تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بإسناد صحيح لكن فيه انقطاع بين عمرو بن دينار ويعلي، وروى ابن خثيمة من طريق ابن سيرين قال:- قدم رجل من اليمن فقال: رأيت باليمن شيئا يسمونه التأريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا، فقال عمر هذا حسن فأرخوا) وقال ابن كثير في البداية والنهاية:- قال الواقدي وفي ربيع الأول من هذه السنة أعني سنة ست عشرة كتب عمر بن الخطاب التأريخ، وهو أول من كتبه)

خامساً:- سبب التأريخ عند المسلمين

ذكر في ذلك أكثر من سبب، ولا تعارض بينها ولا مانع من وقوعها جميعا، فتكون كلها أسبابا لبداية التأريخ عند المسلمين، وقد تقدم ما ذكره الحافظ ابن حجر عن ابن سيرين قال:- قدم رجل من اليمن فقال:- رأيت باليمن شيئا يسمونه التأريخ يكتبونه عام كذا وشهر كذا، فقال عمر هذا حسن فأرخوا)

وقال ابن الأثير:_ وسبب ذلك أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تأريخ، فجمع عمر الناس للمشورة، فقال بعضهم: أرخ بمبعث النبي، وقال بعضهم:- بمهاجرة رسول الله، فقال عمر:- بل نؤرخ بمهاجرة رسول الله، فإن مهاجرته فرق بين الحق والباطل) قاله الشعبي, وقال ابن كثير في البداية والنهاية:-

وقد ذكرنا سببه في سيرة عمر، وذلك أنه رفع إليه صك مكتوب لرجل على آخر دين يحل عليه في شعبان، فقال: أي شعبان؟ أمن هذه السنة؟ أم التي قبلها؟ أم التي بعدها؟ ثم جمع الناس فقال:- ضعوا للناس شيئا يعرفون فيه حلول ديونهم، فيقال أنهم أرد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم, كلما هلك ملك أرخومن تاريخ ولاية الذي بعده، فكرهوا ذلك، ومنهم من قال:- أرخوا بتاريخ الروم من زمان ابن اسكندر, فكرهوا ذلك،

وقال قائلون:- أرخوا من مولد رسول الله، وقال آخرون:- من مبعثه علية السلام، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون:- أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث، فاستحسن ذلك عمر والصحابة. فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

سادساً:- من أي الشهور أرخوا التأريخ؟

قال الإمام البخاري في صحيحة في كتاب مناقب الأنصار:- باب التأريخ من أين أرخوا التأريخ، ثم قال:- حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز عن أبيه عن سهل بن سعد قال:- ما عدوا من مبعث النبي ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة) قال الحافظ ابن حجر:- قوله (مقدمه) أي زمن قدومه، ولم يرد شهر قدومه، لأن التاريخ إنما وقع من أول السنة)

قال ابن كثير:- وأرخوا من أول السنة من محرمها، وعند مالك رحمه الله فيما حكاه عنه السهيلي وغيره أن أول السنة من ربيع الأول لقدومه عليه السلام إلى المدينة، والجمهور على أن أول السنة من المحرم، لأنه أضبط، لئلا تختلف الشهور، فإن المحرم أول السنة الهلالية العربية.

وقال ابن الجوزي:- ((ولم يؤرخوا بالبعث لأن في وقته خلافا، ولامن وفاته لما في تذكره من التألم، ولامن وقت قدومه المدينة, وإنما جعلوه من أول المحرم, لأن ابتداء العزم على الهجرة كان فيه, إذ البيعة كانت في ذي الحجة, وهي مقدمة لها, وأول هلال هل بعدها المحرم, ولأنه منصرف الناس من حجهم فناسب جعله مبتدأ))

قال ابن حجر معلقاً على هذا الكلام:- ((وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم))

سابعاً:- التأريخ الهجري القمري هو التأريخ الشرعي:-

يجب على المسلم أن يعلم أن التاريخ الهجري المرتبط بالهلال هو التاريخ الشرعي الصحيح الذي شرعه الله تعالى لجميع الشرائع، إلا أن اليهود والنصارى تركوه وابتدعوا التأريخ الشمسي والميلادي كما سيأتي بيانه،

قال القرطبي رحمه الله في جامع أحكام القرآن: في تفسير قوله تعالى ((إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله)) هذه الآية تدل على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقبط، وإن لم تزد على اثني عشر شهراً، لأنه مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين، وإن كان منها ما ينقص

والذي ينقص لا يتعين له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير