5 - أن الله تبارك وتعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها وأما السيئة فمبثلها.
6 - أن الله في محاسبته للعبد في معصيته له إما أن يرحم تفضلاً أو يعاقب عدلا لكنه لا يعاقب ظلماً.
7 - ان الله كتب على نفسه الرحمة وحرم الظلم على نفسه فحكمه تعالى دائر بين الفضل والعدل.
8 - أن الله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده وكلما تقرب إليه عبده تقرب إليه أكثر وزاده هداية وسدادا وتفضلاً وعصمه من شياطين الإنس والجن.
9 - أن الله عز وجل لم يخلق الخلق ليعذبهم أو يحرم عليهم كل شيء فإن هذا لا يليق بصفات كماله وعلمه وحكمته سبحانه وتعالى بل خلقهم لعبادته فتظهر آثار صفاته عز وجل.
10 - أن الله جعل الأصل في المنافع الإباحة فضيق التحريم ووسع الإباحة، وضيق جانب العبادات إلا فيما ورد به التوقيف فأصبح أكثر الأحكام الإباحة حيث لا إثم ولا غضب، ثم المندوبات التي يؤجر عليها المرء إن فعلها ولا يأثم إن تركها تفضلا منه عز وجل وكذا المكروهات التي إن تركها أوجر وإن فعلها لم ياثم وصار أضيق الأحكام الواجبات والمحرمات.
11 - أن الله عز وجل جعل المباحات كذلك سبباً للرحمة فجعلها قربة له إذا حسنت النية فنوم المسلم وأكله وشربه وجماعه كل ذلك يكون عبادة بالنية.
أفلا يسوغ لنا أيها الإخوة أن نتلذذ ونتمتع بصفة الرحمة والمغفرة وأن نسمع من طلاب العلم دروساً ومحاضرات وكتابات يطرح فيها يسر الشرع وسعة رحمة الله ومغفرته وأسباب الوصول إلى محبته ورضاه.
حقيقة شبعت الأمة من التشاؤم وقتل الآمال كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا أرسل رسله يأمرهم أن يبشروا ولا ينفروا نعم كيف لا تكون بعثة أفضل الرسل وأكرم الخلق بشارة وفضل من الله وهل بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليكون عذاباً على أمته وهو الذي يشفع للخلق جميعاً يوم القيامة وهو صاحب المقام المحمود وهو الذي اصطفاه الله من بين خلقه فاكتملت فيه صفات الكمال البشري قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فلماذا نجعل رسالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شقاء علينا وعلى الأمة؟
قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} صدق الله وصدق الرسول حيث يقول: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء أو مع كل صلاة "
فشريعتنا شريعة يسر وشريعة بشارة وشريعة حياة لم يات هذا الإسلام لنشق على أنفسنا ومن حولنا وتكون حياتنا بكاء وحزن ولا عبرة بما ذيذكر في تراجم بعض العباد من كثرة بكائه طوال عمره أو صعقه عند قراءة القرآن أو سماع وعظ او غير ذلك فهذا ليس من سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس هو منهج الصحابة و قد انكره الصحابة والئمة المتبعون للسنة ويكفي أن ننظر في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونقارن بين أحاديث البكاء وأحاديث ضحكه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى تبدو نواجذه لنعلم حينها أن ديننا دين حياة ودين تفاؤل.
كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يلاطف زوجاته ويسابق عائشة ويسمع حديثها الطويل في أم زرع، وتأخذ الجارية بيده فتسير به طرق المدينة ويلاطف الحسن والحسين ويحمل أمامة في الصلاة وينزل من المنبر ليحمل الحسن والحسين ويطيل السجود لأن الحسن أو الحسين فوق ظهره ثم يقول: " إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته ".
ولم يمنعه ذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تبليغ الرسالة والجهاد وقيام الليل حتى تتفطر قدماه والقضاء بين الخصوم واستقبال الوفود وتعليم الناس
وكان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع شدته وقوته وهو أمير المؤمنين يكون في بيته كالصبي.
بينما كثير منا يدخل البيت أسداً ويخرج أسداً، وهو كذلك مع جيرانه كأنه قنفذ ممنوع اللمس والاقتراب والزيارة يعيش في برج لا يمكن اقتحامه فهو لا يجد الوقت لأن يزور أو يزار أو يحضر مناسبات الجيران أو العائلة والسبب أنه يحمل هم الأمة وهو لا يقدم للأمة شيئاً بل حاله كقول الشاعر:
فإني وأني ثم إني وإنني إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعاً
إن من لا يحسن أن يحمل هم نفسه وأهل بيته ويعيش في بيت ينجح في إعداده وتربيته وتقويم سلوكه فلن ينجح في تهيئة الأمة.
¥