تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن سعد، في الطبقات الكبرى،: قال محمد بن عمر: وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر. وروى أيضاً: عن سعيد بن المسيب قال: عرضت عائشة على ابيها رؤيا، وكان أعبر الناس.

واخرج الديلمي في مسند الفردوس وابن عساكر عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمرت أن أووّل الرؤيا وأن أعلمها أبا بكر.

قال ابن عبدالبر: مما يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها أنه صلى الله عليه وسلمإنما كان يسأل عنها لتقص عليه ويعبرها ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل: لا يعبر الرؤيا إلاّ من هو من أهل العلم بتأويلها لأنها من أقسام الوحي.

وقال رحمة الله:علم الرؤيا ليس نوعاً من العبث أو ضروباً من الخيال ولكنه نعمة من الله سبحانه تعالى امتن بها على عباده حيث أعطاهم علمها ولم يتركهم بغير إفهام.

وقال العلاّمة ابن سعدي رحمه الله في ذكره للفوائد من سورة يوسف عليه السلام:

ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه.

وقال العلامة ابن باز رحمه الله:علم تعبير الرؤيا علم معتبر أصله في الكتاب والسنة ولا إثم على المعبر إذا لم يتعمد خطأ أو مجازفة.

ومن الأدلة على إمكانية تعلمه كذلك:

أن الواقع والتجربة يشهد على تعلمه وتعليمه، وسأذكر مثال واحداً وليس هو لطالب علم شرعي بل لرجل عامي، لا يقرأ ولا يكتب، محب لهذا العلم فتناقشت معه وتدارسنا مراراَ في هذا العلم، وكنت أعرض عليه رؤى ونستبط عبارتها سوياً، وبعد فترة عرضت عليه هذه الرؤى وعبرها ومن دون مساعدة مني، الأولى: رأى أحدهم كأنه في الصباح الباكر جداً وكأنه يسمع صياح الديكة، وكان وقت الرؤيا العشر الأواخر من رمضان، فقال هذا العامي: لعلها ليلة القدر تلك الليلة، قلت كيف؟ قال: معلوم أن الديكة ترى الملائكة وقيل إذا سمعت ديكاً فسأل الله من فضله، فقد رأى ملكاً،وهذه مجموعة ديكة، أي رأت مجموعة ملائكة، فلا تتنزل بهذه الكثرة وفي هذا الوقت إلا في ليلة القدر.

والرؤيا الثانية: قال أحدهم رأيت كأني أرسل ولدي بماء إلى المسجد ويطفئ نار مشتعلة بداخله، وكان وقت الرؤيا الصيف، فقال هذا العامي: صدقة يتصدق بها تنجيه من فتنة او تردها عنه، قلت كيف؟ قال: أكثر مايتصدق به في هذا الوقت الماء، والصدقة تطفئ غضب الرب كما تطفئ الماء النار.

ولو أردت ذكر أمثلة أكثر لطال المقام، ومن أراد تعلم هذا العلم، فنحن نمد له يد العون ولا نرجو إلا دعائه، ولنا في ذلك كتاب سيطبع قريباً، قرأه بعضهم ولا أقول صار معبراً متمكناً بل صار لديه الملكة والفهم، وعبر واستطاع أن يفك كثيراً من الرموز، ومن أراد مسودة الكتاب أرسلتها له .... والله المستعان.

وأقول من أراد خوض غمار هذا العلم، فلابد له من صفات ثلاثة:

الأولى:أن يكون محباً لهذا العلم.

الثانية: السعي في تحصيل طلبه والإجتهاد في ذلك، والطرق كثيرة جدا.

الثالثة:عدم الإستعجال، في تعبير الرؤى، وعدم اليأس، فالذي لا تعرفه اليوم سوف تعرفه غدا.

وقبل ذلك كله اللجوء إلى الله والإطراح بين يديه في الأمور كلها، وضع في نيتك نشر العلم الشرعي ودعوة الناس في هذا المجال.

وإني أحث نفسي وإخواني طلاب العلم الشرعي إلى الالتفات لهذا العلم، فهو لايكلف شيئاً، ابداً، فقد أصبحت الرؤيا باباً من أبواب الدعوة إلى الخير وترك الشر فكم من أناس كانوا على غير هدى فجاءت الرؤيا لتأخذ بنواصيهم إلى طريق الهدى والنور بل كم من أناس كانوا على الكفر والشرك فجاءت إليهم الرؤيا لتكون سبباً في هدايتهم إلى الإسلام، وكم من مريض نفسي فتحت له الرؤيا أبواب الأمل، كيف لا وهي المبشرات الباقيات.

وخصوصاً بعد دخول بعض المندسين على هذا العلم وتصدرهم في الفضائيات، ودجلهم على الناس وأكلهم أموال الناس بالباطل،وإذا ناقشت أحدهم، وقلت كيف تعبر الرؤيا؟. قال لك وبك وقاحة: إلهام! وقع في قلبي! حدثني السر! إيحاءات! مما فتح الباب على مصراعيه لهذه الشعوذة واصطياد الفتيات الساذجات، من مرضى القلوب فإن لله وإنا إليه راجعون، والأمثلة أكثر من أن تحصى.

ثم عليك يا طالب هذا العلم بالتدرج في متونه هذا وهي كالتالي:

1 - الإنارة إلى علم العبارة، (مختصر ابن قتيبة) وقد شرحه الشيخ الفاضل يوسف الحارثي وسجل وسوف ينشر الشرح، وسأرفع الكتاب.

2 - تعبير الرؤيا لإبن قتيبة.

3 - البدر المنير في علم التعبير للشهاب العابر وشرحه للمؤلف نفسه.

4 - الألفية الوردية، والشيخ يوسف وفقه الله سوف يشرحها، وستبث على قناة المجد.

ومن الأسباب في إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا:

عدم وجود علماء تصدوا لهذا العلم ونشره.

ومن الأسباب:

عدم تعلق هذا العلم بضروريات الدين، كالحلال والحرام.

وخامس الأسباب: عدم الإعتراف به كعلم أكاديمي، يمكن تدريسه والحصول على شهادات فيه.

وسادس الأسباب: الكلفة الاجتماعية التي تلازم المعبر من حيث معرفة الناس له، حتى يكاد لاينتفع بشيء من وقته لكثرة تعلق الناس به .. وهذا ملاحظ.

والله أعلم

أبومصعب / فهد بن شارع العتيبي

يسعدني تواصلكم

[email protected]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير