّ: جُئِتَ الرَّجُلُ جَأْثاً "وجُثَّ" جَثّاً، فهو مَجْئوث، ومَجْثُوثٌ، إِذا "فَزِعَ" وخَاف، وفي حديث بدْءِ الوَحْىِ: "فرَفَعْتُ رَأْسِي فإِذَا المَلَكُ الذي جاءَنِي بِحِرَاءَ، فجُثِثْتُ منه" أَي فَزِعْتُ منه وخِفْتُ، وقيل: معناه قُلِعْتُ من مَكانِي، من قوله تعالى {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوِْق الأَرْضِ} وقال الحَرْبِيُّ: أَراد جُئِثْتُ، فجعل مكانَ الهَمْزَةِ ثاءً، وقد تَقَدّم).
ويبقى سؤالك أيها الفاضل ما الراجح من كلّ هذا؟ أم هما لغتان؟ هذه مهمة أهل العلم المتحققين به.