اليوم في سعيهم جدار المروة والباب، وموضع السلم الصاعد منها إلى الدور الثاني من المسعى وما يليه من متسع غرب جدار المسعى.
ويلي موضعها من الغرب الميضأة الحالية الواقعة اليوم على يسار الصاعد من ساحة باب الفتح إلى مورد زمزم المواجه لباب الفتح من الشمال المنجور لها تحت أصلاد (صخور) جبل المروة السوداء الذي أزيلت مرتفعاته، وَوطّئ صدره ومتنه اليوم طريقاً للسيارات الواردة إلى ماء زمزم المورود نميرة والصاعدة من جواره إلى مرتفع القرارة المؤدي إلى الراقوبة.
وهذا الموضع من المروة – وهو الموضع الذي كان فيه دار ابن فرقد السلمي الآنف ذكره في اعتراف أبي سفيان له به – كان قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ - كان يقابل أدنى المرتفعات الصخرية الغربية الجنوبية من جبل الصفا، والممتدة يوم ذاك إلى موضع السلم الكهربائي الصاعد اليوم من أجياد إلى الدور الثاني من المسجد الحرام كما ذكرت آنفاً في تحديد مرتفعات جبل الصفا.
وموضع المروة السوداء هذه هو الامتداد الطبيعي لجبل المروة من جانبه الغربي الجنوبي الذي كان على هيئة نشوزات وأحداب من الكتلة الجبلية الغربية لجبل المروة التي كانت ينتهي إليها سعي الساعين من الصفا في الجنوب إلى المروة في الشمال " قبل أن يؤخر المسعى " (2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#3).
من موضعه الذي كان فيه ببطن المسجد الحرام إذ " كان المسعى في موضع المسجد الحرام" (3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#5). قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ كما يدل على ذلك ما رواه الأزرقي عن جده الذي عايش تلك التوسعة، والتوسعة الأولى عام 160هـ كما سأوضح هذا بعد قليل في بحثي هذا إن شاء الله بذكر ما هدم من دُور كانت محيطة بالمطاف، ومتصلة به من جانبه الشرقي الذي كان لا يفصله عن المسعى سوى دارين اثنين، الشرقي منهما بابه مفتوح على أصل المسعى مباشرة فاستدعت توسعة المطاف للمسلمين يوم ذاك أمرين اثنين هما:
1. هدم الدور المحيطة بالمطاف من جهة، وبالمسعى من جهتها الأخرى الشرقية.
2. تأخير المسعى ونقله من موضعه الذي كان هو فيه ممتداً في موضع الحصوة التي كانت شرقي بئر زمزم إلى الموضع الذي هو فيه اليوم متصلاً من شرقه بالفضاء والممتد بين جبلي الصفا والمروة مفتوح عرضه للساعين فيه مهما كثروا وازدحموا لا يعيقهم فيه عائق لعدم وجود حاجز يمنع توسع الساعين في عرضه إذا ازدحموا فيه في حيز ما بين الجبلين قبل أن يعتدي الناس عليه ببناء دورهم على جانبه الشرقي وتضييقه على الساعين، وطمس معالم اتساعه عرضاً بما أقاموه عليه من دورٍ وأسواقٍ دون أن يمنعهم حكامهم من الاعتداء على المشاعر المقدسة.
توسعة المطاف وتأخير المسعى عن موضعه:
الدعوة إلى توسيع عرض المسعى لتخفيف الازدحام فيه عن الساعين أمر مطلوب شرعاً ومرغوب عرفاً من جوه كثيرة:
أولها: ما سبق أن ذكرته آنفاً من بيان حدود كل من جبل الصفا وجبل المروة، وأن توسيع عرض المسعى من الشرق على الطريق الغربي من الساحة الملاصق للجدر الشرقي من المسعى بقدر عرض المسعى الحالي، ليكون الحالي للآتي من المروة والجديد للساعي من الصفا إلى المروة يقع ضمن حدود البينية الكائنة بين جبلي الصفا والمروة، وليس خارجاً عن أي منهما.
وأنه مشمول بقول الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما).
وهذا جائز شرعاً لعدم خروجه عن دلالة نص هذه الآية الكريمة ومنطوقها.
وقد سبق آنفاً إيضاحي تفصيلاً بيان حدود هذين الجبلين وامتدادات كل منهما.
ثاني هذه الوجوه، أن التوسعة في مثل هذا المشعر الحرام سبق لها نظير في مثله، بل في ما هو مقدم شرعاً.
فقد وسّع عمر بن الخطاب رضي الله عنه المطاف حين رأى شدة ازدحام الحجاج فيه، فاشترى البيوت التي كانت محيطة به فهدمها، ووضع المطاف في موضعها، وذلك سنة 17 هـ.
ثُمَّ وَسَّعهُ – أيضاً _ عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده سنة 26 هـ لنفس الغرض أيضاً.
ثُمَّ وسعه – أيضاً – عبد الله بن الزبير أيام خلافته لنفس الأمر حين رأى كثرة الزحام فيه.
¥