تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولويّة.؟!

فحقّ على كلّ أمّة تريد أن يكون لها موقع بين الأمم أن تولي التعليم عنايتها الكبرى، وأن تولي القائمين عليه، والذين هم سرّ نجاح العمل التعليميّ عنايتها واهتمامها، ولن يكون ذلك ولاشكّ بالكلام المعسول، أو الاحتفالات والمظاهر، إن الأمر لابدّ أن يقوم على أسس تضمن سلامة البنيان ورسوخه وشموخه، ولعلّ أهمّها يتجلّى في الجوانب التالية:

ـ الجانب الأول: رفع كفاءة المعلّمين العلميّة والتربويّة.

ـ الجانب الثاني: وضع الحوافز والامتيازات المادّيّة والمعنويّة، التي تحقّق للمعلّمين الراحة النفسيّة، والأمن الوظيفيّ، والشعور بالمكانة الاجتماعيّة اللائقة.

ـ الجانب الثالث: إعادة النظر في أنظمة التعليم وعلاقاته، لضبط العمليّة التعليميّة والتربويّة وتحقيق جدّيّتها، وتفعيل دور المعلّم، وحفظ مكانته ..

ونفصّل القول في هذه الجوانب على وجه الإجمال بما يسمح به المقام هنا فنقول:

ـ الجانب الأول: رفع كفاءة المعلّمين العلميّة والتربويّة، بعد أن نحسن اختيارهم وندقّق في شروط انتقائهم بإجراء اختبارات شفهيّة وتحريريّة جادّة ..

ولرفع كفاءة المعلّمين العلميّة والتربويّة، لابدّ لنا أن نعتمد تطبيق أنظمة الدورات التأهيليّة، التي يكلّف بها المعلّم وفق خطّة تعليميّة وتربويّة مدروسة، تكون تابعة لنظام التعليم العالي، وينال المعلّم باجتيازها شهادة تؤهّله للالتحاق بما هو أعلى منها، كما أنه يرتقي بها في سلّمه الوظيفيّ.

ثمّ لابدّ لنا أن نرفع شعار: " المعلّم لا يتوقّف عن التعلّم "، تحقيقاً لقول الله تعالى: {وقل: ربّ زدني علماً}، إذ إن التقدّم العلميّ في العالم من حولنا لا يقف عند حدّ، والتوقّف القليل يعني ألاّ نكون في عصرنا.

ـ وحسناً ما فعلته بعض الجامعات العربيّة إذ إنّها أعفت من ينتسب إلى الدراسات العليا من الالتزام بالسنة المنهجيّة إذا كان قد أمضى في التدريس عشر سنوات .. لأنه قد نال من الخبرة الميدانيّة ما يغني معلوماته، ويثري تجاربه .. ويعوّضه عن السنة المنهجيّة المفروضة ..

ـ وأما الجانب الثاني: وهو وضع الحوافز والامتيازات المادّيّة والمعنويّة، التي تحقّق للمعلّمين الراحة النفسيّة، والأمن الوظيفيّ، ويتمثّل ذلك في النقاط التالية:

أ ـ منح المعلّم هوّيّة " المعلّم " بعد أن يمضي في التعليم خمس سنوات، يكتسب بها المعلّم عدّة مزايا:

ـ أولها المزايا التعليميّة: لتعليم أبنائه، ومتابعة تعلّمه، إذ كيف يعقل أن يكون منتسباً إلى أسرة التعليم ويعاني الأمرّين في تعليم أبنائه في المدارس الحكوميّة، ولا يجد أيّة فرصة لتعليم ولده أو ابنته في المدرسة التي قد تكون بجواره.؟!

ـ وثانيها المزايا الطبّيّة: في الرعاية الطبّيّة اللائقة به وبأسرته، سواء أكان ذلك في الكشف الطبّيّ، أو في تخفيض أسعار الدواء، أو في تكاليف أجور العمليّات الجراحيّة .. فالرعاية الصحّيّة من ضرورات الحياة، التي لا ينبغي التقليل من شأنها بحال من الأحوال ..

ـ وثالثها المزايا الاجتماعيّة: وذلك في مجالات الخدمات الاجتماعيّة المختلفة كتخفيض أسعار بعض السلع، والحصول على امتيازات خاصّة في شراء بعض الموادّ.

ويمكن تشجيع بعض الشركات على ذلك، والتعاون مع بعضها الآخر التي تقدّم تسهيلات خاصّة في هذا المجال.

ب ـ منح المعلّمين المتميّزين مكافآت سنويّة، وفق معايير موضوعيّة دقيقة، تقوم بتطبيقها ميدانيّاً لجان مختصّة، مما يشعر المعلّم أن جهوده واجتهاده لا يضيع بغير تقدير، فليس من المعقول أن يُطالَب المعلّم بالعطاء المبدع المتميّز في مهنته، ثمّ لا يجد أحداً يقدّر جهوده واجتهاده ..

ج ـ وضع علاوة وظيفيّة خاصّة للمعلّمين يمكن أن تسمّى: " علاوة طبيعة المهنة "، إذ إن مما يلاحظ عزوف كثير من خرّيجي الجامعات عن الانتساب إلى مهنة التعليم، لما يعلمون عنها من الجدّيّة الخاصّة، وما تحتاجه من مزيد الجهد والمشقّة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير