تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - أن يعرف اصطلاحات المؤلف الخاصة إذ ربما يكون له اصطلاح خاص في الحديث أو الفقه أو الأصول يخالف فيه المشهور وأكثر ما يقع الغلط في فهم كلام العلماء إنما يكون بهذا السبب وهو أن يبني القاريء ما قرأه من كلام العالم على ما يفهمه هو من اصطلاح وهذا كما يقع في كلام أهل العلم يقع في نصوص الكتاب والسنة فينزل بعضهم اصطلاحات المتأخرين على نصوص الكتاب والسنة فيقع الخطأ في فهم النص فكذا في كلام العلماء فينبغي أن يعرف المرء اصطلاحات ذلك العالم في ذلك الفن مثلا ماذا يريد بقوله في الراوي مجهول وماذا يريد بقوله لا أعرفه أو شيخ أو حديث حسن أو مرسل أو شاذ أو الواجب او المكروه أو الإجماع أو غير ذلك في مختلف الفنون.

3 - جمع آراء العالم في تلك المسألة من مجموعة من مؤلفاته فلا يكتفي بأخذ نص في كتاب ربما يكون مجملاً قد فصله في مواضع من كتبه فإن العالم ربما يكتفي بما ذكره في بعض كتبه فيحيل عليها فيجمل في موضع ويفصل في موضع آخر وربما يكون كلامه منصباً على الرد على جزئية فقط في هذا الموضع فيكون كلامه لا على سبيل التقعيد، والمقصود أنه يقع في كلام العلماء من التقييد والاطلاق والتخصيص والتعميم والبيان والإجمال مثل ما يقع في النصوص الشرعية لا سيما المكثرين من التأليف كابن تيمية وابن القيم وغيرهما، وبجمع كلام العالم في المسألة يستطيع القاريء أن يتصور رأي هذا العالم في المسألة فلا يقع في الخطأ.

4 - أن ينظر في زمن تأليف الكتاب هل هو متقدم أو متأخر فربما يختار العالم رأياً ثم يرجع عنه في آخر عمره وهذا كثير؛ لأن العلماء يتغير اجتهادهم في بعض المسائل وعليه فالمعتمد هو القول المتأخر فعلى سبيل المثال الغزالي له كتاب المنخول والمستصفى وهناك مسائل يختلف فيها رأيه في الكتابين لكن المنخول متقدم والمستصفى متأخر ألفه في آخر حياته وعليه فهو المعتمد في آرائه الأصولية.

5 - أن يعرف طالب العلم شيوخ وتلاميذ هذا المؤلف أو العالم أما الشيوخ فيستفيد منهم في معرفة تأثيرهم على هذا العالم وتوافقهم في الآراء فيكون المؤلف مثلاً أجمل في ذكر المسألة وقد وافق شيخه وشيخه قد فصل فيها بما يرفع الإشكال فنحن نستعين أحياناً لفهم كلام ابن القيم بكلام شيخه ابن تيمية وكذا العكس نستعين بفهم كلام ابن تيمية مما ورد مجملاً او بصيغة صعبة الفهم بكلام تلميذه ابن القيم فالشيوخ والتلاميذ مفاتيح لفهم كلام العالم الذي يظنه القاريء مشكلاً او خطأ أو لم يستوعب فهمه.

6 - معرفة البيئة التي عاش فيها المؤلف العقدية والفقهية والسياسية والاجتماعية إذ للبيئة تأثير في آراء العالم سواء في باب العقيدة أو باب الفقه ونحن نعلم اختلاف آراء الإمام الشافعي بسبب اختلاف الموطن بين العراق ومصر وربما تكون أصوله لم تتغير وإنما اختلف التفريع أو تحقيق المناط في تلك المسائل كتنزيل العرف أو المصلحة على الحكم وربما يكون الأصل تغير كذلك والمقصود أن لا نأخذ المسألة مجردة عن قرائنها المكانية والحالية التي كانت سبباً لظهور هذا القول أو الرأي ولربما كان رأيه مخالفاً لتلك البيئة لكنه لا يجرؤ على التصريح به لخوف سلطان أو مذهب أو طائفة وهذا يعرف بالقرائن ومن كلام خاصته ومن بعض اختياراته وغير ذلك من القرائن.

7 - عدم الاعتماد الكلي على ما ينقله العلماء من آراء ذلك العالم لا سيما إذا كانت كتبه موجودة؛ لأننا نرى كثيراً من الأخطاء في النقل إما لسوء الفهم أو لعداوة أو لغير ذلك فقد ينقل بعض المحدثين مثلاً تضعيف ابن معين لراو معين بناء على فهمه لذلك الاصطلاح الذي نطق به ابن معين ويجد القاريء روايات أخرى يوثق فيها ابن معين الراوي فيظن ذلك تناقضاً وتعارضاً بينما يكون فهم الناقل خاطئاً، ويكون مراد ابن معين بهذا الاصطلاح أمراً آخر يخالف المشهور مما يظنه ذلك الناقل ولربما تابعه النقلة على هذا الخطأ وإذا رجع عند ذلك لنصوص ابن معين التي يوثق فيها ذلك الراوي في غير تلك الرواية لم يحصل عنده ذلك الإشكال وقل مثل ذلك في مسائل الفقه والأصول وغيرهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير