تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وواضح لمن يتابعهم أن السدوسي لم يكن يعرف بهذا الجد كما أشار إلى هذا الخطيب

ووجدت أحمد بن إسحاق الفقيه في موطن من المستدرك وافق حبيبا في ذكر أن جده عمر ولا شك أنه ذكر حبيب وحده لذلك كاف في إثبات الجد لكن المراد أن عمر السدوسي لم يشتهر باسم جده عمر

والمعروف في مثل هذه الحال أن يحمل الاسم في الرواية على من اشتهر به لا على من لا يعرف به

وأيا كان الأمر، ولو كان السدوسي المذكور معروفا بهذا الإسم كغيره فكونه شيخ أحمد بن عبيد الصفار وتلميذ علي بن الجعد في رواية أثر ابن عمر فذلك أمر محتمل ولا يوجد ما يدل عليه فلا تعرف روايته عن ابن الجعد ولا رواية الصفار عنه

وهناك راو رابع يحمل هذا الاسم وهو عمر بن حفص بن عمر بن برى يروي عن جده ولا يتابع على حديثه كما ذكر أبو أحمد الحاكم ولكن لا أعرف طبقته

والدليل على أن عمر بن حفص الراوي عن علي بن الجعد لأثر ابن عمر لم يتميز أن شيخنا الإمام الألباني ظن أنه الوصابي المتوفى سنة 246 هـ ولم يجزم به

وهذا وإن كان لايصح منه رحمه الله لكنه يدلك على أن عمر الذي في أثر ابن عمر لا يعرف تحديدا في هذا الاسناد

ومن كل ما تقدم عن رواية عمر بن حفص عن علي بن الجعد تعلم أن الأستاذ الأزهري لم يحرر الرواية فمن أين له الحكم بضعف الأثر بناء على مثل هذه الرواية؟

ويتلخص من حال الروايتين اللتين اعتمدهما أخونا الأزهري ما يلي:

ـ إما أن يُحكم عليهما باضطراب الإسناد فيعاملان على أنهما طريق واحد

ـ وإما أن يُضعف الطريقان باعتبار أن كلا الإسنادين لم يثبت

ـ وإما أن يُحكم بصحة أحد الطريقين وهو محتمل، لكنه لا يترجح لدي على ضوء ما سبق.

وأخونا الأزهري لم يتعرض لأي شيء من حال الطريقين

5 ـ إغفال الأستاذ اللائق بطريق زياد بن الربيع اليحمدي نا الحضرمي عن نافع عن ابن عمر قال: عطس رجل إلى جنبه فقال: الحمد لله و سلام على رسول الله فقال: ليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم علمنا أنا نقول الحمد لله على كل حال

فقد نقل الأستاذ كلام البيهقي في زياد بن الربيع وأن البخاري قال فيه نظر مع أنه لا يثبت بهذا اللفظ عن البخاري

بينما زياد بن الربيع ثقة لا ينزل عن هذه المرتبة

كيف وهو شيخ أحمد بن حنبل وقد قال عنه أحمد نفسه: " شيخ بصري ليس به بأس من الشيوخ الثقات "

وقال عنه كما في العلل: " ثقة "

وقال إسحاق بن أبي إسرائيل عنه: " كان من ثقات البصريين "

وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود " ثقة "

وذكره بن حبان في كتاب الثقات

وقال ابن عدي: " وزياد بن الربيع له غير ما ذكرت من الحديث ولا أرى بأحاديثه بأسا "

وأما قول البخاري فيه فلا يصح عنه بذلك اللفظ، هذا إنْ صح أصلا عن البخاري

قال ابن عدي:

سمعت ابن حماد يقول قال البخاري زياد بن الربيع اليحمدي أبو خداش بصري سمع عبد الملك بن حبيب في إسناده نظر " ا. هـ

وشتان بين هذا اللفظ وبين ما نقله الأزهري نقلا عن البيهقي

فالنظر إنما هو في السند الخاص الذي رواه عن عبد الملك بن حبيب بدليل مجموع كلام الأئمة فيه وتوثيقهم له

مع أن في إسناد ابن عدي شيخه محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الإمام الحافظ. قال فيه الدارقطني: "يتكلّمون فيه، وماتبيّن من أمره إلّا خير" وقال ابن يونس: "كان أبو بشر من أهل الصنعة، وكان يُضعّف" انظر: الميزان

وإن كان قد تمشى رواياته لإمامته

ومما تقدم تعلم أن زياد بن الربيع ثابت الرواية

أما شيخه الحضرمي بن عجلان فلم أقف له على توثيق لكن روى عنه زياد بن الربيع اليحمدي وسكين بن عبد العزيز ونصر بن خزيمة ولعل غيرهم أيضا

وقال الذهبي عنه صدوق

وجود روايته الإمام ابن مفلح

وقال الزبيدي في التاج عنه: " صدوق "

وذكره ابن حبان في الثقات وترجم له البخاري وقال: قال على بن نصر هو مولى بني جذيمة من عبد القيس

وترجم له ابن أبي حاتم

ولكونه في طبقة متقدمة ومن أتباع التابعين فحديثه محتمل للثبوت

وقال ابن مفلح عن هذا الاسناد: إسناده جيد.

وبعد كل ما تقدم نعلم أن أثر ابن عمر في إنكاره على من أحدث السلام على النبي بعد العطاس زيادة على الحمد هو الصحيح الثابت

لكونه جاء من طريقين كما سلف

ـ من طريق الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز ثنا سليمان بن موسى ثنا نافع

ـ ومن طريق زياد بن الربيع عن الحضرمي عن نافع

كلا الطريقين بلفظ:

" رأيت بن عمر وقد عطس رجل إلى جنبه فقال الحمد لله وسلام على رسول الله فقال بن عمر وأنا أقول السلام على رسول الله ولكن ليس هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقول إذا عطسنا الحمد لله على كل حال "

وهذان الطريقان هما الأقوى من الطريقين الآخرين، واللذين مدارهما على راو واحد وهو زهير بن معاوية

ـ زهير عن أبي همام الوليد بن قيس عن الضحاك بن قيس اليشكري

ـ زهير زهير عن أبي إسحاق عن نافع

كلا الإسنادين بلفظ:

عطس رجل عند ابن عمر فحمد الله فقال له ابن عمر: " قد بخلت فهلا حيث حمدت الله صليت على النبي صلى الله عليه وسلم "

وقد سبق أن الروايتين عن زهير فيهما كلام، وأن هذا الاختلاف على زهير هو اضطراب في الإسناد حتى يثبت أحد الطريقين

ولو ثبت أحدهما فلا يقوى أن يكون أرجح من الطريقين السابقين اللذين ذكرا إنكار ابن عمر على إحداث السلام على النبي بعد العطاس

والله تعالى أعلم

أخوكم محمد بن خليفة الرباح

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير