تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قبل الاسترسال والغوص في هذه المسألة البالغة الأهمية لابد من إيراد قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن بلغ صنعاء" والقصة والعهدة على الراوي انه إبان خلافة أبي بكر الصديق أو خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما دعت الضرورة إلى إجراء توسعة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فاستفسر بعض الصحابة عن هذا الامتداد الجديد هل يعتبر جزءاً من المسجد الأصلي أم لا؟ فكانت إجابة عمر رضي الله عنه "هو مسجد الرسول وإن بلغ صنعاء".

أسوق هذه القصة لأدلل على أن الضرورة أباحت المحظور، في بعض الأحيان (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) (المائدة: 3).

فعملية توسعة المسعى، استوجبتها ضرورة وهي أن المسعى ضاق بما رحب، فأعداد الساعين أكبر بكثير من طاقة المسعى، فلم لا يوسع ليتسع لاستيعابهم، وقد يخشى بعضهم من أن التوسعة قد تغير في جغرافية المسعى، فلتكن التوسعة بإضافة طابق علوي للمسعى، كما حدث في الطواف ببيت الله الحرام. وعملية السعي يمكن أن تتم وتكمل على صورتها المرجوة من عل، هذا بالإضافة إلى أن التقدم الكبير الذي حدث في جمال البناء والعمران بكافة أشكاله جعل من السهل إحداث التغيير دون المساس بقدسية المكان وجغرافيته، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.

يقول الحق جل وعلا في محكم التنزيل: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أواعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (158) البقرة.

فالصفا والمروة هما الجبلان المعروفان والتي تعود قدسيتهما إلى قصة السيدة هاجر زوجة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام مع ابنها إسماعيل والقصة معروفة للجميع.

فعملية التوسعة لن تمس الأصل وهما الجبلان ولن تزحزحهما عن أماكنهما، فالتوسعة ستكون في المسعى وهناك سعة وقد تكون سيدتنا هاجر نفسها قد اختلف مسارها في انتقالها من الصفا إلى المروة، إذ ليس ثمة تحديد دقيق لهذا المسار، فالاتساع على الجانبين الايمن والايسر فيه سعة فمن ارتاب في ذلك فليكن الاتساع كما ذكرنا بإضافة طابق آخر مواز للمسعى وهناك متسع ثالث ورابع دون مساس بجغرافية المكان وأداء الشعيرة.

الحج عبادة مكانية، تختلف عن بقية الأماكن في هذه الصفة وكلمة (عبادة مكانية) تعني ارتباطها بمكان محدد وهي مكة المكرمة و المناسك المختلفة بها، و"المكان" تحديد جغرافي له سعته وقد تضيق هذه السعة بما تستوعبه تبعاً لزيادة المستوعب "بفتح العين" وهذا ما حدث في الطواف وفي رمي الجمرات وقد يحدث مستقبلاً في "منسك عرفات" ويضيق المكان بالواقفين، إنها طبيعة المكان يضيق ويرحب، فلا بأس إذن في التوسعة الآمنة التي لا تمس أصول الشعيرة وقدسية المنسك وأصوله. في الجانب الآخر إذا سلمنا جدلاً بعدم شرعية التوسعة، وكما هو معلوم فعملية السعي تستغرق وقتاً بالنسبة للفرد العادي السليم المعافى بدنياً فما بالك بالمسنين والعاجزين وأصحاب العاهات، وهناك الملايين من الحجاج والعمار والأعداد في تزايد عاماً بعد عام، فلابد إذن من حل لحفظ هذا الوقف والتخفيف عن هذه الجموع الهادرة حتى يتسنى لها أداء هذه الشعيرة في يسر ودونما مشقة. إن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والأماكن واجبة الأداء لتمام الحج، والملاحظ في الآية الكريمة (إن الصفا والمروة من شعائر الله (158)) البقرة. فالشعيرة هنا حددت في "الصفا والمروة" وهما ثابتان لم يتغيرا ولم يتزحزحا من أماكنهما، فالتغير قد يطرأ على صورة المسعى وجغرافيته اتساعاً ناحيتي اليمين واليسار والتطوف بالجبلين قائم في كل الأحوال كما ذكرت الآية الكريمة (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما (158)) البقرة. فالدين يسر "ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" كما قال سيدنا ونبينا صلى الله عليه وسلم. فالتوسعة حدثت في كثير من مقدساتنا بما يخدم صالح المسلمين ولا يؤثر في قدسية المكان.

رابط الخبر: http://www.alriyadh.com/2008/04/08/article332615.html (http://www.alriyadh.com/2008/04/08/article332615.html)

ـ[نايف ابو معاذ]ــــــــ[16 - 04 - 08, 03:52 ص]ـ

اخي مختار الديرة

شكرا لك على النقل الرائع والشكر موصول للشيخ حاتم

اخوك ابو يزن

ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 04 - 08, 09:52 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير