تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.

المصدر ( http://www.khudheir.com/ref/1320)

بارك الله فيك على نقلك لمثل هذا الكلام الثمين ... وحفظ الله الشيخ الخضير

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[14 - 03 - 08, 04:51 م]ـ

باركَ اللهُ فيكم ..

من اعتمرَ، ولم يكن له بدٌ من السعي في المسعى الجديد؛ فماذا عليه عند من يقول بالمنع؟

ـ[حارث]ــــــــ[14 - 03 - 08, 05:14 م]ـ

احتج كثير من الإخوة بصور المسعى أو قياس بعض أهل العلم لعرضه.

وهنا أمر ينبغي التنبه له

وهو أن كثيرا ممن يجيز السعي في الجديد يجيزه بناء على سعة الجبل، ولا ينفي أن الموضع الذي يسعى فيه الناس قبل مائة سنة كان أقل من الحالي، لكنه كان لا يستوعب ما بين الجبلين فليعلم هذا.

ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:19 م]ـ

الحمد لله ..

كنت أنتظر بحث الدكتور المطرفي بفارغ الصبر؛ لعله أن يكون فيه فائدة زائدة نستفيد منها في بحث هذا الموضوع الذي يحتاج إلى تحقيق القول فيه كل مسلم.

فلما اطلعت عليه وجدته دون ما كنت أرجوه .. كما ظهر لي فيه ما يستدعي الوقوف عنده:

أولا: مجمل البحث يدور على أن جبلي الصفا والمروة أوسع مما هما عليه اليوم .. هذه القضية الأهم في البحث ..

أقول: ليس من شك أن هناك أجزاء من جبل كانت موجودة مشاهدة من جهة الصفا ومن جهة المروة أوسع مما عليه عرض المسعى حاليا .. لكن البحث المهم: هل هذا الذي كان موجودا هو جزء من جبل أبي قبيس أو من الصفا؟ وفي الجهة الأخرى: هل هو من قعيقعان أو من المروة؟

هذا الذي يحتاج إلى تحقيق .. وهذا ما لم يحققه الدكتور في بحثه ..

بعبارة أخرى: ما الفيصل بين أبي قبيس والصفا، وبين قعيقعان والمروة؟

من المعلوم أن الله تعالى إنما أمرنا بالسعي بين الصفا والمروة فقط؛ وهذا منطوق الآية: (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) وعليه فمن سعى ما بين جميع الصخور مما هو ضمن أبي قبيس وقعيقعان -زائدا على الصفا والمروة- لم يكن مطوفا بهما .. هذا أولا ..

وثانيا: ماذا لو قال قائل: إن جميع ما ذكره الدكتور وغيره من وجود جبل له أكتاف وعليه بيوت إلخ .. هذا كله جزء من جبل أبي قبيس أو قعيقعان وليس من الصفا أو من المروة ..

الجميع يعلم أن الصفا والمروة ما هما إلا جبلان في أصل جبلي أبي قبيس وقعيقعان -الجبلان الكبيران العظيمان- فلا بد أن يكون لهما أثر باق وقد يكون هو ما شوهد -كما في شهادة الشهود الذين ذُكروا في هذه القضية-.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير