أن الكتب المقررة عندنا في المتوسطة والثانوية في " النحو " فأراها أفضل ما كتب , فلو درسها الإنسان لحصل شيئا كثيراً في " النحو " وخاصةً الطالب المقبل , من حيث التمرينات والنواحي التربوية.
فإن قلتَ لي:؟!
(نعرفُ هذه الكتب قبل أن ندخل المسجد, لكن نريد أن نعرف الطريقة المناسبة لدراسة النحو)؟
ج: لكل شيخ ٍ طريقة ,فالطريقةُ التي أراها, وأرشدتها لكثيرٍ من الطلاب, وزعموا أنهم استفادوا منها كثيراً فأبدأها بكلمة ٍ لشيخنا محمد العثيمين: النحو كبيتٍ من قصبٍ , (قصب السكر وهو ضعيف) وبابه من حديد وعكسه الفرائض (فأول الفرائض سهلٌ (2) وآخره صعبٌ وأولُ النحو صعبٌ , وآخره سهل).
فالذي يتقنُ أصولَ النحو, وهي تتمثلُ ببابين:
1_ الكلمةُ والكلام 2_ المعربُ والمبني, فمن أتقنهما يكون مؤهلا لأن يفهم النحو.
فالنحوُ أصولٌ وفروعٌ , والفروع كثيرةٌ جداً , تبدأ من " المبتدأ والخبر " على ترتيب ابن مالك وابن هشام المشهور:
(المبتدأ والخبر* النواسخ باب كان وإن وظن* أحكام الجملة الفعلية: الفاعل والمفاعيل الخمسة المفعول به ومعه وله وفيه والمطلق* الحال * التمييز * الاستثناء * المجرورات * التوابع: العطف والتوكيد والبدل إلخ ... )
وإنما يتقن هذه الفروع , من أتقن الأصول الكلام " اسم وفعل وحرف" ثم المعرفةُ في كيفيّة تطبيق ِ الإعراب , لأن ذلك سيطبق على جميع النحو أما من درس الأصول ونسيها أو لا يتقنها فسيعسر عليه الأمر كثيرا ً.
والتنبيهُ الثاني:
أنَّ كثيراً من الطلابِ –إن لم يكونوا جميعاً- ونحن نتكلم عن طلاب الثانوية والجامعة ِ أنهم قد حصلوا معلومات ٍ نحوية ولغوية , فالطالبُ عنده معلومات كثيرةٌ لأنه درسها مرات في الابتدائية والمتوسطة والثانوية, لكنهم نسوها!! فما السبب أقول:
المشكلةُ في أمرين:
1_ عدم ترتيب الفوائد , كمثل إنسان معه كيسٌ كبيرٌ , وكلما أخذ شيئا رماهُ في هذا الكيس , لسنوات عديدةٍ حتى امتلئ هذا الكيس , فإن قيل له: يا فلان اذكر الأمر الفلاني , فيقول: هو عندي , لكنه يبحث ويبحث لكنه ينساها.
2_ وجودُ ثغرات ٍ فيها, فالنحوُ فيها ثغرات, فإذا سألتُ أحدَكم ما المشكلةُ عندك في النحو؟ الاسم؟ أعرف الفاعل؟ أعرف , فعنده بناء نحوي كبير لكن عنده ثغراتٌ , فمن المهمِّ أن يعرف الطريقة المناسبة لسبب ِ الثغرات , ثم يسدُّها.
الطريقة في دراسة ِ النحو:
هذه الطريقة لو ابتدأت مع الإنسان ِ من الصفر , لكن تسد ما به من ثغرات , فالمراحل:
المرحلة الأولى:أرى أن يأخذ الطالبُ الآجرومية , فيقرأها , ثم يقرأها , ثم يقرأها , حتى يستظهرَها أو يحفظَها!! وهي قصيرةٌ جدا فربما يقرأها في وقوفه عند الإشارةِ في اليوم ِ الواحد , أو قبل أن ينتهيَ من شُرْبِ الشاي.
المرحلةُ الثانية: أن يبدأ بشروحاتها , وأفضلها: شرحُ شيخِنا ابنُ عثيمين-رحمه الله- فأرى أن يستمع الشرح استماعاً متتابعاً في أسبوع ٍ , والأشرطةُ قليلة , فلا يشترط الانتباه الشديد , بل يسمع الشرحَ عند النوم ِ أو السيارة , فإن انتهى من أسبوع , أعادَ الكرة الأسبوع َ القادم , ثم يعيد الكرة الأسبوع الثالث لكن بشيءٍ من التأمل والانتباه , ويكون معه دفتراً أو نسخةً كبيرةً على الشرح , ثم يعربُ المثالَ قبلَ أن يعربَه الشيخُ , وقد يمكث هذه الاستماع إلى أسبوعين أو ثلاثة , لأنه يحتاج إلى تأمل , فإن رأيتَ نفسَك قد فهمتَ النحو فهماً عاماً , فبها ونعمت , وإن رأيت نفسك لم تفهمه , فأعد الكرة للمرة الرابعة , وليس العيبُ فيك أو في الشيخ , إنما العيب في كونِك بشراً , وهذه طبيعة البشرِ –عامة الناس-فعندما يستمع لشرح ِ الآجرومية لا أتوقع من الطالب 60% بل المعتاد 40% 50% ولا تُنْقَد على ذلك , لكن الفهم بالتَكرار , فإن فهمت المرة الأولى 40% فهو مكسب ثم المرة الثانية 50% فهو مكسب.
الإنسان لو قرأ كتابا أو ورقة ً ثم سألتَه ماذا قرأت؟ فسيقول الخطوط العامة , وهكذا في سماع ِ الشرح للمرة ِ الأولى , فعندما يستمع إلى الاستماع الثالث , وكتب لأن الكتابة تعين على الفائدة والتركيز , فيكون قد فهم 70% ثم المرة الرابعة فتكون قد فهمت 80% , وستفهم أشياء لم تفهمها في المرة ِ الأولى.
¥