تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فجمعهم - ابراهيم- في رأس التل ودعا الله فجاء الغيث وضرب ابراهيم عليه السلام برأس تله حيث أقلع الغيث فآمنوا برسالة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وتوافدوا اليه من كل وجه وكان يجلب أغنامه في وقت محدد وكان الكنعانيون الذين آمنوا برسالته يأتون إليه وينادي أحدهم: ألا إن ابراهيم قد حلب فهلموا فيطعمون ويشربون ويحملون مابقي الى بيوتهم.

السؤال المهم

ما مصداقية هذه الرواية التاريخية التي سجلها ابن العديم في تاريخه وهي هل متطابقة مع المكتشفات الاثرية لمعبد إله الطقس (حدد) في قلعة حلب من قبل البعثة المشتركة الوطنية السورية الألمانية ولماذا تعد طلاسم وشعوذات التوراة السبعينية عند عدد كبير من الباحثين مصدر ثقة رغم أن التوراة لم تصمد أمام المكتشفات الأثرية.

الجواب

إن المكتشفات الأثرية في قلعة حلب في الأعوام 1996 - 2005 تتطابق تماماً مع رواية ابن العديم التي ذكرها في كتابه قبل 800 سنة إذ لم يكن ابن العديم قد رأي بيت الصنم (معبد حدد) الذي ذكره في تاريخه لأن المكان الذي اكتشف فيه معبد إله الطقس بيت الصنم في قلعة حلب كان فوقه منشآت أيوبية, وإن المعبد المكتشف كان تحت سطح أرض تل القلعة بحوالي 9 أمتار.

حددت رواية ابن العديم طوبغرافية بيت الصنم (معبد الإله حدد) بدقة متناهية إذ ورد في رواية ابن العديم فصار إليه ابراهيم أي وصل الى بيت الصنم (المعبد) وعن مكان المعبد قال ابن العديم: (في رأس تل قلعة حلب).

وهكذا فإن الحقيقة التي لالبس فيها هي أن البعثة الاثرية التي اكتشفت معبد الإله حدد في قلعة حلب اعتمدت يقيناً على رواية ابن العديم الذي حدد المكان في رأس التل (قلعة حلب) وعرف اسم (بيت الصنم) وهذا دليل قاطع جازم على أن نبي الله ابراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والسلام قد مر في حلب وصعد تل حلب (القلعة حالياً) وإن حلب كان اسمها (أرمانوم) ثم استمدت اسمها الحالي (حلب) من حلب ابراهيم الخليل عليه السلام لأغنامه في وقت محدد وليس البقرة كما توهم العامة وكان العرب الكنعانيون (الأموريون) الذين آمنوا برسالته يأتون إليه وينادي أحدهم: (ألا ان ابراهيم قد حلب فهلموا, فيطعمون ويشربون ويحملون مابقي الى بيوتهم).

أما أول ما ذكر كلمة (شهباء) صفة لمدينة حلب هو ابن شداد المتوفى سنة 684ه¯/1285 م في تاريخه: وتلقب بالشهباء والبيضاء وذلك لبياض أرضها لأن غالب أرضها من الحجارة الحوارة وترابها يضرب الى البياض وإذ أشرف عليها الانسان ظهرت له بيضاء.

ومما لاشك فيه أن معبد الصنم في تل قلعة حلب كان موجوداً قبل قدوم ابراهيم الخليل عليه السلام الى حلب ويعود زمن تأسيس المعبد الى منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد حوالي 2500 ق. م حين كان اسم حلب (ارمانوم) وهذا الكشف الاثري يعلل سبب تغيير اسم (أرمانوم) الى (حلب) من حلب ابراهيم الخليل لاغنامه.

المعطيات الاثرية والتاريخية:

يؤكد الدليل الاثري المكتشف في قلعة حلب (معبد حدد) إله الطقس ما قاله ابن العديم في كتابه (زبدة لحلب 1/ 9): اسم حلب عربي لاشك فيه وكان لقباً لتل قلعتها.

قال العلماء إن وجدنا دليلاً واحداً قلنا: (نظن) وإن وجدنا دليلين قلنا (نرجح) وإن وجدننا ثلاثة أدلة فما فوق حق لنا أن نقول (نقرر).

وبناء على ماقاله العلماء فيجب أن (نقرر) أن حلب استمدت اسمها من قصة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام والأدلة كثيرة:

- رواية مؤرخ حلب الكبير ابن العديم

- المكتشفات الاثرية في قلعة حلب تؤكد رواية ابن العديم فضلا عن أن معبد الصنم للإله الحلبي الكبير -حدد- وجد في المكان الذي حدده ابن العديم حيث قال: وصل ابراهيم الى بيت الصنم أي المعبد في رأس تل قلعة حلب.

- إن الفترة الزمنية التي تحدد هجرة ابراهيم الخليل ووصوله حلب متطابقة تماماً مع الفترة الزمنية التي جدد فيها ملوك حلب الأوائل (سومو ايبوخ- ياريم ليم- حورابي ابن ياريم ليم) معبد إله الطقس (حدد) في تل المدينة - قلعة حلب - في بداية القرن التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد والذي اكتشف في الأعوام 1996 - 2005.

- إن هجرة أبي الانبياء ابراهيم الخليل الى حلب كانت في الأعوام 1991 - 1786 ق. م أي قبل حوالي أربعة آلاف سنة.

أما تسمية معبد إله الطقس المكتشف في قلعة حلب بالمعبد الحثي فهذا يعد خطأ تاريخياً فاضحاً لأن الآثار المكتشفة تسمى بأسماء المدن وليس بأسماء الشعوب (ماري - ايبلا- آلالاخ- تل العمارنة .. الخ) ولست أدري لماذا هذا الصمت المطبق على استثناء مدينة حلب بدلا من أن يقولوا معبد حلب , قالوا المعبد الحثي (أي هندو أوربي) ولا أريد أن أدخل في التفصيلات هنا لأن المجال لايتسع فإنني أنبه في هذه العجالة بأن معبد حلب المكتشف في قلعة حلب عربي كنعاني سوري واكتفي بدليل واحد مما قاله عالم الآثار الفرنسي رينه دوسو: في وقت مضى كان كل تمثال صغير يكتشف في سورية يوصف بأنه حثي .. في حين أن الحثيين لم يستخدموا أبدا غير الاختام , أما اليوم وبعد أن أصبح تصورنا للأمور اكثر وضوحاً فإن الافتتان نفسه نعود لممارسته على الحوريين والميتانيين اللذين يزيدان فهمنا الخاطئ لهم كلما كانت معرفتنا بهم أقل.

يقول الدكتور سهيل زكار: إن تقارير الاثاريين الغربيين هي حتى الآن تحمل من التناقضات أكثر مما تحمله مرويات العهد القديم وعلى كل باحث عدم تصديق قراءات النصوص مع التفاسير وإعادة النظر بكل شيء.

يقول الدكتور سلطان محيسن: إن هناك من يرفض هذه الحقيقة ويصعب عليه أن يكون أصله من المشرق العربي القديم مدفوعاً باعتبارات عنصرية لاتمت الى جوهر البحث العلمي النزيه بصلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير