تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

د- قيادة السيارات الخربة، كالتي تصدر اصواتا مزعجة، أو دخانا مؤذيا وسأما للناس، كما في المادة (34) فقرة 13، أو لا تتوافر فيها شروط السلامة المطلوبة، وهذا ما أخذت به المادة (25) من قانون المرور، والتي نصت على انه: "لا يجوز قيادة المركبات بحالة تعرض حياة الأشخاص والأموال للخطر".

ه- ان يقف الأصحاء في المواقف المخصصة للمعاقين.

و- استعمال المنبه في الأماكن السكنية، أو بصورة مزعجة.

ونحو ذلك من الإيذاء الذي يسببه السائقون للغير، كما فصلته المادة (166) من قانون المرور الكويتي.

ثالثا: التعاون بين السائقين:

على المسلم ان يشعر بانه جزء من المجتمع، وان صلاحه صلاح للمجتمع كله، ومن ثم على السائق ان يحرص على التعاون مع إخوانه في الطريق.

قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى".

وعن أبي موسى الأشعري عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه".

وعن عبدا لله بن عمر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة".

ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "احب الناس إلى الله انفعهم للناس".

رابعا: ان يصطحب معه ما فيه مصلحته:

فعلى قائد السيارة ان يصطحب معه في سيارته ما قد يحتاجه في سيره، ولا ينبغي ان يقول: اخرج متوكلا، فلا احمل زادا، فهذا جهل، فان حمل الزاد لا يناقض التوكل.

المطلب الثاني

آداب عامة

هناك عدة آداب ينبغي على المسلم ان يتحلى بها في كل وقت، وتتأكد في حالة قيادة السيارة؛ لما فيها من كثرة الالتقاء بالآخرين، وذلك كما يأتي:

أولا: ان يوقر الكبير، ويعطف على الصغير:

من الأخلاقيات التي حرص الإسلام عليها، توقير كبار السن، واحترامهم، ومنحهم العناية الخاصة، التي تدل على الإكرام والتقدير.

فإذا كان كبير السن ماشيا على قدميه، فيجب على قائد السيارة، مراعاته، وإعطائه فسحة؛ لكي يمر بالطريق بكل سلامة، ويقدم العون له ان احتاج إلى ذلك.

أما إذا كان قائد السيارة كبيرا في السن، فعلى الباقين ان يراعوه، وألا يقوموا بإزعاجه، وان يتحملوا ما يصدر عنه من تصرفات بصدر رحب.

وكذلك من أخلاقيات قائد السيارة العطف على الصغير، معنى العطف عليه: إعانته، كما يعطف الثوب على بعضه ليقويه، فيراعيهم ان كانوا مشاة، ويحرص على سلامتهم.

وان كان معه أطفال في السيارة، يقوم بتهيئة وسائل الأمان لهم.

ثانيا: التواضع أثناء السير:

على المسلم عند قيادته للسيارة ان يستحضر قول الله – تبارك وتعالى – في محكم التنزيل: "وعباد الرحمن الذين يتمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلأما".

فمن صفات عباد الله المؤمنين، انهم يمشون على الأرض هونا، أي: بسكينة، ووقار، وتواضع، فلا خيلاء، ولا كبر في مشيتهم، ولا تعالي، ولا تفاخر على الناس.

قال تعالى: "ولا تمش في الأرض مرحا، انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا" فنهى الله تعالى ان يمشي احد متكبرا متعاليا على الناس.

وفي ذم الكبر، روى أبو هريرة – رضي الله عنه – ان رسوم الله صلى الله عليه وسلم- قال:

"بينما رجل يمشي في حلة، تعجبه نفسه، مرجل رأسه، يختال في مشيته، إذ خسف الله به، فهو يغوص في الأرض إلى يوم القيامة"

ونظر الحسن إلى امير يمشي متبخترا، فقال: أف أف لشامخ بأنفه، ثان عطفه، مصعر خده، ينظر إلى عطفيه، أي حميق، أين تنظر في عطفيك؟ في نعم غير مشكورة ولا مذكورة، غير الماخوذ بأمر الله فيها، ولا المؤدي حق الله منها، فسمعه فجاءه معتذرا، فقال: لا تعتذر إلي، وتب إلى ربك، أما سمعت قول الله تعالى: "ولا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا".

ثالثا: غض البصر وستر ما يتكشف أمامه من العورات:

ان من حقوق الطريق على السائق، غض طرفه عما يراه من المحرمات، وعيوب الآخرين، لما يجر ذلك من الوقوع في المعاصي، كالنظر للمحرمات والوقوع في سوء الظن، والغيبة، وتهمة الآخرين حسب ظاهر أحوالهم.

فان غض البصر من قبل سائق السيارة، وستر ما قد ينكشف أمامه من العورات، خلق إسلامي رفيع، يراعي شعور الآخرين، وإحساسهم، وكرامتهم، وراحتهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير