2 - لإجماع الصحابة على العمل بهذا التأريخ ولا تجتمع الأمة على ضلاله، وينبغي أن يلاحظ في إجماعهم عدة أمور:- أن الصحابة سموه تأريخا إسلاميا، واعتبروه رمزا إسلاميا ولذلك ربطوه بيوم الهجرة العظيمة، وإنهم كرهوا تواريخ الأمم الأخرى ومن ضمنها التأريخ الميلادي، وأيضا فإن هذا التأريخ لم يكن لعباداتهم فحسب، بل لعباداتهم ومعاملاتهم ودينهم ودنياهم ويؤكد لك ما تقدم ذكره من أن سبب وضعه كان أمرا دنيويا.
3 - لأنه من وضع وأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وسنته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:- فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ) رواه أحمد أبو داود الترمذي
4 - أن الأمة الإسلامية بسلفها وخلفها وأئمتها وأعلامها تعاقبت على هذا التأريخ جيلا بعد جيل، ولم تعمل بالتأريخ الميلادي إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية ودخول الاستعمار الصليبي لبلاد المسلمين عام 1340 من الهجرة.
5 - لارتباط هذا التأريخ بحدث عظيم له تأثير الكبير على قيام دولة المسلمين وعزهم واستقلاليتهم عن المشركين
6 - لأنه سبب كبير في عز الأمة واستقلاليتها وتميزها عن باقي الأمم الكافرة، ومما يؤكد ذلك أن أول الأعمال التي قام بها من قضوا على الخلافة العثمانية في تركيا هو:- إ حلال التأريخ الميلادي النصراني محل التأريخ الهجري الإسلامي.
7 - لأن للتأريخ الهجري تأثيرا كبيرا على عقيدة الولاء للمؤمنين، والبراءة من اليهود والنصارى والمشركين، ولذلك عد بعض العلماء:- التأريخ بالتأريخ الميلادي النصراني من موالاة النصارى.
8 - لسهولة التأريخ الهجري ويسره ووضوحه، والله تعالى يقول (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ويقول (ما جعل عليكم في الدين من حرج)
9 - لارتباط التاريخ الميلادي بعقيدة النصارى ودينهم، وهو ولادة المسيح ابن الله في زعمهم وعقيدتهم وتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
10 - لأن التأريخ الميلادي الشمسي يقترن بتمجيد اثني عشر إلها مزعوما من آلهة الرومان الأسطورية، وعلى سبيل المثال لا الحصر:-
شهر (يناير) وهو اسم إلههم يانوس، وهو إله الشمس
شهر (مارس) وهو إله الحرب وحامي الرومانيين عندهم. وكذلك اسم الأيام تقترن بتمجيد الهتهم المزعومة.
يوم الأحد ( sunday ) معناه:- الشمس المقدسة يوم الثلاثاء ( tusday) وهو اسم الإله عندهم (تير)
* شبهتان والجواب عليهما:-
1 - العمل بالتأريخ الميلادي الشمسي لأنه يدور مع الفصول الأربعة دورة ثابتة، تسهل على الفلاحين والصيادين والمسافرين وغيرهم مواعيد أعمالهم وهذا غير متيسر بالتأريخ الهجري.
والجواب عليها:- أن المسلمين يستعملون البروج كالحمل والثور والجدي وغيرها في هذه الأمور الدنيوية وكل برج بعدد ولا يتغير وقته، وهذه البروج معروفه عند العرب من قديم، واكتفوا بها عن التأريخ الميلادي الشمسي وبها كانوا يعرفون وقت النتاج والتأبير وغير ذلك.
2 - أن التأريخ الميلادي يحدد المواعيد الهامة مثل مواعيد المستشفيات والزواجات وغيرها وهذا لا يتيسر في التأريخ الهجري لارتباطه بالهلال.
والجواب عليها:- أن الحل تحديد المواعيد بتحديد الأيام كالأحد أو الخميس، وهكذا مع التأريخ الهجري، وإذا حدث اختلاف في التاريخ فإنه سيكون طفيفا جدا، ولا يتجاوز رقما أو رقمين عادة، ويكون علاجه وتصحيحه بتحديد اليوم باسمه، ولا حاجة حينئذ للتأريخ الميلادي الذي يترتب على التأريخ به مفاسد كثيرة، مقابل ما يترتب على التأريخ به من مصالح قليله، يمكن تحصيلها ببدائل أخرى سالمة من كل مفسدة.
عاشراً:- بدع محدثات في نهاية السنة الهجرية وبدايتها:-
قبل ذكر هذه البدع والمحدثات، لابد أن نبين أنه مامن عمل صالح إلا ويشترط فيه شرطان هما:-
1 - الإخلاص لله تعالى كما قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)
2 - المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم كما روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منة فهو رد). وفي رواية لمسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
3 - وقد قال العلماء لابد من موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة في ستة أمور:-
1 - الصفة:- مثل صفة الصلاة والحج.
¥