وإذا قام شخص باصطدام سيارة واقفة في مكان يسمح لها بالوقوف فيه، فضمان مال الواقف على السائر، لانه الصادم المتلف، ودية الواقف ان مات على علاقة السائر، لحصول التلف بصدمه، أما إذا كان صاحب السيارة مفرط، وأوقف سيارته في مكان لا يسمح لها بالوقوف فيه، فلا ضمان؛ لحصول الاصطدام منه.
وان صدم الرجل امرأة حاملا، فأسقطت جنينها، فعليه ضمان جنينها، نصف عشر الدية، وان اصطدمت امرأتان حاملتان، فإذا أسقطت كل منهما جنينها، فعلى كل واحدة منهما نصف ضمان جنينها، ونصف ضمان جنين صاحبتها، لاشتراكهما في قتله، وان أسقطت إحداهما دون الأخرى، اشتركتا في ضمانه.
وان قائد السيارة لو أوقفها في الطريق دون عذر، فاصطدم بها احد، فتلف انسان بسبب ذلك، فتجب على عاقلته ديته؛ لانه متسبب لهلاكه، متعد في فعله، وإذا انحرف بسيارته عنه واصطدم بآخر، ومات المنحرف بسيارته، والآخر فضمان ديتهما على من أوقف سيارته في الطريق؛ لانه بمنزلة الدافع، فكانه دفعه بيده على غيره، ولا ضمان على الذي انحرف؛ لانه في حكم المدفوع.
حكم ما أتلفته القاطرة التي يجرها السائق:
القاطرة في قانون المرور الكويتي هي: كل مركبة من دون محرك، صممت ووضعت لكي تقطرها، أو تجرها مركبة أخرى آلية، ولقد نظمت المادتان (35) و (57) من اللائحة التنفيذية أحكام قيادة القاطرة.
وقد تناولنا ان السائق يضمن ما أتلفه بسيارته، فما حكم ما أتلفته القاطرة التي يجرها السائق؟ لقد نص الفقهاء على ان: من قاد قطارا فهو ضامن لما وطئ البعير من أول القطار أو آخره، لانه هو الذي يسير الجمال".
وقال ابن القاسم: "يضمن قائد القطار ما وطئ عليه أول القطار أو آخره، لانه أوطأه بقوده إياه" وعليه فان سائق السيارة يضمن ما أتلفه بالقاطرة التي يجرها؛ لانها أصبحت جزءا من سيارته، وتأخذ حكمها.
حكم ما يتطاير من تحت إطارات السيارات من حصاة ونحوها:
في كثير من الأحيان يتطاير من تحت إطار السيارة حصاة، ونحوها، فتتسبب في الإضرار بالآخرين، أو إتلاف مالهم، وفي هذه الحالة نقول بانه لا يضمن، ما لم يكن تعمد السير عليها لتتطاير على الآخرين، وفي ذلك قال الفقهاء: "من ركب دابة فطارت من تحت يدها حصاة، ففقأت عين رجل، فلا شيء عليه".
حكم إذا ما تسبب الراكب في الحادث:
إذا كان السائق يسير بسيارته على الصفة المطلوبة، وتسبب الراكب الذي معه في السيارة في الحادث، فان الذي يضمن في هذه الحالة هو الراكب، لانه المتسبب في الحادث، ولقد نص الفقهاء على ذلك بقولهم: "وإذا كان مع الدابة راكب وقائد، فما وطئت الدابة، فعلى القائد إلا أن يكون فعلها من سبب الراكب"
المبحث الثاني
الآداب الشرعية لقيادة السيارة
هناك عدة آداب شرعية، شرعها الإسلام، ينبغي على قائد السيارة التمسك بها، وقد اوجب قانون المرور الكويتي في المادة (25) على قائدي السيارات بالتزام قواعد المرور وآدابه، وسنتناول في هذا المبحث الآداب الشرعية، ونشير إلى ما اخذ به قانون المرور الكويتي، وسوف اقسم هذا المبحث إلى مطلبين: الأول: آداب خاصة بقيادة السيارة، والثاني: آداب عامة، وذلك على الوجه التالي:
المطلب الأول
آداب خاصة بقيادة السيارة
هناك كثير من الآداب الخاصة بقيادة السيارة، والتي ينبغي على السائق التقيد بها، وهي كما يلي:
أولا: التقيد بالأذكار الشرعية:
على المسلم ان يكون مرتبطا بالله تعالى في جميع أحواله، كما قال تعالى في محكم التنزيل:"الذين يذكرون الله قيأما وقعودا وعلى جنوبهم"، ويكون لسانه رطبا بذكر الله عز وجل، حتى عند قيادة السيارة، وذلك ان المباحثات يمكن ان تصبح عبادات إذا صحبتها نية التقرب إلى الله تعالى، ويتميز المسلم بتحليه بالأذكار الشرعية الواردة، ومنها ما يأتي:
¥