حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ خَدِيجٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْأَلْهَانِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا قَالَ ثَوْبَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوها".رواه ابن ماجه.
قلت: هذا شيخنا – والله أعلم - فيمن خالفت سريره ظاهره فهو يظهر للناس بمظهر التقي النقي فإذا خلا بالذنب قارفه بحيث صار ذلك سجية له، فأدى ذلك إلى حبوط عمله – عياذاً بالله– بحيث يصير الله تعالى تلك الأعمال التي بدت للناس هباءًَ منثوراً وذلك كقوله -صلى الله عليه وسلم – في إحدى روايات الحديث "وإن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس حتى يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل النار فيدخلها".
وقد سمعت نحو هذا الكلام للشيخ محمد حسين يعقوب في محاضرة بعنوان حبوط الأعمال فراجعه من موقع طريق الإسلام.
أما ما رواه مسلم فقال:
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنِي و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ قَالَ سَالِمٌ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافَاةٌ إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ يَا فُلَانُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ زُهَيْرٌ وَإِنَّ مِنْ الْهِجَارِ".
فهذا صنف آخر وهو الذي يفرح بذنبه ويفاخر به فهذا حقيق بأن لا تتحقق له المعافاة من الله تعالى من ذنوبه، لأن التوبة محفوفة بتوبتين من الله أحدهما توبة التوفيق بمعنى أن يوفق الله المذنب للتوبة، والأخرى توبة القبول، قال تعالى "ثم تاب عليهم ليتوبوا" وليس بإمكان المذنب التوبة إلا إذا تاب الله عليه، فهذا شئ وذاك آخر.
أما إذا كنت تقصد غير المجاهر وأنه معافى – وهذا ظني أنك تقصد هذا- وأن تقارن هذا غير المجاهر بالأول الذي يختلي بمحارم الله، فهذا صنف أيضاً، أبتلي بذنب فستره على نفسه ولم يفرح به ولم يفاخر به ولم يفضح نفسه، أما الأخر فهو في الظاهر العابد الزاهد وفي السريرة ينتهك المحارم ... وبينهما فارق كبير.
ولعل الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله – وإن كان أعله بعضهم- يحل لك الإشكال:-
ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتناً تواباً نسياً، إذا ذُكِّر ذَكر
والله أعلم.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[04 - 03 - 06, 10:53 م]ـ
أعذاركم وكتباتكم مقبوله ........... الله لا يحرمكم جنات النعيم,,