تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وثانياً: يلقيها بالسليقة العربية الإسلامية، لا يُحاكي في إلقائِه لها قانون للموسيقى يوافق الشرق أو الغرب بخلاف هذه الأناشيد التي تسمى بـ (الأناشيد الدينية) أو (الأناشيد الإسلامية).

أنا لا أسمع نشيداً كنت حفظتُه في صباي بقي في ذهني بعض منه لجمالِه وقوتِه وانظروا هذا المعنى ما أجمله لا نسمع مثله إطلاقاً، لماذا؟ لا يناسب أهواءهم وأذواقهم.

القصيدة هذه تنسب لابن الوردي يقول في مطلعها:

اعتزل ذكر الأغاني والغزل ... وقل الفصل وجانب من هزل

ودع الذكرى لأيام الصبا ... فلأيام الصبا نجم أفل

بعدين شو بيقول:

ودع الخمرة إن كنت فتى ... كيف يسعى في جنونٍ من عقل

إلى آخره، أشياء كثيرة كنت أحفظها.

مثل هذا الكلام الذي فيه نصائح، فيه مواعظ، فيه الأمر بالتمسك بالأخلاق التي جاء فيها قوله عليه السلام:" إنما بُعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاق ".

هذه الأناشيد هي لم تكن في العهد الأول، لا في مبناها ولا في طريقة إلقائها.

غيره في أحد عنده سؤال؟

سائل: على نفس الموضوع:

طيب يا شيخ ليش ما يكون بالنسبة للأناشيد الإسلامية تكون النية حسنة مش إنّه مخالفة شرعية؟ مثلاً تكون بديل إسلامي بدل من الأغاني، بدل ما أنا أكون بدي أعمل حفلة، بدل ما أعملها حفلة جاهلية يعصى فيها الله عز وجل ليش ما نجيب منشدين إسلاميين ينشدوا في هذه الحفلة حتى إنه صح إن صح التعبير ارتكاب أخف الضررين، ليش ما يكون من هذا القبيل؟

الشيخ: هذا كلام بارك الله فيك خطأ، ارتكاب أخفف الضررين إنما محله بارك الله فيك حينما يكون المسلم مُلزماً ولا بدّ من أن يقعَ في أحد الضررين.

مفهوم هذا الكلام حتى لا أمضي كثيراً.

أخف الضررين متى؟ حينما يكونُ المسلم لا بد مضطر شاء أم أبى أن يقعَ في أحد الضررين، مثاله:

إنسان في الصحراء، تعرض للموت جوعاً،

وجد لحم ميت ضأني،

ولحم ميت أسد.

ما هو أخف الضررين؟

كلاهما ميت،

لكن الأول لو كان حياً جاز ذبحه وأكله،

الآخر لو كان حياً لم يجز ذبحه ولم يجز أكله.

إذن هنا أخف الضررين ماذا؟ أن يأكلَ من لحم الضان الميت.

طيب، إذا ما أكل شو بيصيبه؟ راح يموت. إذن هذا أخف الضررين.

أما أنا بدي أعمل حفلة، شو الضرر الذي سيصيبني أنا إذا عملت حفلة ودعوت فيها الشباب المسلم ودعوت إنسان عالم فاضل أو قارئ يُحسن القراءة، ولا يمط فيها ويطلع وينزل على القوانين أيضاً الموسيقية .. إلى آخره.

بحيث أنه يَصدق فيه كما قال عليه السلام حينما سُئل: " من أحسن الناس قراءة يا رسول الله؟ قال: هو الذي إذا سمعتَه يقرأ رأيته يَخشى الله ".

أكثر القراء اليوم خاصة القراء المصريين اللي بيذيعوها أحياناً وكل آية أو آيتين تسمع كلام الحاضرين: " الله .. اللهم صل على محمد .. صلّ على النبي .. إلخ "

هؤلاء يَلغون في قراءة القرآن، ولا يُصغون، ولا يستمعون .. إلخ.

فشو المانع أن يعمل حفلة ويأتي بقارئ يحسن القراءة أو بواعِظ يَعظ الناس، ويُحسن الوعظ أيضاً بالكتاب وبالسنة الصحيحة، ولا يَذكر أحاديث ضعيفة وموضوعة. أو يأتي برجلٍ عالم مفقه في الدين؟

فأين الضرورة يا أخي في هذه الحالة؟ ما في ضرورة. ولكن، شيء ذكرني هذا السؤال ...

هذه الأناشيد الدينية الآن حلت محل قراءة القرآن، لقد بلغني عن أكثر من مصدر واحد أن كثيراً من الشباب في أثناء عملهم في محلهم في دكانهم يقطعون فراغهم بأن يسمعوا هذه الأناشيد الدينية، وأنا أذْكُر نفسي – ولا أذكر هذا حامِداً وإنما مُذكراً – أنا لمّا كنتُ في أولِ الشباب في نحو العشرين أو أقلّ كنتُ ساعاتي مصلح الساعات وأنتم تعرفون أن تصليح الساعات هذي فيها دقة متناهية، فكنت أفتح القرآن، فمن جهة أعمل ومن جهة أقرأ لأحفظ، والحفظ هذا بدو فراغ خاص مع ذلك فأنا لكوني كنت منشغل بالعلم أيضاً بالإضافة إلى المهنة، فكنت أغتنمها فرصة حينما لا يوجد عندي أحد أضع هذا القرآن بين يدي ويومئذ ما في مسجلات ولا في كل هذه الأشياء التي ذللت وتيسرت اليوم حيث لم يبق بيت إلا وفيه مسجلة أو أكثر، فكنت أُعنَى بحفظ القرآن وأنا في عملي الدقيق هذا.

كيف لو كان عندي أنا الآن في أحياناً لما أكون فارغاً بسجّل القرآن وباسْمع وباتبع أحياناً لبعض الفوائد لا يتيسر لي الإصغاء إليها بسبب انشغالي بالمقالة أو الكتابة أو نحو ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير