والمقصود أننا ينبغي أن يكون هذا الدين سبب خير لنا وعزة وحياة كريمة لا سبب شؤم ومرض وحزن وكآبة فنجمع فيه بين العمل للدنيا والآخرة، ونطلب العلم ونعلمه غيرنا وندعو إلى الله و لا نستعجل النصر فالنصر وعد الله لهذه الأمة والتمكين لهم لكن لمن يستحقه ولا يلزم أن تدرك النصر في حياتك فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علم الصحابة ورباهم احسن تعليم وتربية وانتشر الإسلام بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كثير من البلاد كمصر ودول المغرب والشام وغيرها ولكن الأمر كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حينما اشتكى إليه أصحابه ما يجدون فقال: " إنكم قوم تستعجلون " إن ما نعيشه الآن هو ثمرة ما زرعه من كان قبلنا ونحن نزرع ما يجنيه من ياتي بعدنا.
هذه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقبله دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية وقبلهما ما حدث للإمام أحمد إن ما حصل من النصر لدعواتهم بعد وفاتهم إلى هذا الوقت أكثر مما حصل في حياتهم.
وللنظر لهذا الحديث:
عن خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعر ووالله لتملأن أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا " رواه مسلم.
لننظر: كانوا في حال فقر كما يصوره قوله: " ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها "
ثم انتقلوا إلى حال: " فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار "
لكن هذا الانتصار كان على الطريقة النبوية ولذا تكلم الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن الجنة والنار وقصر الدنيا أي أنهم كانوا يرجون ما عند الله ويسيرون وفق اوامر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاستحقوا هذا التمكين.
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا. .
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:59 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:34 م]ـ
قال ابن المبارك: التشديد يحسنه كل أحد، وإنما العلم الرخصة من فقيه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 07, 10:19 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
قال ابن المبارك: التشديد يحسنه كل أحد، وإنما العلم الرخصة من فقيه.
أهلا بالشيخ الكريم/ أبي فهر
أضاء الملتقى بإطلالتكم.
نقل الشيخ عبدالرحمن السديس إسناد العبارة التي أشرتم إليها، فأنقلها لكم:
قال أبو نعيم في الحلية 6/ 367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.
وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم.
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد.وانظر: الاستذكار 8/ 275.
المشاركة 195 من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=420688&highlight=%C7%E1%D1%CE%D5%C9+%CB%DE%C9#post420688
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:05 م]ـ
أحسنت أبا حازم، أجدت وأفدت.
قلما يدخل الشخص لقراءة مشاركة لأبي حازم - زاده الله توفيقا - إلا استفاد.
ثبتكم الله على الحق، وجعله على لسانكم وفعالكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:47 م]ـ
ويتعجب المرء كذلك من إصرار كثير من طلبة العلم والدعاة على التركيز على جانب الخوف دون جانب الرجاء بل لا تجد من يتكلم عن الرجاء إلا ويردفه بجانب الخوف وكانه مرتبط به لا ينفك عنه فتجد المتكلم يقول الدين يسر وفيه سهولة وترخص لكن؟.
جزاكم الله خيرا.
حدثني أحد الأكارم، فقال:
ألقيتُ كلمةً في أحد المساجد، وكانت كلمتي عن:
(سعةِ رحمةِ اللهِ، وعظمتهِ سبحانه).
يقول: فلما نتهيتُ .... أمسكني إمامُ المسجد، وأكثرَ من الشكر، وأظهرَ الترحيب، وأطنبَ في الثناء .... ثم قال:
تصدقْ!! ..... لي كم سنة في هذا المسجد، وأُلقيتْ الكثير والكثير من الكلمات فيه ولله الحمد .....
لكن: لأول مرة يأتي داعيةٌ ويتكلم عن سعة رحمة الله، وعظمته .....
الجميعُ يتكلم عن المعاصي والذنوب ويحذر منها - مع أهميتها -.
لكن كلمتُك اليوم أثّرت في الجميع - فيما أحسب - وفيها إظهار لجانب مهم من جوانب العبادة وهو جانب الرجاء ..... فجزاك الله خيرا ..... ) أ. هـ بمعناه.
إعتذار:
الموضوع عن التيسير ..... لكن ما ذكره الشيخ أبوحازم في ثنايا موضوعه .... ذكرني بما تمت كتابته.
¥