وقال الزمخشري: المعنى: ولو لزم آياتنا لرفعناه بها، فذكر المشيئة، والمراد: ما هي تابعةٌ له ومسببةٌ عنه، كأنَّه قيل: ولو لزمها لرفعناه بها. قال: ألا ترى إلى قوله: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ} فاستدرك المشيئة بإخلاده الذي هو فعله، فوجب أنْ يكون {وَلَوْ شِئْنَا} في معنى ما هو فعله، ولو كان الكلام على ظاهره: لوجب أنْ يقال: ولو شئنا لرفعناه، ولكنَّا لم نشأ. ا. هـ.
فهذا من الزمخشري شنشنةٌ نعرفها مِن قدريٍّ نافٍ للمشيئة العامة، مبعد للنُّجعة في جعْلِ كلام الله معتزليّاً قدريّاً. فأين قوله: {وَلَوْ شِئْنَا} مِن قوله: ولو لزمها؟. ثم إذا كان اللزوم لها موقوفاً على مشيئة الله -وهو الحق- بَطَل أصله.
وقوله: (إنَّ مشيئة الله تابعةٌ للزوم الآيات) مِن أفسدِ الكلام وأبطلِه، بل لزومه لآياته تابعٌ لمشيئة الله، فمشيئةُ الله سبحانه متبوعةٌ لا تابعةٌ، وسببٌ لا مسبَّب، وموجب مقتضٍ لا مقتضى، فما شاء الله وجب وجوده، وما لم يشأ امتنع وجوده) ا. هـ.
انظر: " أعلام الموقعين " [1/ 165 - 169]. وانظر: " الفوائد " [ص150].
وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
ضرب اللهُ المثلَ لهذا الخسيس الذي آتاه آياته فانسلخ منها: بالكلب، ولم تكن حقارةُ الكلبِ مانعةً مِن ضربه تعالى المثلَ به. وكذلك ضربُ المثلِ بالذباب في قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ، ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ} [الحج/73]، وكذلك ضربُ المثلِ ببيتِ العنكبوت في قوله: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً، وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت/41]. وكذلك ضربُ الله المثلَ بالحمارِ في قوله: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةِ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة/5] وهذه الآيات تدل على أنَّه تعالى لا يستحيي مِن بيانِ العلوم النفيسة عن طريق ضرب الأمثال بالأشياء الحقيرة. وقد صرَّح بهذا المدلول في قوله: {إنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحِيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة/26]. ا. هـ (أضواء البيان [2/ 303]).
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/98.htm
الشيخ " بلعام "!!! للشيخ: إحسان بن محمد العتيبي، وهذا المقال جزءٌ من كتاب الوالد " الفوائد العِذاب فيما جاء في الكلاب ".
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 05 - 09, 02:37 ص]ـ
هل قصة بلعام المذكورة فى البداية والنهاية لابن كثير صحيحة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 03 - 10, 03:42 م]ـ
يرفع للمذاكرة
ـ[المعلمي]ــــــــ[06 - 03 - 10, 12:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ محمد الأمين:
ليس كل ما يذكره القرآن عن أهل الكتاب مدون في كتبهم بنفس الطريقة، وخاصة أن هذه الكتب خضعت لعمليات تجميلية كثيرة، فلا يمكننا التعويل على قصصها وأخبارها، وإنما نكتفي بما في كتبنا.
حتى بعد أيام الرسول صلى الله عليه وسلم حدث فيها تغيير وتحريف فما يعزوه المسلمون إليها إنما هو ناتج عما وقع في أيديهم من نسخها.
والذي يظهر أن هذا الرجل كان نبيا كما في بعض الآثار وقد تتبعت آيات الإيتاء للآيات فما وجدتها أسندت إلا لنبي إن أفرد الضمير.
لكن يشكل عليه قوله تعالى (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (80))
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[14 - 04 - 10, 02:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 04 - 10, 08:52 م]ـ
حتى بعد أيام الرسول صلى الله عليه وسلم حدث فيها تغيير وتحريف فما يعزوه المسلمون إليها إنما هو ناتج عما وقع في أيديهم من نسخها.
أشك في إمكانية حدوث ذلك لسببين:
1 - هناك مخطوطات من كتبهم ترجع لما قبل الإسلام
2 - كانت كتبهم قد انتشرت في أنحاء الأرض فيستحيل تغييرها في شتى أصقاع الأرض بنفس الوقت
وسبب اختلاف العزو عند المسلمين هو عدم الرجوع إلى المراجع الأصلية بل النقل عن عوام وكذبة من أهل الكتاب. والله أعلم.
ـ[احسان الحموري]ــــــــ[15 - 04 - 10, 12:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا