تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله بدون علم، احتمال نعم لكن ما تستطيع أن تجزم، عائشة رضي الله عنها جاءتها عمرة بنت عبد الرحمن تابعية جليلة وقالت:"لها يا أماه، ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة"، الآن لما تأتي تسمع واضح الجواب، أن الصوم لا يشق قضاؤه والصلاة يشق قضاؤها، ماذا قالت لها عائشة:"أحروريّة أنتِ؟ "

هجمت عليها مباشرة وهي تابعية امرأة صالحة حافظة لكتاب الله وعاء من أوعية العلم، كانت حافظة للكتاب والسنة رحمها الله برحمته الواسعة، قالت لها:"أحروريّة أنتِ؟ " يعني هل أنتِ من الخوارج؟، اللذين يتنطعون في الدين، كيف أم صالحة وصحابية جليلة تقول لمثل هذه المرأة، كل هذا؟،

هذا أسلوب تربوي، أن العالم يضغط على طالبه ولذلك بعض العلماء تجد منهم بعض التصرفات الشديدة، والله إنهم ليحبون طلاّبهم في بعض الأحيان أكثر من أولادهم ومن قرابتهم، لكنهم يحبون الأدب والطبيب إذا عالج أوجع، فلما بلغ المبلغ الأدب مع الله قالت لها:"أحروريّة أنتِ؟ "، ولذلك كان السلف رحمهم الله يقفلون هذا الباب ولا يفتحونه، ووالله إني لأعرف من الوالد -والله يسألني على ما أقول - يشتد غضبه إذا دخل في مثل هذه الأمور، لماذا ختمت الآية {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}؟، ليش ما قال حكيم عليم؟، ولماذا قدّم عليم وأخّر حكيم؟، ما هذا ما كانوا يقبلون هذه الأسئلة، العلم أن تبلّغ ما سمعت من السّلف، وتبلّغ المأثور فإن خرج العبد إلى تكلّفات وآراء واستنباطات لا تنبني على أصول فقد تقحّم فيما هو في عافية منه، فنسأل الله أن يعافيه مما هو قادم عليه، سيُسأل أمام الله عما يقوله.

فلا نريد أن يتعوّد طالب العلم هذا، نريد طالب علم يفتح صدره لكتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويصغي بأذنه ويأخذ الأنوار ويضبطها من الكتاب {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}، ويهتدي بهداية الكتاب والسنة، ويشتغل بما ينفعه من حفظ العلم وضبطه والتسليم لله عز وجل، ولذلك إذا سار على هذا أفلح وأنجح وصلح له أمر دنيه ودنياه وآخرته، ولذلك تجد البعض الذي يتكلف هذه المسائل يجاب في مسألة ثم الثانية ثم يستدرجه الله حتى يأتي إلى مسألة لا يجد لشيخه فيها جواباً، وعندها يقف عند المعضلة، فنسأل الله السلامة والعافية يتسلط عليه الشيطان وتبقى هذه المسألة تحوك وتدور في قلبه وتحوك وتدور ومن قرأ تراجم بعض العلماء وكيف أن بعضهم وجهوا ونهو عن ذلك حتى ذهب ما في قلوبهم بالنهي عن الدخول في هذه المسائل، فانشرحت صدورهم بعد أن كانت مغلقة بسبب تسلط الشيطان بمثل هذه التكلّفات، فعليك يا طالب العلم بالسّمع والطّاعة وإن لم يسمع العبد لربه فلمن يسمع، وإن لم يطع الله فمن يطيع، فهذا العلم ميراث يؤدى كما سمع، لا يتكلف به بالتّكلّفات ولا يتنطع فيه بالتنّطعات، "ومن شاد هذا الدين فقد غلبه"، فلسنا بحاجة إلى التأويلات والتكلفات، وعلى كل حال أمور العبادة كلّها توقيفيّة، يقول لك إذا زالت الشمس صلِ أربعاً ثم هذه الأربعة تسرّ فيها كلها ما تجهر، ثم إذا غربت الشمس صلِ ثلاثاً تجهر في اثنتين وتسرّ في واحدة، ثم إذا غاب الشفق تصلي أربعاً تجهر في اثنتين وتسر في اثنتين، ثم إذا طلع الفجر تصلِ اثنتين تامّتين تجهر فيهما، جعل الجهر في اثنتين كاملتين وجعل الإسرار في أربع تامة مرتين، وجعل الجهر تارة والإسرار تارة في عدل في العشاء اثنتين مقابل اثنتين، وجعل الجهر أكثر من الإسرار في المغرب، هذا أمر ما تستطيع أن تدرك علّته، وقال لك: توضأ فاغسل ثلاثة أعضاء وامسح عضواً واحداً، وأدخل الممسوح بين مغسولين، توضّأ فاغسل وجهك ويديك إلى مرفقيك، واغسل رجليك ولكن رأسك امسحه، يأتي واحد ويقول ليش ما أغسل رأسي؟، ولماذا أمسح رأسي بين غسل رجلي ويدي؟ ما يستطيع أحد أن يجيبك، لأن هناك منهجية وهي منهجية التسليم ولله المثل الأعلى فلو أمر السيد عبده بأمر من الأوامر وهو مخلوق مع مخلوق له حق الملكية التي سلطه الله عليها كما قال تعالى: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، يقول له: قم وضع هذا هناك، قال له: لماذا أضع هناك ليش ما أضعه هنا؟، ماذا يفعل به؟، يقوم يبطش به وهو مخلوق ضعيف ولربما يكون الحق مع العبد ومع المأمور، لكن الله أبداً لأنك ما تستطيع أن تستدرك على الله ولذلك تقول سمعنا وأطعنا علمنا أو لم نعلم، {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}، فنسأل الله العظيم أن يرزقنا التسليم، نسأل الله أن يصرف عنا التكلف في العلم بما لا يعنينا، وأن نشتغل بما لا يرضيه عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه والله تعالى أعلم.

ـ[أبو مشاري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:36 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

سمعت الشيخ الدكتور سعد الشثري وقد سئل في دروسه في الحرم المكي في شهر رمضان 1428هـ

عن حكم نتف الشعر النابت فوق الحاجب، فسكت قليلا ثم قال: هذا مسألة تحتاج إلى فتوى و احتهاد و الله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير