ـ[أم رناد]ــــــــ[09 - 09 - 09, 10:11 م]ـ
رفع الله قدركم جميعا و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة
باختصار أود أن أسأل سؤالين:
الأول: إن الأصل في المسلم أنه لا يترك كتاب الله فهو دائم التلاوة له آناء الليل والنهار، دائم الاستدلال به في أمور حياته
فلابد من دليل بيّن وقوي، صحيح وصريح حتى نخرجه من هذا الأصل (أثناء الحيض)
فمن يأتيني به؟
الثاني: كيف نذهب إلا أن الأحوط هو عدم مس المصحف للحائض؟
وهل يكون الأحوط بترك عبادة من أجل العبادات وقربة من أعلى القربات إلى الله عزوجل؟
ومن أشد الأسباب المعينة لاطمئنان النفس وسعادة القلب
باله عليكم كيف تتركه المسلمة طوال أيام حيضتها
ألا يكفيها ترك الصلاة والصوم؟
فيامن استدللتم بقول الصحابة (إن صح الدليل)
إن رسولكنا صلى الله عليه وآله وسلم لم يحرم على عائشة القرآن عندما حاضت في الحج
وإن ما حرمه عليها فقط هو الطوافالذي هو بمثابة الصلاة
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 05:50 م]ـ
لعل في هذا المبحث رد لتساؤل أختنا أم رناد
حيث وقعت يدي على بحث دقيق حول جواز تلاوة القرآن ومسه للحائض والنفساء
وقبل أن أعرض البحث أود أن نناقش معا قول الله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لا يمسه إلا المطهرون} الواقعة 78 - 79
ولنتساءل:
- ما المقصود بالكتاب المكنون؟
- ومن المقصود ب {المطهرون}؟
لقد راجعت عددا كثيرا من كتب التفسير فوجدت أنهم قد قالوا:
أن المقصود بالكتاب المكنون القرآن المحفوظ في السماء
أما المقصود ب {المطهرون} فهم الملائكة
هذا الطبري يقول: وقوله: (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) يقول تعالى ذكره: هو في كتاب مصون عند الله لا يمسه شيء من أذى من غبار ولا غيره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل تفسير الطبري - (ج 23 / ص 149)
واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (إِلا الْمُطَهَّرُونَ) وذكر أن ابن عباس سعيد ابن جبير ومجاهد عكرمة و أبي العالية قالوا هم الملائكة
ثم قال: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) ذاكم عند ربّ العالمين، فأما عندكم فيمسه المشرك النجس، والمنافق الرَّجِس.
و عن قتادة، قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) قال لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسيّ النجس، والمنافق الرجس
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 151)
وابن كثير ذكر نحو ما ذكره الطبري تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 545)
وقال البغوي: {لا يَمَسُّهُ} أي ذلك الكتاب المكنون، {إِلا الْمُطَهَّرُونَ} وهم الملائكة الموصوفون بالطهارة، يروى هذا عن أنس، وهو قول سعيد بن جبير، وأبي العالية، وقتادة وابن زيد: أنهم الملائكة، وروى حسان عن الكلبي قال: هم السفرة الكرام البررة.
و
روى محمد بن الفضيل 152/أ عنه لا يقرؤه إلا الموحِّدون. قال عكرمة: وكان ابن عباس ينهى أن يمكن اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
قال الفَّراء: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به (1).
وقال قوم: معناه لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات، وظاهر الآية نفيٌ ومعناها نهي، قالوا: لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا المحدث حمل المصحف ولا مسُّهُ، وهو قول عطاء وطاووس، وسالم، والقاسم، وأكثر أهل العلم، وبه قال مالك والشافعي.
وقال الحكم، وحماد، وأبو حنيفة: يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه. والأول قول أكثر الفقهاء.
تفسير البغوي - (ج 8 / ص 23)
وإلى مثل ذلك أو قريب منه جاء في الألوسي والبحر المحيط وفتح القدير
ولخص ابن الجوزي ورتب المسألة كعادته قال:
قوله تعالى: {في كتاب} فيه قولان.
أحدهما: أنه اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه المصحف الذي بأيدينا، قاله مجاهد، وقتادة.
وفي «المكنون» قولان.
أحدهما: مستور عن الخلق، قاله مقاتل، وهذا على القول الأول.
والثاني: مصون، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون} من قال: إنَّه اللوح المحفوظ. فالمطهرون عنده: الملائكة، وهذا قول ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير. فعلى هذا يكون الكلام خبراً.
ومن قال: هو المصحف، ففي المطهرين أربعة أقوال.
¥