تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو عبداللَّه محمد بن إدريس قدس اللَّه روحه:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور

ونور اللَّه لا يهدى لعاصي

* نور اللَّه والمعصية لا يجتمعان في قلب واحد:

إذاً نور اللَّه، والمعصية لا يجتمعان في قلب امرئ أبداً، فحيث كان في القلب أحدهما فلا مكان للآخر.

فإذا شكوت سوء حفظ، أو عدم فهم؛ فلعمر إلهك إنها الذنوب، فكم قطعت بطالب علم، وأثقلته وأقعدته (؟!) وكم أوقرت من أذن، وجعلت على بصر غشاوة (؟).

فالزم حماك اللَّه حمى التقوى؛ تكن في طلب العلم أقوى.

((سئل أبو هريرة رضي الله عنه عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقاً ذا شوك (؟) قال: نعم، قال:كيف صنعت (؟) قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه، أو جاوزته، أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى.

وأخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال:

خل الذنوب صغيرها

وكبيرها فهو التقى

واصنع كماش فوق أر

ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة

إن الجبال من الحصى

قال ابن رجب رحمه اللَّه: وأصل التقوى: أن يعلم العبد ما يتقي ثم يتقي، قال عون ابن عبد اللَّه: تمام التقوى أن تبتغي علم ما لم يعلم منها إلى ما علم منها)) (5).

قال الشاعر:

وبالتقى تغنم الإصلاح في عمل

وتستفيد به علماً بلا سهر

ونفع ذلك لا يحصى له عدد

ونص ذلك في آي الكتاب قُري

يتبع إن شاء الله

ــــــــــــــــــ

(1) سورة البقرة الآية: (282).

(2) سورة الحج الآية: (46).

قال بشار بن برد الشُعبي

عميت جنيناً والذكاء من العمى

فجئت عجيب الظن، للعلم موئلا

وغاض ضياء العين للعلم رافداً

لقلب إذا ما ضيع الناس حصَّلا

قلت (العمروني): مما من شكٍّ أن بشار بن برد ـ أعمى البصيرة ـ مخطىء في نسبة الذكاء إلى العمى فليس الذكاء كما يقول من العمى، فقد عمي جنيناً وأعمى الله بصيرته كبيراً فجمع الله له بين الاثنين عياذاً بالله رب العالمين فقد كان شعوبياً إبليسيّاً يؤثر عبادة النار على الواحد القهار ويفضل إبليس على آدم عليه السلام، وقد نص الله في كتابه أنه لا يلزم من عمى العين عمي البصيرة وقد يجتمعان كما هو حال بشار وحينئذ ليس لمن هذا حاله عند الله إلا النار عياذاً به تعالى.

(3) سورة ق الآية: (37).

(4) ابن قيم الجوزية (الداء و الدواء) (فصل آثار المعاصي).

(5) ابن رجب الحنبلي (جامع العلوم والحكم) (1/ 402) تحقيق شعيب الأرناؤوط، و إبراهيم باجس.

ضبح العاديات -وكتب أبو عبيد العمروني

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 01 - 08, 01:29 ص]ـ

فتح الله عليك وجزاك خيراً ونفعنا بما قلت.

ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[10 - 01 - 08, 01:45 ص]ـ

وما العين التي تعمى إذا نظرت

بل القلوب التي يعمى بها البصر

الله المستعان .... نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى

جزاكم الله خيراً

ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 07:40 م]ـ

أبو يوسف التواب .. رفع الله قدرك وزادك من فضله

محبة لطيبه .. وجزاكِ ووقاكِ حر السموم

الإحسان

ثانياً: الإحسان: لقوله تعالى: {. . . وَكَذَلِكِ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (1)، وذلك بعد ما أخبر سبحانه عن يوسف وموسى عليهما السلام، وما آتاهما من العلم، وأصبغ عليهما من الفضل.

والإحسان كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، ومسلم ابن الحجاج، وأصحاب السنن: ((أن تعبد اللَّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) (2).

وليس المراد، ولا المقصود بالعبادة ههنا ما قد علمت، وعملت فحسب، بل العبادة: ((اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال، والأعمال الباطنة والظاهرة)) (3).

واقرأ إن شئت قوله تعالى: {. . . وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (4)، فهذا من العبادة؛ أي: مما يحبه اللَّه ويرضاه.

قال ابن رجب رحمه اللَّه تعالى: ((قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تفسير الإحسان: ((أن تعبد اللَّه كأنك تراه. . . إلخ)) يشير إلى أن العبد يعبد اللَّه على هذه الصفة، وهي استحضار قربه، وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية، والخوف، والهيبة، والتعظيم، كما جاء في رواية أبي هريرة: ((أن تخشى اللَّه كأنك تراه)).

ويوجب أيضاً النصح في العبادة، وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها)) (5).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير