2 - القدر:- مثل قدر صلاة الظهر أربع ركعات.
3 - الزمن:- كأوقات الصلاة والصيام والحج
4 - المكان:- مثل مشاعر الحج (منى – مزدلفة – عرفات)
5 - الجنس:- مثل بهيمة الأنعام في الأضحية والهدي.
6 - السبب:- وهو ما يتعلق ببحثنا هذا، فأي عبادة وجد سببها في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلها، ففعلها بدعة محدثة، مثل الاحتفال بالمولد النبوي وغير ذلك، ولا يعتذر عن ذلك بقول بعضهم عند فعل البدع (إنما أردنا التقرب إلى الله بعبادته)
فإن الله تعالى بعث إلينا نبياً يعلمنا ويدلنا على مايحبه ويرضاه من العبادات والأعمال الصالحة.
ولذلك خرج ابن وضاح عن الأعمش أنه ذكر لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن ناسا بالكوفة يسبحون بالحصى بالمسجد، فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوما من الحصى، قال:- فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول:- لقد أحدثتم بدعة وظلما، وقد فضلتم أصحاب محمد علما) وقال الشاطبي:- في كتابه الاعتصام:- الباب الخامس:- في أحكام البدع الحقيقية والإضافية والفرق بينهما، ثم قال:- ومن البدع الإضافية التي تقرب من الحقيقية:- أن يكون أصل العبادة مشروعا ألا أنها تخرج عن أصل شريعتها بغير دليل توهما أنها باقية على أصلها). ومثال ذلك أن يقال:- إن الصوم في الجملة مندوب إليه لم يخصه الشارع بوقت دون وقت ولا حد فيه زمان دون زمان، ماعدا ما نهي عن صيامه على الخصوص كالعيدين وندب إليه على الخصوص كعرفة وعاشوراء، فإذا خص منه يوما من الجمعة بعينها، أو أيام من الشهر بأعيانها، لا من جهة ما عينه الشارع، كيوم الإربعاء مثلاً ُفي يوم الجمعة , والسابع والثامن في الشهر، وما أشبه ذلك ,فلا شك أنه رأي محض بلا دليل،
ضاهى به تخصيص الشارع أيام بأعيانها دون غيرها، فصار التخصيص من المكلف بدعة، إذ هي تشريع بغير مستند)
قلت:- (وعلى هذا تدور بدع ومحدثات نهاية السنة وبدايتها, حيث أنه تخصيص أيام بعينها للاستغفار أوالدعاء أو المحاسبة, وهذا التخصيص رأي محض بغير دليل من الكتاب ولا من السنة, فأصبحت بهذا بدعة محدثة يجب الحذر منها والابتعاد عنها, وفي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الخير والكفاية والتمام والكمال.
إذا علم ذلك فإليك بعضاً من البدع والمحدثات في نهاية السنة الهجرية:-
1/ختم السنة بالاستغفار أو الأعمال الصالحة في آخر يومٍ منها.
2/تعظيم آخر جمعة من السنة بالاستغفار أو الدعاء.
3/اعتقاد أن هناك صحائف لأعمال الإنسان تطوى في آخر السنة.
4/أمر الناس وحثهم على محاسبة أنفسهم في آخر السنة.
وإنما كانت هذه الأمور من البدع لأن الشارع لم يجعل نهاية السنة ميداناً لمحاسبة النفس, ولم يثبت فضيلة للاستغفار أو الدعاء أو الأعمال الصالحة في آخر يوم أو جمعة من السنة, ولم يثبت أيضاً أن صحائف الأعمال الصالحة تطوى نهاية السنة.
قال الشيخ بكر أبو زيد:- إن اختراع أدعية وأذكار مرتبه لبعض الأزمان من ساعة أو يوم، أو ليله، أو أسبوع، أو شهر، أو عام، لم يقم عليها دليل , يكون بدعةً في الدين وتعبداً بما لم يأذن به الشرع الكريم,
ويجر إلى مضارعة للكافرين من اليهود والنصارى والوثنين في تقديسهم بعض الأزمان الحولية فما دونها وما يحدثونه فيها من الأذكار والترانيم ,ثم قال وفقه الله:- دعاء آخر السنة:- لم يثبت في الشرع شيئاً من دعاء أو ذكر لآخر العام وقد أحدث الناس فيه من الدعاء،ورتبوا مالم يأذن به الشرع فهو بدعةً لا أصل له.
· بدع ومحدثات بداية السنة الهجرية:-
1 - أذكار بداية السنة، قال الشيخ بكر أبو زيد:- دعاء أول السنة لا يثبت في الشرع شيء من ذكر أو من دعاء لأول العام، وهو أول يوم أو ليلة من شهر محرم، وقد أحدث الناس فيه من الدعاء والذكر والذكريات وتبادل التهاني وصوم أول يوم من السنة وإحياء ليلة أول يوم من محرم بالصلاة والذكر والدعاء، وصوم أآخر يوم من السنة إلى غير ذلك مما لا دليل عليه.
¥