تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسيره لنفس الآية (فأخبر الله أن هذا هو الدين القيم، ليبين أن ما سواه من أمر النسيء وغيره من عادات الأمم ليس قيما، لما يدخله من الانحراف والاضطراب) وقال رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للحج .... ) فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم، وخص الحج بالذكر تميزا له ولأن الحج تشهده الملائكة وغيرهم، ولأنه يكون في آخر الحول، فيكون علما على الحول كما أن الهلال علم على الشهر)

وقال ابن القيم رحمه الله:-

(ولهذا كانت أشهر الحج والصوم والأعياد ومواسم الإسلام إنما هي على حساب القمر وسيره ونزوله، لا حساب الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمهٌ، وحفظاً للدين لاشتراك الناس في هذا الحساب، وتعذر الغلط والخطأ، فلا يدخل في الدين من الاختلاف والخطأ ما دخل في دين أهل الكتاب) وقال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في بيان ابتداع اليهود والنصارى للتأريخ الشمسي:- ((وقد بلغني أن الشرائع قبلنا أيضا إنما علقت الأحكام بالأهلة وإنما بدل من بدل من أتباعهم، وما جاءت به الشريعة هو أكمل الأمور وأحسنها وأبينها وأصحها وأبعدها من الاضطراب، وذلك أن الهلال أمر مشهود مرئي بالإبصار ومن أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار، ولهذا سموه هلالا، لان هذه المادة تدل الظهور والبيان إما سمعا وإما بصرا))

وقال رحمه الله أيضا عن بعض المتشبهين بالنصارى في توقيت صيامهم (وكل ذلك بدع أحدثوها باتفاق منهم خالفوا بها الشريعة التي جاءت بها الأنبياء، فان الأنبياء ماوقتوا للعبادات إلا بالهلال، وإنما اليهود والنصارى حرفوا الشرائع تحريفا ليس هذا موضع ذكره)

ثامناً:- نشأة التأريخ الميلادي الشمسي المبتدع:-

كان التأريخ معروفا عند الرومان منذ 750 سنة قبل ميلاد المسيح، وكان هذا التقويم قمريا، حتى سنة 46 قبل الميلاد، حين استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري (سوريجن) وطلب منه وضع تأريخ حسابي يؤرخ به، فوضع له تأريخا مستندا إلى السنة الشمسية، وبقي هذا التأريخ معمولا به في أوربا وغيرها حتى القرن السادس أو الثامن من ميلاد المسيح، عندما رجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية نسبه إلى ميلاد المسيح عيسى، وأن تكون بدايته (يناير ميلادي) وهو يوم ختان المسيح، وكان ميلاده في (25 ديسمبر) لكنه لم يكن كامل الدقة فأجرى عليه تعديلات جديدة من بابا النصارى (جرريجوري الثالث عشر) لتلافي الأخطاء الواقعة، وذلك في سنه 1582، ثم انتشر العمل به في اغلب الدول النصرانية بعدا أن كان انتشر العمل به في الكنيسة الغربية (المذهب الكاثوليكي) فقط، ومازال هذا التأريخ الشمسي الميلادي المبتدع ينتشر حتى صار معمولا به في أغلب الدول الإسلامية إلا من رحم الله، وترتب على ذلك الزهد بالتأريخ الهجري الشرعي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تاسعاً:- أهمية التمسك بالتأريخ الهجري:-

إن من الواجب على المسلمين حكومات وشعوبا الاعتزاز بتأريخهم الهجري والتمسك به والتأريخ به وعدم التأريخ بالتأريخ الميلادي لعدة أمور، ومن أهمها:

1 - لأن العمل بالتاريخ الهجري دين يتقرب به العبد إلى الله لارتباطه بالهلال الذي ترتبط به الكثير من العبادات والأحوال الشخصية والمعاملات كالصوم والعيدين ووجوب الزكاة، والبلوغ والتكليف وعدة المطلقة والإجار ومواعيد الديون وغيرها، ومن القواعد الشرعية:- (مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب) وقد قال الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) و قال تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)

وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنه ما فال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:- إذا رأيتموه – أي الهلال _ فصوموا وإذا رأيتموه فافطروا)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير