تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

.. وأما قولكم أظنه قيل بعد السنة: فهذا الذي وقع منكم موقع الظن، وصغتموه بصيغة التمريض، هو الواقع فإنه ليس من السنة أن يعتاد الرجل كلما صلى تطوعاً رفع يديه يدعو الله عز وجل، حتى ليكاد يجعله من الواجب، كما يفعله كثير من العامة ويشعر في نفسه أنه في هذه الحال أقوى رجاء، وأكثر قرباً، وأشد إنابة إلى الله من دعائه في الصلاة.

بل السنة لمن أراد أن يدعو الله عز وجل من المصلين أن يكون دعاؤه قبل السلام مثل أن يجعله في السجود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" (1)، أو يجعله بعد التشهد قبل السلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود (2) - رضي الله عنه - حين علمه التشهد وقال: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء"، أو قال: "ما أحب".

... وكما أن الدعاء قبل السلام مقتضى ما دلت عليه السنة، فهو أيضاً مقتضى النظر الصحيح، فإن دعاء المصلي ربه حين مناجاته له أولى من دعائه إذا انصرف من صلاته، وانقطعت المناجاة.

... وأما قولكم: ما دام الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبة فلماذا لا ترفع الأيدي في هذه المواطن وغيرها؟

... فالدعاء بين الأذان والإقامة لا ينكر، ورفع اليدين فيه من القسم الرابع، ولكن الناس إذا صلوا النافلة بعد الأذان ثم دعوا لا يقصدون بذلك أنهم دعوا من أجل أن هذا وقت إجابة لكونه بين الأذان والإقامة، وإنما يدعون من أجل أنهم صلوا هذه النافلة ويدل على ذلك أمور:

الأول: أنهم يدعون بعد النافلة التي بعد الفريضة وليس هذا بين الأذان والإقامة.

الثاني: أنهم يدعون بهذا الدعاء أحياناً وإن لم يسلموا إلا بعد الإقامة كما نشاهدهم ويشاهدهم غيرنا وليس هذا بين الأذان والإقامة.

الثالث: أن الكثير منهم إذا دعا بعد الأذان بما يشرع الدعاء به كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة له لا تكاد تراه يرفع يديه بل ربما أنكر على من رفع يديه في هذا الدعاء مع أن هذا من القسم الرابع فالله المستعان.

مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 13\ 192. [/ quote]

هل نفهم من كلام شيخنا رحمه الله تعالى جواز رفع اليدين بعد صلاة المكتوبة أو النافلة؟

ـ[الشيشاني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:51 ص]ـ

إخواني في الله!

بما أنه قد ذُكرت هنا مسألة رفع اليدين في دعاء الخطبة، أريد أن أنقل كلاما مفيدا لشيخنا عبد الله بن جبرين - حفظه الله تعالى - قد يكون فيه جواب لما تساءل به بعض الإخوة:

"س: يقول السائل: ما حكم رفع اليدين في الدعاء وهل هناك أوقات يشرع فيها رفع اليدين وأوقات لا يشرع فيها؟

رفع اليدين سنة، وهو من أسباب إجابة الدعاء وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يدعو رفع يديه في كل دعاء غالبا، في الاستسقاء وفي غيره يرفع يديه إلى صدره أو إلى منكبيه، ورغب في ذلك وجعله من أسباب إجابة الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا أي: خاليتين.

وكذلك رفع يديه لما أراد أن يدعو على قوم، ورفع يديه لما طلب منه أبو موسى أن يدعو لأخيه الذي قتل شهيدا، فرفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ودعا، وفي ذلك أحاديث كثيرة تدل على أن رفع اليدين في الدعاء سنة، في كل الأدعية حتى في أدعية الخُطَبِ وما أشبهها لعموم الأدلة". انتهى

طبعا هنا لابد وأن الشيخ يقصد المستمعين للخطبة ولا يقصد الخطيب، ففيه نص ثابت معروف.

ويمكن قراءته وسماعه في موقع الشيخ هنا ( http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=123&toc=7516&page=6606&subid=27819)

الأخ الكريم عادل: لا جواب عندي لسؤالك، وبارك الله في الجميع.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير