تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103566&page=4#_ftn22)).

6 – أنَّ في توسعة المسعى تيسيراً على الحجاج والمعتمرين، ورفعاً للحرج عنهم، وقد تقرر في القواعد الفقهية أنَّ الأمر إذا ضاق اتسع، وهذه الزيادة متصلة بالأصل فتتبعه في حكمه إعمالاً للقاعدة: «للزيادة حكم المزيد»، وأن الزيادة المتصلة تتبع أصلها، ولو قيل أن هذه الزيادة من باب دفع الضرورة، فالسعي في هذه التوسعة من باب الرخص، لكان لهذا القول وجهٌ مقبول ([23] ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103566&page=4#_ftn23)).

7 – إن المعروف حسَّا وعادة أنَّ ما يسمى جبلاً لا يتصور كون عرضه في حدود عشرين متراًكما هو الواقع في المسعى القديم، بل مفهوم الجبل أوسع من ذلك في امتداده عرضاً ([24] ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103566&page=4#_ftn24)).

8 – أن الأعداد الغفيرة التي حجَّت مع النبي عليه الصلاة والسلام والتي تبلغ عشرات الآلاف، وأكثرهم سعى معه يوم النحر وبعضهم على دوابهم لا يتصور أنهم يتمكنون من ذلك في مثل هذا المكان الضيق مما يدل على أن عرض المسعى أوسع بكثير مما هو عليه الآن ([25] ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103566&page=4#_ftn25)).

9 – لقد شهد عدد من الشهود العدول من كبار السن من أهل مكة ممن يعرفون منطقة الصفا والمروة معرفة جيدة لسكناهم بها، أو لاتصالهم الوثيق بها، بأن امتداد جبلي الصفا والمروة أعرض مما هو مشاهد الآن بكثير وأن الزيادة الحالية واقعة في امتدادهما، وقد بلغ عددهم في المرحلة الأولى سبعة، سجلت شهادتهم في المحكمة الشرعية، ويجري الآن تسجيل شهادة ثلاثة عشر شاهداً غيرهم يشهدون بمثل ما شهد به الأولون، مما يؤكد أن الزيادة الجديدة غير خارجة عن مسامتة الصفا والمروة، وهذه الشهادة إثبات وهو مقدم على النفي كما هو معلوم مقرَّر ([26] ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103566&page=4#_ftn26)).

10 – أنه قد جرى أخذ عينات صخرية من الصفا الموجود في المسعى القديم، وعينات من أصل الجبل في المكان الذي وضع فيه المسعى الجديد وتم تحليلها ومقارنتها فوجدت متطابقة، وهذا يدل على أن الجبل واحد، وأنه ممتد من الناحية الشرقية وراء المسعى الحالي.

ثانياً: مناقشة أدلة المانعين، وأدلة المجيزين:

أولاً: أدلة المانعين:

1 - قولهم: إن النبي ? إنما سعى في هذا المكان، والأصل في العبادات الاتباع، ويناقَشُ هذا بأن المسعى الحالي لا يتحقق كونه المكان الذي سعى فيه النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأن المسعى في زمنه عليه الصلاة والسلام كان أوسع مما هو عليه الآن، وكان ممتداً إلى جهة الجنوب، يمر من داخل المسجد الحرام الحالي، كما ذكر ذلك عدد من علماء الحديث والمؤرخين، ومن ذلك ما ذكره أبو الوليد الأزرقي في كتابه أخبار مكة، من قوله: «وكان المسعى في موضع المسجد الحرام»، وما رواه ابن أبي شيبة عن مجاهد ابن جبر فيما يتعلق بالسعي بين العلمين، قال: «وهذا بطن المسيل الذي رمل فيه النبي ?، ولكن الناس انتقصوا منه»، وغير ذلك، وليس هنالك نصٌّ يدل على سعي النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المكان، ولا على عدم جواز السعي في غيره، مما كان داخلاً في حدود الصفا والمروة، ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام في المشاعر أن يُلزم الناس بالوقوف أو المرور في المكان الذي هو فيهخاصة، بل كان عليه الصلاة والسلام يقف بها ويوسع على أمته في الوقوف في غير موقفه مما كان داخلاً في حدودها كما وقف عليه الصلاة والسلام في عرفة وقال: «وَقَفْتُ هَاهُنَا وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»، كما نزل عليه الصلاة والسلام في المزدلفة ومنى في مكانه الذي نزل فيه ولم يُلزم الناس بالوقوف معه في عين المكان الذي نزل فيه، وقوله: لتأخذوا عني مناسككم، من هذا القبيل، فإنه يشمل الاقتداء بفعله عليه الصلاة والسلام في أداء مناسك الحج، ولو كان الوقوف أو السعي في المكان الذي وقف فيه بخصوصه متعيناً لبيَّنه النبي عليه الصلاة والسلام ولنقل ذلك عنه؛ لأن البيان لا يتأخر عن وقت الحاجة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير